«ذا ناشيونال»: النظام الإقليمي القديم انتهى قبل موت الملك عبدالله.. 3 اتجاهات إقليمية في اليمن.. السعودية أحبطت من السياسة الأمريكية لعدم مصداقيتها.. وتحالف مصر والسعودية ركيزة تقليدية لقوتي
قالت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الناطقة باللغة الإنجليزية، إن الصدف ربما ينتج عنها أشياء رمزية مقنعة، فقبل ساعات فقدت المملكة العربية السعودية ملكها، حمل الحكم منذ فترة طويلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، واستقال الرئيس اليمني منصور هادي بعد مواجهة وحصار طويل من الحوثيين المدعومين من إيران.
3 اتجاهات إقليمية
وأكدت الصحيفة أن أحداث اليمن الأخيرة تؤكد 3 اتجاهات إقليمية:
أولًا، طموحات الهيمنة من قبل وكلاء لإيران مثل الميليشيات الحوثية في اليمن وازدهارها، وثانيًا، المتطرفون مثل تنظيم القاعدة ستجد الفرصة لتضع نفسها المدافع عن العرب السنة ضد منافسيه الطائفيين في اليمن وأماكن أخرى، وثالثًا القوى الانفصالية في جنوب اليمن والتهديد بالتفكك.
وأوضحت الصحيفة أنه في عهد الملك عبدالله وضع السعودية تقود الجهود لمواجهة المخاطر الإقليمية ولكن إيران بسطت نفوذها على بغداد ودمشق وعمت الفوضى بسبب داعش وانتشر المتطرفون في صنعاء وإلي حد ما في بيروت.
وأشارت الصحيفة إلى أن الملك الراحل نجح في التعامل مع الولايات المتحدة ولكن في السنوات الأخيرة تشكك في المصداقية الأمريكية، بسبب انجراف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط وبعض المغامرات المتهورة التي يعتبرها البعض التزامات أمنية حاسمة، ولكن أكبر توتر مع الولايات المتحدة هو مغازلتها لإيران في أواخر عهد الملك عبدالله وحلفاء الشرق الأوسط يرون أن الولايات المتحدة لا تريد التوصل فقط لاتفاق من أجل النووي الإيراني وإنما أيضا تريد التقارب مع طهران، فضلا عن فزع السعودية من سياسة الولايات المتحدة تجاه سوريا التي نظر إليها أنها من أعراض الميل الأمريكي تجاه إيران.
عام الإحباط من السياسة الأمريكية
وأضافت الصحيفة أنه في عام 2013 تصاعد الإحباط السعودي من السياسة الأمريكية التي أدت لظهور داعش في العراق وسوريا، والمبادرة التي كانت أكثر إستراتيجية وطموحا وفعالة هو تطوير التحالف القوى مع الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي وكانت ركيزة من ركائز القوى التقليدية لاثنين لهما قوة عربية ودور في استقرار الشرق الأوسط، ويمكن أن يعملوا في وئام باعتبارهما محورا لتوحيد الجهات العربية لمواجهة الجماعات الجهادية التكيفيرية ومكافحة التطرف والهيمنة الإيرانية.
التحالف المصري السعودي
ولكن التحالف المصري السعودي لم يعزز بشكل كامل، نظرا لوجود أمور أخرى، فيما يبدو أن السيسي لا يبادل الحماس السعودي لخلع الديكتاتور السوري بشار الأسد، وتبني الرئيس المصري لهجة شديدة انتقدت القوة الظلامية والعنف والحدة والعداء في بقية العالم تجسدت في الأيديولوجيات القاسية التي تعمل تحت راية الإسلام، وكان من الصعب احتضان السعودية مطالب السيسي لثورة دينية تعزز الرؤية الأكثر استنارة في العالم وربما ذلك لأن السعودية بحاجة لتأمين أهدافها للحفاظ على الأمن والاستقرار، وتشمئز السعودية من الثورة كأداة للتغيير دون أجندة إصلاح وحدوث اضطرابات لا مفر منها.
اليمن
واليمن الآن الدولة العربية الأخيرة التي تواجه أزمة الشرعية النابعة من مؤسسات الحكم والدولة المختلة التي تعمل دون موافقة من المحكومين، في حين أدركت السعودية أن العالم العربي والدين والسياسية تتشابك بشكل وثيق وهناك حاجة لبذل جهود أكثر لحماية وتعزيز الاستقرار الإقليمي ولكن لا يمكن الحفاظ على الوضع الراهن.
في عهد الملك عبد الله، سعت المملكة العربية السعودية لتكون بمثابة حصن الاستقرار، ويمكن لخلفائه أن يحتضنوا برنامج الشرعية في الدول العربية وهذا يتطلب السعي لمكافحة التطرف والعتصب من خلال تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية.