رئيس التحرير
عصام كامل

وده بقى يا إخوان المشروع الإسلامى!


سألت الكثيرون، عل ما نعرفه ونمارسه أو من علمنا الدين كانوا لا يفهمونه بشكل صحيح: "هل ترون علامات قوية على الإسلام أو شريعته، خارجة عن قصر الاتحادية أو جماعة الإخوان"؟! فأجابوا وجميعهم، وليس أغلبهم، اتفقوا على الخطوط العريضة للإجابة، وهم شيوخ أجلاء أو على دين وخُلق: "ما يفعله الإخوان لا يمُت بصلة للإسلام ولا لأى دين، بل إنهم يحاولون بكل الطُرق تشويه الدين، وكأن الشيطان أرسلهم لهذا الغرض بكم الخداع الذى يقترفون"!!

وقد عاد صديق لى من الخارج واتفق معى حول استنتاج من الاستنتاجات التى أقتنع بها منذ أزمان، حيث اتفقنا على أن "الشريعة مُطبقة فى الدول المُتقدمة تكنولوجياً أو اقتصادياً، أكثر مما هى مُطبقة فى الدول التى تقطنها أغلبيات مُسلمة"، لأن تلك الدول تحافظ على استقرارها وازدهارها بالحفاظ على العدل بين الناس، حيث إن الشريعة ليست "شكلاً" وإنما "مضموناً"، يأخذ بها كل ذى حق حقه.
لقد تكلم بديع منذ أيام فى عظة له، حول أن الإخوان يسالمون الجميع مثلما فعل الرسول عليه الصلاة والسلام، حينما فتح مكة وبالطبع هذا كلام فارغ، لأن الكثيرين كتبوا وكتبت أيضاً فيما سبق، راجين هؤلاء الكاذبين أن يتوقفوا عن توصيف الناس، بالثوار والفلول وما إلى ذلك من توصيفات ليلتئم المصريين.
ولكنهم وقتها كانت تهمهم الفُرقة واليوم يهمهم الهدوء حيالهم، بعد أن اعتدوا على الجميع، وبالتالى فإن حديث ذاك البديع هو قول حق يُراد به باطل، بعد أن انتهى الرجاء حيالهم، وحل مكانه العداء من جراء اعتدائهم وقتلهم البشر!!
إن السلطة غايتهم الوحيدة وليس خدمة الناس. وقد ظهر هذا حينما كانت نتيجة انتخابات الرئاسة على الأبواب، وقولهم بأنهم "حيولعوا فى البلد" إن لم يفوزوا!! فالبلاد والعباد ليسوا من همومهم ولكن السلطة والسيطرة فقط!! وهذا يظهر فى الكثير، ومن ضمنه ما يتعلق بقانون "صكوكهم اللا إسلامية"، التى يريدون من خلالها بيع مصر!!
أما أكبر المصائب، فهى أنهم يعتبرون كل المسلمين المصريين ممن لا يدين لهم بالولاء، "كُفاراً"، وليس هذا شعورهم تجاه غير المسلمين فقط. فهم يعتبرون أنفسهم ممتلكين للإسلام، وليس فقط ممثلين له. وهى نظرة سيد قطب للأمور. فهم خوارج بمعنى الكلمة. إنهم يعتبروننا "أغياراً"، كما اليهود يعتبرون كل من هو ليس بيهودى، مع كامل احترامى لكل الديانات السماوية بالطبع، ولكن تلك نظرة الدين اليهودى للغير، بالفعل.
وتجد أزمات الأمة الكُبرى، بسبب سياستهم الفاشلة لتدل على أنهم لا يعيرون العدل أهمية. فأزمة السولار مثلاً، ناتجة عن تهريبهم السولار لتركيا أو لغزة. وها هم المصريون يشكون من العجز فى السولار بشدة!! فهل "نهب" ثروات الأمة، بينما هى فى أشد الحاجة إليها، وتوريدها للغير، من الدين فى شىء؟!!
وهل الإسلام هو أن يسيئوا حكم البلاد ويخصوا جماعتهم بالمصالح والمنافع، دون غيرهم من فقراء الأمة المصرية؟؟؟ إنهم غير ناجحين إلا فى سرقة مصر وفى كثرة زيجاتهم. فأغلبهم يتزوجون وكأن جميعهم لديهم كبت مُريع، بل وكأنهم مُتأكدون أنهم تاركين السلطة قريباً، وبالتالى يحاولون الاستمتاع بأكثر ما يستطيعوا قبل أن يتركوا الحكم، بينما يُذيقوا المواطنين صنوف العذاب ويدهسونهم بعجلات المُدرعات، لأنهم يقولون كلمة حق فى وجوههم!!
ليس هذا إسلاماً بالتأكيد، فالإخوان مُحدثو نعمة ومنعدمو إدراك بالدين، وما توصيفهم بالمسلمين إلا عنواناً لا يحمل تفاصيل دالة عليه!!
وقريباً كما يتوقعون من واقع أفعالهم، سيتركون الحكم وسيعودون من حيث جاءوا، وبالشرعية التى لا يعرفون!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.
الجريدة الرسمية