رئيس التحرير
عصام كامل

الغرب يقتل ويدمر ويشرد..وينشر الحريات!


ليس صحيحا أن أوربا وأمريكا بلد الحريات، التاريخ يؤكد عكس كل ما يردده هؤلاء الغرب ودراويشهم، فهم يرون في أنفسهم أنهم آلهة الحريات وحقوق الإنسان، والحقيقة أنهم عكس كل ما يحاولون ترويجه من شعارات وكلمات منمقة تسحر أحيانا العقول، فمثلا يتهمون الإسلام والمسلمين بأنهم دعاة للعنف والدماء وإهدار حقوق الإنسان .. إلخ من افتراءات!


ماذا يقول التاريخ في المائة عام الماضية ؟ أهم أعمال العنف على الإطلاق هي الحروب، وأهم حروب القرن الماضى الحروب العالمية وأيضا حروب فلسطين و56 و67 وفيتنام وصولا لأفغانستان والعراق وليبيا..إلخ.

في بداية القرن العشرين تسببت الحرب العالمية الأولى في قتل وجرح وتشريد ملايين من البشر عدا التدمير واختفاء مدن.. بل وبلاد من الوجود..من المسئول ؟ هل المسلمون أم الإسلام أم الصراع الأوربى؟ مع العلم أن المسلمين دفعوا آلافا من القتلى في هذه الحرب التي لا ناقة لنا فيها ولا جمل!

وفى الحرب العالمية الثانية (39-1945) تكرر الصراع "الأوربي الأوربي"، وتكررت المأساة وحدث ما حدث من تدمير وقتل وتشريد وتجويع، وكالعادة لم يكن للمسلمين أو الإسلام يد فيها و"لا ناقة ولا جمل" سوى للأسف استخدام واستغلال المستعمرات التي تحتلها، الدول الإسلامية المحتلة وقتها، كوقود حرب، وربما لا يعرف الكثير منا أن شارل ديجول عندما قاد حرب تحرير فرنسا، كانت الأغلبية من الجيش الذي يحارب به الشمال الأفريقى ودول من غرب أفريقيا وليس من الفرنسيين، ومع هذا لا يذكر الفرنسيون هذا مطلقا، المهم هنا أن الغرب كان يستغل فقط مستعمراته ومنهم الدول الإسلامية.

ثم جاءت حرب 48 ونكبة فلسطين وكنا المعتدى علينا، وفى 1956 العدوان الثلاثى على مصر وفى عام 67 العدوان الصهيونى على الدول العربية، حرب فيتنام والتي حررها الزعيم التاريخى هوشى من الاحتلال الأمريكى، وحرب افغانستان والتي أشعلها الغرب بدعوى طرد الروس الكفرة، حتى حرب الخليج كانت مؤامرة غربية أمريكية بدأت بمساندة صدام حسين وورطته حتى تأتى الجيوش الأمريكية والأوربية، وحدث ما حدث!!

الغريب أن جميع الحروب التي يشعلها الغرب كانت دائما ضد الشعوب، بعكس ما كانت تردده أبواق الإعلام الغربى، والأغرب أن أمريكا والغرب يعطون أنفسهم حقوقا ما أنزل بها من سلطان، يدمرون أفغانستان دفاعا عن الأمن القومى، يضربون سوريا وليبيا، ومن قبل يدمرون العراق بمنتهى البلطجة بدعوى حرية الشعوب، يقتلون ويصيبون ويشردون الملايين من عرب العراق وسوريا فقط، ولا هم هنا، أو بالاحرى فنحن شعوب التخلص منها يعد أحد حقوق الإنسان الغربى، وإلا فما القول في تأكيدات البيت الأبيض الأمريكى حتى الآن يدعم الإرهاب الإخوانى ولا تزال تصريحاته تؤيد الإرهاب الإخوانى، العجيب أن الغرب وعلى رأسه أمريكا لا علاقة له بحقوق الإنسان والحريات وينسون جرائمهم في حق الإنسانية بإشعال الحروب أو التعذيب وإهانة الإنسانية في سجون "أبو غريب" أو جوانتانامو أو في فلسطين ويقولون بعد ذلك: حقوق الإنسان! صحيح اللى اختشوا ماااتوا..!

الجريدة الرسمية