رئيس التحرير
عصام كامل

صحف ألمانية: الغرب لا يجرؤ على انتقاد الرياض بسبب النفط


انتقدت وسائل إعلام ألمانية، المباراة الإعدادية التي جمعت فريق بايرن ميونيخ مع نظيره الهلال السعودي في المملكة العربية السعودية.

وجاءت أبرز الانتقادت في هذا الصدد، من صحيفة "بيلد" الشعبية والأكثر انتشارا في ألمانيا، خاصة أن المباراة تزامنت مع الجدل الواسع والانتقادات الدولية بشأن الحكم الصادر في حق المدون السعودي رائف بدوي، بالسجن لـ 10 سنوات وغرامة مليون ريـال (267 ألف دولار)، وبألف جلدة موزعة على 20 جلدة كل أسبوع، وذلك بتهمة الإساءة للإسلام.

وكتبت الصحيفة: "ننتظر من كل شخص يريد السفر لقضاء عطلة في دولة خارج ألمانيا، أن يستعلم ما إذا كانت تلك الدولة الجميلة تحترم حقوق الإنسان، وهذا أيضا ينطبق على فريق بايرن ميونيخ وعلى مصدري الأسلحة وعلى الوزراء أيضا، لقد كان من العار أن يلعب فريق بايرن ميونخ كرة القدم في الوقت الذي يقوم فيه الجلاد بتعذيب رجل بالسوط بشكل دموي، نحن ضد تعذيب الناس بهذه القساوة، حتى لو كانت هذه الدولة تزودنا بالنفط أو تشتري أسلحة منا، وعلى الرغم من أن السعودية حليف لنا في الشرق الأوسط، إلا أنه لا يمكن أن نغمض أعيننا أمام هذا العنف الوحشي، الذي يعاقب به النظام منتقديه".

وأما صحيفة "زود فيست بريسه" فكان لها رأي آخر، حيث ركزت في تعليقها على ما وصفته بـ "نفاق الحكومة"، وقالت: "يا له من نفاق! فعلا يتم انتهاك حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية بشكل رهيب، ويمكنك أيضا انتقاد فريق بايرن ميونخ على اللعب في هذه المباراة التي حصل فيها على مقابل مادي عال جدا، ولكن هل يأتي هذا الانتقاد أيضا من صفوف الحكومة الاتحادية، التي تربطها علاقات غير متوترة مع المملكة العربية السعودية".

وأضافت: "على مدى عقود، لم يجرؤ الغرب على انتقاد النظام في الرياض بسبب النفط، الفريق البافاري فاز في الرياض بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، ولكن لم نسمع منذ وقت طويل شيئا عن نجاحات كبيرة للسياسة الخارجية الألمانية في العالم العربي".

أما صحيفة "فرانكفوتر ألجيماينه تسايتونج"، فخصصت تعليقها لتطورات الوضع في اليمن، خاصة بعد القصف المدفعي لمقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من طرف الحوثيين في وقت سابق، وسيطرة مسلحيهم على قصر الرئاسة.

وأضافت الصحيفة "التدمير الذاتي لليمن يأخذ وتيرة سريعة، فقبل فترة قصيرة كان هناك أمل في تشكيل حكومة وحدة وطنية قد تعمل على تهدئة الأوضاع في أفقر بلد في العالم العربي، فمن يقوم - مثل الحوثيين المتمردين من شمال اليمن - باختطاف مستشار رئيس الجمهورية وبعدها باقتحام القصر الرئاسي، لعدم رضاه على الرئيس المنتخب، فليس له اهتمام بإقامة وحدة وطنية".

وتابعت: "إن المصالح متباينة جدا، فالرئيس هادي، وهو سني، يحظى بدعم من المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي، وأما منافسه الحوثي فإنه يقف إلى جانب إيران ويشير إلى الشرعية الدينية، في حين ينتظر فيه الرئيس السابق صالح فرصة الوصول إلى السلطة من جديد، بعد ثلاث سنوات من سقوطه، الفائزون الآن هم الحوثيون، ولا أحد يستطيع أن يهزمهم عسكريا، بالإضافة إلى وجود تنظيم القاعدة، الذي سوف يستفيد من هذا الفراغ، الخاسر الأكبر هي المملكة العربية السعودية، التي تواجه هيمنة شيعة وتنظيم القاعدة في الجنوب، إضافة إلى شعب فقير قد يهرب في أي وقت باتجاه الشمال".

أما صحيفة "فرييه بريسه" من مدينة كيمنتس شرق ألمانيا، فقد شددت في تعليقها على ضرورة الفصل بين الإسلام كديانة، ومشكلة الإرهاب والتطرف الديني، وقالت الصحيفة في معرض تعليقها على الجدل القائم حول مكانة الإسلام والمسلمين في ألمانيا: "ما يجب توضيحه هو أن الإسلام، في حد ذاته، ليس هو المشكلة، المشكلة الحقيقية تكمن في الإرهابيين المتوحشين، الذين يتخذون الإسلام كذريعة لقتل الناس".

وأضافت "والمشكلة تكمن في هؤلاء المتشددين الذين ينجحون في استقطاب الشباب الضائع، وإقناعهم بالمشاركة في عراك دام، فقط عند النجاح في الفصل بين الإسلام والتطرف بشكل واضح، يمكن نزع فتيل الصراع، ولن يتم ذلك دون مشاركة المسلمين أنفسهم".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية