ضد الإرهاب وضد الإساءة للأديان
موقفنا كمثقفين عرب نؤمن بحوار الثقافات وليس بصراع الحضارات، واضح من إدانة الإرهاب وضوح الشمس. ودراساتنا النقدية للاتجاهات الإسلامية المتطرفة وما أدت إليه من تشكيل جماعات إرهابية مثل جماعة "الجهاد" المصرية و"الجماعة الإسلامية"، نشرت في مقالات وكتب معروفة.
ولذلك لسنا في حاجة إلى تأكيد إدانتنا الكاملة للحادث الإرهابي الذي أدى إلى قتل الصحفيين في جريدة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، ولكننا – وسجلنا ذلك منذ زمن - ضد الممارسة الصحفية غير المسئولة لمجلة "شارلي إيبدو"، وذلك لأنها تتعمد - بزعم حرية التفكير المطلقة - الإساءة إلى الدين الإسلامي وإلى أديان أخرى.
وقد أدهشني تصريح أحد المسئولين في الصحيفة، حين قرر أن إحدى الاهتمامات الرئيسية للصحيفة هي الإساءة إلى الأديان وبرر ذلك بحرية الرأي.
والواقع أن التذرع بحرية الرأي للإساءة إلى الدين الإسلامي ورموزه، وفي مقدمتهم بالطبع الرسول عليه السلام، حجة غير مقبولة، لأنها دليل مؤكد على الازدواجية الأخلاقية السائدة في المجتمعات الغربية، وفي مقدمتها المجتمع الفرنسي.
وذلك لأنه في فرنسا - على وجه الخصوص- هناك مصادرة كاملة لحرية الرأي المقدسة المزعومة فيما يتعلق بالتاريخ اليهودي المعاصر، وخصوصًا فيما يتعلق بواقعة الهولوكست، وذلك لأنه تحت ضغوط الابتزاز الصهيوني للدولة الإسرائيلية المجرمة التي تمارس يوميًا إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، أصدرت الحكومة الفرنسية تشريعيًا جنائيًا ينص على معاقبة كل من ينكر واقعة "الهولوكست" أو يقلل من عدد الضحايا من اليهود، الذين وصلوا في الدعاية الصهيونية الفجة إلى عدة ملايين، والعقاب هنا بالسجن!
أين هنا حرية التعبير التي يتشدق بها الغرب وفرنسا على وجه الخصوص!
وهناك واقعة أخرى تدل على النفاق الغربي، وهو أن باحثًا فرنسيا كتب رسالة دكتوراه وفنّد فيها الأساطير الصهيونية التي حيكت بصدد الهولوكست، وبعد احتجاج الدوائر الصهيونية الفرنسية تم سحب الرسالة وعقاب الباحث!
وحين تابعت ردود الفعل التي ترتبت على الحادث الإرهابي، فوجئت بالحماقة البالغة لناشر الجريدة، وذلك أنه بعد أن كانت الجريدة على وشك الإفلاس تم التضخيم في الحادث الإرهابي - وكأنه اعتداء غير مسبوق على الحضارة الغربية - قرر الرجل طبع عدة ملايين من العدد الجديد، وتقول وكالات الأنباء إن الفرنسيين وقفوا في طوابير طويلة للحصول على نسخة من العدد الجديد.
غير أن المثير للدهشة في الموضوع، أن هذا العدد الجديد يتصدر صفحته الأولى رسما كاريكاتيريا للرسول الكريم يقف ويقول "أنا شارلي"، إشارة إلى الشعار الذي رفعه الفرنسيون وكأنهم – دفاعا عن حرية الرأي المزعومة - يتوحدون مع اسم الجريدة!
والواقع أن هذا النشر الجديد سلوك غير مسئول، لأنه يحمل في طياته إهانة ملايين المسلمين سواء كانوا داخل فرنسا أو خارجها باسم حرية الرأي، مع أن هذه الحرية المزعومة لم تطبقها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربها الإجرامية ضد العراق، فقد أصدرت قانون "الوطنية" لمحاكمة كل من يعترض على الحرب، بل إنها أصدرت قوانين مجحفة بالمواطنين الأمريكيين، مخالفة ذلك ليس مبادئ حرية الرأي ولكن حقوق الإنسان ذاتها.
