رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. "إيناس" و"نسمة" يعزفان "الفلوت والماريمبا" بالقصباء


قدمت الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية وعازفة الفلوت، والفنانة نسمة عبد العزيز، عازفة الماريمبا، واحدة من أروع حفلاتهما الموسيقية، أمام جمهور القصباء بالشارقة مساء أمس الأول، خلال مشاركتهما في الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، الذي تقدمه هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، وينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، وتختتم فعالياته مساء الأحد المقبل.


وأثبتت العازفتان المبدعتان أن الموسيقى يمكنها أن تروي قصصًا بلا كلمات، وأن الآلة الموسيقية الصمّاء يمكن أن تنطق لتنثر عبير ألحانها على الجمهور، الذي يجد فيها الكثير مما يروي شغفه بالعشق والحنين! فعلى مدى ساعتين كاملتين قدمت د. إيناس عبد الدايم، والفنانة نسمة عبد العزيز، حفلة من العمر لعشاق الموسيقى الذين صفقوا طويلًا مرات كثيرة إبهارًا بالإيقاعات المتسارعة لضربات نسمة عبد العزيز على الماريمبا، ونفخ د. إيناس عبد الدايم في آلة الفلوت.

وجذبت نسمة عبد العزيز أنظار الجمهور سريعًا، فور صعودها على خشبة المسرح، الذي تابعها مترقبًا قدرة هذه الفنانة الجميلة على جعله حبيس المقاعد، بموسيقاها كما هي إطلالتها، ليتفاجأ بعد ذلك بأنه يتابع قصة عشق طويلة الأمد، بين الإنسان والآلة، فمع كل ضربة من ضرباتها على الماريمبا، كانت نسمة عبد العزيز تبث معها شيئًا من روحها المرحة والكثير من الحنين الذي يبعث في الآلة دفئًا يتجاوز برودتها، لتثبت العازفة المبدعة من خلال معزوفاتها، أن الآلة يمكن أن تكون صديقًا حميمًا للإنسان، يطوعها كما يريد.

فيما بدأت د. إيناس عبد الدايم، معزوفاتها بمقطوعة حزينة صاحبها عزف على البيانو، فتحول العزف المنفرد إلى حكايات شاركت في كتابة فصولها آلات الأكورديون، والقانون، والبيس جيتار، والدرامز، والطبل.
 
وفي مقطع موسيقي آخر، حلّقت د. إيناس عبد الدايم عبر الموسيقى في شوارع المدن الأوربية العتيقة، بألحانها السريعة المشبعة بالنشاط والحركة، وبدت من خلال طريقة إمساكها بآلة الفلوت وكأنها تخاطبها أو تنصت إلى ألحانها تاركة ترجمة معانيها للجمهور.

المتابعون لحفل د. إيناس عبد الدايم ونسمة عبد العزيز، من عشاق الموسيقى الراقية، ومحبي الألحان العذبة، تأكدوا وهم يستمتعون بمعزوفات شرقية وغربية متنوعة، أنهما أمام مبدعتين كبيرتين، الموسيقى عندهن ليست مهنة ولا موهبة، بل شغف وعشق وإبداع لا حدود له، فصفقوا لهما في ختام الأمسية الشتوية كما المطر المنهمر، يأبى أن يتوقف إلى أن ينتصف الليل مؤذنًا بحفلة موسيقية أخرى في اليوم التالي.
الجريدة الرسمية