رئيس التحرير
عصام كامل

الملك سالمان يواجه التحديات


كل الذين نعوا الملك عبد الله، بعد أن علموا بوفاته أشادوا بشجاعته وحكمته معا، لم يختلف في ذلك أصدقاء المملكة العربية السعودية وخصومها..

ومن هنا تطلع الجميع بالبحث عن مسيرة المملكة، بعد أن فقدت الملك عبد الله، وتولى قيادتها الملك سالمان بن عبد العزيز..

صحيح أن الملك عبد الله حرص وهو على قيد الحياة، بعد أن أصيب بالمرض على ترتيب أوضاع البيت الملكي السعودي، غير أن لكل قائد وحاكم بالطبع بصماته الخاصة، وشخصيته الخاصة، التي ستطبع ممارسات للحكم سواء في سياساته الداخلية أو الخارجية.. 

وهذا ما يتضح في إسراع الملك سالمان بعد ساعات من توليه الحكم رسميا، بتعيين الأمير محمد نايف وليا لولي العهد ونائبا ثانيا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية، وتعيين الأمير محمد سالمان رئيسا للديوان الملكي ووزيرا للدفاع، وحمد العوهلي رئيسا للحرس الملكي الخاص، مع تعيين الأمير مقرن نائبا أول لرئيس الوزراء بعد أن صار وليا للعهد.

كما أن الملك سالمان يتولى مسئولية الحكم في الشقيقة السعودية، في ظل أوضاع مضطربة إقليميا، وتحديات خطيرة تواجه بلاده وكل الدول العربية، فقبل ساعات قليلة من انتقال الملك عبد الله - القائد الشجاع الحكيم - كان الحوثيون يقومون بإنجاز كامل انقلابهم في اليمن، باستقالة الرئيس اليمني ومعه حكومته بعد أن حاصروه في بيته.

وبذلك اكتمل الحصار الإيراني والإرهابي للمملكة من جهة العراق واليمن معا.. وبذلك سوف يكون الملك سالمان مطالبا بعد ساعات قليلة من توليه الحكم، باتخاذ ما هو مصيري من القرارات في مواجهة هذه التحديات، ولعل ذلك هو أحد أسباب إسراعه بترتيب أوضاع بيت الحكم الملكي في المملكة بتعيين وليا لولي العهد، وتعيين وزير الدفاع الجديد، فضلا عن أن خبراته الطويلة سوف تساعده على مواجهة هذه التحديات.
الجريدة الرسمية