رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الهند تحتفل بالذكرى الـ68 لاستقلالها عن بريطانيا.. "غاندي" الزعيم الروحي وقائد حركة الاستقلال.. العنصرية دفعته للنضال من أجل بلاده.. و"موكيرجي" يقدم نظرة قاتمة في العيد الوطني


احتفلت الهند اليوم الإثنين بالعيد الوطني لاستقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1974، بعد إعلان المقاومة غير المسلحة والعصيان المدني الذي قاده المؤتمر الهندي بقيادة المهاتما غاندي، وحضر الاحتفال الرئيس الأمريكي باراك أوباما.


المهاتما غاندى
والمهاتما غاندي هو موهانداس كرمشاند غاندي، ولد في 2 أكتوبر عام 1869 وتوفي 30 يناير عام 1948، وسياسي بارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند، وكان رائدا في مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل التي تأسست بقوة بعد رفض العنف والتي أدت إلى استقلال الهند.

غاندي من عائلة محافظة لها تاريخ طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، وكانت لعائلته مشاريع تجارية، وقضي غاندي طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

دراسته
درس غاندي القانون في لندن وعاد ليعيش في جنوب أفريقيا ولكنه واجه العنصرية، فعندما كان عمره 24 عاما تعرض لحادث عنصري في عام 1883 وهو يركب القطار وعلي الرغم من قطعه تذكرة درجة أولى وارتدائه بدلة فخمة إلا أن أحد الركاب البيض بلغ عنه أنه يركب الدرجة الأولى وهو من أصل هندي وهو لم يكن يعلم بقوانين التفرقة العنصرية آنذاك وأجبر بالقوة على ترك الدرجة الأولى ما جعل غاندي يشعر بالإذلال واتجه إلى النضال من أجل حقوق الهنود.

مقاومة الاحتلال
ولقد أسس غاندي ما عرف في عالم السياسة بـ"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر.

واستعمل غاندي العصيان المدني اللاعنفي حينما كان محاميًا مغتربًا في جنوب أفريقيا، في الفترة التي كان خلالها المجتمع الهندي يناضل من أجل الحقوق المدنية، عد عودته إلى الهند في عام 1915، قام بتنظيم احتجاجات من قبل الفلاحين والمزارعين والعمال في المناطق الحضرية ضد ضرائب الأراضي المفرطة والتمييز في المعاملة.

مكافحة الفقر
وبعد تولي غاندي قيادة المؤتمر الوطني الهندي في عام 1921، قاد حملات وطنية لتخفيف حدة الفقر، وزيادة حقوق المرأة، وبناء وئام ديني ووطني، ووضع حد للنبذ، وزيادة الاعتماد على الذات اقتصاديًا، وعمل على تحقيق استقلال الهند والتخلص من السيطرة الأجنبية.

وفي عام 1922 قاد غاندي حركة عصيان مدني صعدت من الغضب الشعبي الذي وصل في بعض الأحيان إلى صدام بين الجماهير وقوات الأمن والشرطة البريطانية مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، ورغم ذلك حكمت عليه السلطات البريطانية بالسجن ست سنوات ثم عادت وأفرجت عنه في عام 1924.

مسيرة ملح داندى
وشارك غاندي في مسيرة ملح داندي في عام 1930 بعد فرض بريطانيا ضريبة على الملح وتظاهر ضد بريطانيا لاحقا للخروج من الهند، وفي عام 1934 قرر غاندي الاستقالة من حزب المؤتمر للتفرغ لحل المشكلات الاقتصادية التي يعاني منها الريف الهندي، وفي عام 1940 عاد لحملات العصيان وأطلق حملة جديدة للعصيان عام 1941 كانت بريطانيا خلالها مشغولة بالحرب العالمية الثانية وإزاء الخطر الياباني حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع حركة استقلال الهند وأرسلت بعثة عرفت باسم "بعثة كريبس" ولكنها فشلت.

استقلال الهند
وفي عام 1943 قبل غاندي لأول مرة فكرة دخول الهند في حرب شاملة ضد دول المحور على أمل نيل استقلالها بعد ذلك، وخاطب الإنجليز بجملته الشهيرة "اتركوا الهند وأنتم أسياد"، لكن هذا الخطاب لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات واعتقل غاندي ولم يفرج عنه إلا في عام 1944.

ونالت الهند استقلالها عن بريطانيا في عام 1947 ولكن هذا الاستقلال تزامن مع تقسيم الهند إلى حكومة الهند وحكومة باكستان، وتسبب هذا التقسيم فى الكثير من حركات العنف والتهجير حيث قتل ما بين 500 ألف ومليون شخص، بينما هجر ما يقارب العشرة ملايين بين الهند وباكستان.

ولم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه، وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ويدعى ناثورم جوتسى ثلاث رصاصات قاتلة سقط على إثرها المهاتما غاندي صريعا عن عمر يناهز 78 عاما.

تعطيل البرلمان
وفي عشية الذكرى السنوية لاستقلال الهند قدم الرئيس الهندي براناب موكيرجي تقييما قاتما لبلاده بعد 68 عاما من إعلانها الاستقلال عن بريطانيا وانتقد تعطيل عمل البرلمان والمغالاة في اللجوء إلى إصدار المراسيم في رسالة قد يكون لها صدى بالنسبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما.

ووجه موكيرجي للجمهورية الهندية خطابا في عشية الاحتفالات بالعيد الوطني، أدان انتشار العنف ضد المرأة في ثاني أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان، وطالب موكيرجي المعارضة بمناقشة مسئوليات القوانين بدلا من تعطل عمل البرلمان وحذر حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي من أن يكون الحكم من خلال سن قوانين.
الجريدة الرسمية