اعتقال جمال وعلاء!
بعد أزمة أسطوانات البوتاجاز وعودة حالات انقطاع التيار الكهربائي مع انقطاع المياه في بعض الأماكن جنبا إلى جنب مع الارتفاع الجنوني للدولار وبالتالي التأثير على الأسعار وخصوصا للسلع المستوردة أو التي تشتمل على مكونات غير مصرية.. بعد كل ما سبق لم يكن ينقص مصر الحكم بالإفراج عن جمال وعلاء مبارك قبل ساعات لحلول الذكرى الرابعة لـ 25 يناير مع استمرار دعوات الإخوان للحشد لها وخصوصا لقوى من أخرى غير التيار الإسلامي.. بل وبدأت عنفها مبكرًا ومن مساء الخميس ونتوقع التصعيد!
صحيح نؤمن جدا أن القضاء المصري مستقل والقضاة يحكمون بالقانون وليس بالمواءمات السياسية أو حتى بأي مواءمات لكن هذا ما حدث.. وهذا ما جرى وتصادف أن جاء الحكم بعد الأحداث التي سبقته وكأن تدبيرا محكما يجري..
ووسط الاستهجان الكبير للإفراج عن الأخوين مبارك..ليس للحكم في ذاته فقد كان ووفقا للقانون ولقبول النقض بل ووفقا للقانون الذي أعده النشطاء بأنفسهم والذي يقضي بتحديد مدة الحبس الاحتياطي ويتم الإفراج التلقائي للمحبوسين احتياطيا بعد انتهائها.. فقد كان الإفراج عن الأخوين مؤكدا..
وراح الكثيرون يتتبعون أخبار فريد الديب لاستقبال موكليه خارج السجن لأول مرة منذ ما يقرب من أربع سنوات وبين غضب ملحوظ وتأييد مقابل لقرار الإفراج فجأة تتعطل الإجراءات..وتتوقف عجلة واستعجال الديب لخروج الأخوين مبارك وبين ذلك كله يعلن أحمد موسى أن جمال وعلاء لن يخرجا من محبسهما! وأنهما سيبقيان رهن التحفظ إلى حين!
اختيار موسى إعلان الخبر ليس لشعبية برنامجه فحسب..ولا لتأثيره في الدوائر المؤيدة للإفراج عن جمال وعلاء، وهي غالبية جمهوره، وإنما للترويج لفكرة احتجاز الداخلية للأخوين مبارك بـ "العافية" كما قال وهو المطلوب لامتصاص غضب قرار الإفراج..في حين كانت مصلحة السجون أكثر ذكاء وربما الأكثر صدقا حين قال متحدث رسمي بها إن " هناك إجراءات تتم قبل الإفراج عن أي سجين..وبالكشف عن جمال وعلاء مبارك وجد أنهما محبوسان على ذمة قضايا أخرى!"
على كل حال سيبقى الأخوان في السجن حتى انتهاء 25 يناير على الأقل..وجاءت وفاة الملك عبد الله العاهل السعودي لتعفي الحكومة والإدارة المصرية من أي احتفالات سواء بعيد الشرطة أو بثورة 25 يناير ولكلتا المناسبتين أنصار ولكليهما خصوم.. وفي كل الأحوال لا يمكن وصف ما يجري لجمال وعلاء إلا بالاعتقال..والاعتقال الآن والآن تحديدا هو القرار العاقل لأي مسئول في مصر لشقيقين يشكل الإفراج عنهما الآن، والآن تحديدا، إحراجا لإدارة السيسي.. وأحدهما، علاء، يقول أغلب من يعرفونه واقتربوا منه، من يعرفونه واقتربوا منه، إنه لا دخل له بشيء مما جرى بينما يقول الكل، الكل، إن الثاني سبب كل ما جرى وإنه يستحق كل ما جرى له وأكثر.. وكل ما قد يجري له.. وأكثر!