رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي يشارك في قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا.. يلتقي رئيس وزراء إثيوبيا.. يبحث مع رؤساء الدول القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية.. مناقشة سبل مواجهة «إيبولا» وتغير المناخ وتحقيق السلم


يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات القمة الأفريقية التي ستعقد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا خلال الفترة من 29 إلى 31 يناير الجاري.


وتعقد أعمال القمة الرابعة والعشرين تحت شعار سنة تمكين النساء وتنمية أفريقيا من أجل تفعيل أجندة 2036.

ومن المزمع عقد اجتماع المجلس التنفيذى الذي يضم وزراء الشئون الخارجية يومى 26 و27 يناير فيما سيعقد اجتماع قادة الدول يومى 30 و31 من الشهر الجارى.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي شارك في القمة الأفريقية السابقة التي عقدت في العاصمة الغينية مالابو عقب توليه منصب رئيس الجمهورية يونيو الماضى.

وكشفت مصادر دبلوماسية أن القمة تنقسم إلى جانبين الأول يتعلق بالبنود المطروحة على جدول الأعمال والجانب الآخر أنها تتيح للقادة الفرصة للتواصل الثنائى.

وأضافت المصادر لـ"فيتو" أنه سيكون للرئيس السيسي عدد كبير من اللقاءات مع القادة الأفارقة المشاركين في أعمال القمة تتركز حول العلاقات الثنائية بين مصر وشقيقاتها الأفريقية وسبل تعزيزها، وكذلك التنسيق سواء فيما يخص قضايا أفريقيا والقضايا التي تشغل القارة وتمثل تحديات لها أو فيما يتعلق بالتنسيق الأفريقى على المستوى الدولى وفى المحافل الدولية.

رئيس وزراء إثيوبيا
وقالت المصادر:" من المنتظر كذلك عقد لقاء قمة بين السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا هايلى ماريام ديسالين وذلك في إطار لقاءات تمت بين الزعيمين من قبل، وستتواصل الفترة القادمة لبحث العديد من القضايا وأهمها ملف المياه وموضوع الأمن المائى المصرى والمصالح المائية المصرية والحفاظ عليها وتأكيد أهمية هذا الملف بالنسبة لمصر وشعبها".

قيادة مصرية
ونوهت المصادر إلى أن القمة ستشهد انتقال رئاسة اللجنة الأفريقية الرئاسية المعنية بتغير المناخ من رئيس تنزانيا إلى الرئيس السيسي لتقود مصر بذلك الموقف الإفريقى فيما يتعلق بقضية تغير المناخ التي أصبحت تحتل أولوية هامة على الأجندة الدولية.

السلم والأمن بالقارة الأفريقية
وقالت:" أن هذه القمة الأفريقية تعد هامة للغاية لأنها تعقد في عام حافل بالأحداث الإقليمية والدولية وسوف تتناول أكثر من محور هام أولها محور السلم والأمن بالقارة الأفريقية، وتتناول قضايا ذات أهمية بالنسبة للأمن الإستراتيجى المصرى في أفريقيا ومنها بالطبع قضية جنوب السودان وقضية ليبيا ومالى وأفريقيا الوسطى والكونجو وهى جميعا قضايا هامة للأمن القومى المصرى".

قضايا التنمية
وتابعت: "من المقرر أن تتناول القمة الأفريقية قضايا هامة تتعلق بالتنمية حيث يعد عام ٢٠١٥ هو العام الذي ستطلق فيه الأمم المتحدة أجندة التنمية لما بعد ٢٠١٥ وبالتالى بلورة الموقف الإفريقى والوقوف بموقف إفريقى موحد قوى من القضايا المهمة وأن مصر كان لها دائما دور رائد في بلورة قضايا الموقف الإفريقى والدفاع عنه فيما يتعلق بقضايا التنمية المستدامة".

تعزيز دور المرأة
وأكدت المصادر أن القمة تعقد هذا العام تحت شعار موضوع رئيسى هو تمكين وتعزيز دور المرأة وتحقيق التنمية نحو تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقى لعام 2063 أي الخمسين عاما التالية لمرور خمسين عاما لإنشاء الاتحاد الإفريقى والذي تم الاحتفال به عام 2013، وبدأ الاتحاد منذ ذلك الحين يبلور رؤية للخمسين عاما التالية انتهاء بعام 2063 وتحت هذه الأجندة الواسعة هناك قضايا كثيرة تتعلق بالتكامل الأفريقي وتعزيز التجارة البينية والتكامل الاقتصادى في وقت تستعد فيه مصر لاستضافة قمة التكتلات الأفريقية الثلاث الكبرى بالقارة الأفريقية.

إيبولا
وأوضحت المصادر أن هناك أيضا موضوع تفشى فيروس إيبولا وأن مصر قدمت مساعدات لشقيقاتها الأفريقيات الأكثر تضررا بالإيبولا وأن مصر سوف تعلن عن مبادرات لمساعدة دول القارة في مواجهة وباء الإيبولا.

عضوية مجلس الأمن
كما أن هناك أيضا قضايا أخرى تتعلق بتعزيز الدور الإفريقى على الساحة الدولية ويرتبط بذلك القضايا الخاصة بإصلاح الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وأشارت المصادر إلى أن مصر تستعد لتشغل مقعدا غير دائم عن القارة الأفريقية لعام ٢٠١٦ - ٢٠١٧ كمرشح عن القارة الأفريقية.

وقالت المصادر:" إن هذا يلقى بالطبع مزيدا من الأعباء والمسئوليات على عاتق مصر لكنه في الوقت نفسه يعكس أيضا تقديرا واعترافا بالدور المصرى في قضايا القارة الأفريقية".

حضور مصرى قوى
وأشارت المصادر إلى أن هناك شعورا عاما داخل القارة الأفريقية بأن التحديات الكبرى التي تواجهها أفريقيا في الفترة القادمة تحتاج إلى حضور مصرى فاعل وقوى وإلى دور مصرى مؤثر وهنا يجب أن نبرز ونؤكد أن العودة لأفريقيا والوجود في أفريقيا لا يكون فقط بالحديث عن الماضى بل برؤية نحو المستقبل والكثير من الفعل والعمل فيما يتعلق بقضايا القارة الأفريقية.

وقالت المصادر: "يجب ألا نتعامل مع قضايا أفريقيا بشكل مناسبات مراسمية وصور تذكارية بل بانخراط قوى حقيقى فاعل في قضايا القارة وعمل دؤوب ليكون لمصر بالفعل الدور الذي يليق بها في القارة الأفريقية".

الإعداد للزيارة
ووصل وزير الخارجية سامح شكرى فجر اليوم الإثنين، إلى أديس أبابا في زيارة لإثيوبيا تستمر عدة أيام يشارك خلالها في اجتماعات الدورة العادية السادسة والعشرين للمجلس التنفيذى لوزراء خارجية أعضاء الاتحاد الإفريقى للإعداد للقمة المرتقبة لزعماء دول الاتحاد المقرر عقدها بالعاصمة الإثيوبية يومى الجمعة والسبت المقبلين ويرأس وفد مصر خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويجرى شكرى خلال الزيارة سلسلة من اللقاءات المكثفة مع نظرائه وزراء خارجية الدول الأفريقية خلال اجتماعاتهم بأديس أبابا اليوم وغدا الثلاثاء في إطار تحرك مصرى بناء لتنسيق المواقف حيال القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة وبلورة مواقف مشتركة تسهم في مواجهة تحديات القارة الأفريقية والعمل الإفريقى المشترك.

ومن المقرر أن تتنوع لقاءات وزير الخارجية تمهيدا لزيارة الرئيس ولقاءاته المكثفة مع نظرائه القادة الأفارقة وذلك في إطار التحرك الدبلوماسى المصرى واسع النطاق لتشمل كل المجموعات الأفريقية مع تنوع القضايا الأبرز على الساحة الأفريقية والتي لا تقتصر على القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية فقط بل تمتد إلى القضايا الإنسانية خاصة مواجهة تفشى وباء إيبولا وقضية تغير المناخ، وينتظر في إطار مبادرات مصرية متكاملة سيتم طرحها خلال القمة الأفريقية أن تحمل مصر راية قيادة الموقف الإفريقى المشترك.
الجريدة الرسمية