ولو كانت هذه الصحيفة الفرنسية الغوغائية تدرك أنها بسلوكها العدائي غير المسئول إنما تشعل نار الإرهاب سواء داخل فرنسا أو خارجها لما قامت بما قامت به، لأنها في الواقع تضع ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا في حرج بالغ، فهذا هو رسولهم الكريم يهان على صفحاتها وهم يحشرون في زاوية إدانة الإرهاب من ناحية الإحساس بالمرارة من هذه الإهانات غير المبررة من ناحية أخرى.
وفي تقديري، أن الوقت قد حان لكي يقوم المثقفون العرب بل المثقفون النقديون في كل أنحاء العالم، بحملة نقد فكري وإدانة ثقافية لكل وسائل الإعلام التي تروج لصراع الحضارات باسم حرية التفكير الغربية المزعومة.
وذلك لأنه في فرنسا - على وجه الخصوص- هناك مصادرة كاملة لحرية الرأي المقدسة المزعومة فيما يتعلق بالتاريخ اليهودي المعاصر، وخصوصًا فيما يتعلق بواقعة الهولوكست، وذلك لأنه تحت ضغوط الابتزاز الصهيوني للدولة الإسرائيلية المجرمة التي تمارس يوميًا إرهاب الدولة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، أصدرت الحكومة الفرنسية تشريعيًا جنائيًا ينص على معاقبة كل من ينكر واقعة "الهولوكست" أو يقلل من عدد الضحايا من اليهود، الذين وصلوا في الدعاية الصهيونية الفجة إلى عدة ملايين، والعقاب هنا بالسجن!
أين هنا حرية التعبير التي يتشدق بها الغرب وفرنسا على وجه الخصوص!
وهناك واقعة أخرى تدل على النفاق الغربي، وهو أن باحثًا فرنسيا كتب رسالة دكتوراه وفنّد فيها الأساطير الصهيونية التي حيكت بصدد الهولوكست، وبعد احتجاج الدوائر الصهيونية الفرنسية تم سحب الرسالة وعقاب الباحث!
وحين تابعت ردود الفعل التي ترتبت على الحادث الإرهابي، فوجئت بالحماقة البالغة لناشر الجريدة، وذلك أنه بعد أن كانت الجريدة على وشك الإفلاس تم التضخيم في الحادث الإرهابي - وكأنه اعتداء غير مسبوق على الحضارة الغربية - قرر الرجل طبع عدة ملايين من العدد الجديد، وتقول وكالات الأنباء إن الفرنسيين وقفوا في طوابير طويلة للحصول على نسخة من العدد الجديد.
غير أن المثير للدهشة في الموضوع، أن هذا العدد الجديد يتصدر صفحته الأولى رسما كاريكاتيريا للرسول الكريم يقف ويقول "أنا شارلي"، إشارة إلى الشعار الذي رفعه الفرنسيون وكأنهم – دفاعا عن حرية الرأي المزعومة - يتوحدون مع اسم الجريدة!
والواقع أن هذا النشر الجديد سلوك غير مسئول، لأنه يحمل في طياته إهانة ملايين المسلمين سواء كانوا داخل فرنسا أو خارجها باسم حرية الرأي، مع أن هذه الحرية المزعومة لم تطبقها الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حربها الإجرامية ضد العراق، فقد أصدرت قانون "الوطنية" لمحاكمة كل من يعترض على الحرب، بل إنها أصدرت قوانين مجحفة بالمواطنين الأمريكيين، مخالفة ذلك ليس مبادئ حرية الرأي ولكن حقوق الإنسان ذاتها.
ولو كانت هذه الصحيفة الفرنسية الغوغائية تدرك أنها بسلوكها العدائي غير المسئول إنما تشعل نار الإرهاب سواء داخل فرنسا أو خارجها لما قامت بما قامت به، لأنها في الواقع تضع ستة ملايين مسلم يعيشون في فرنسا في حرج بالغ، فهذا هو رسولهم الكريم يهان على صفحاتها وهم يحشرون في زاوية إدانة الإرهاب من ناحية الإحساس بالمرارة من هذه الإهانات غير المبررة من ناحية أخرى.
وفي تقديري، أن الوقت قد حان لكي يقوم المثقفون العرب بل المثقفون النقديون في كل أنحاء العالم، بحملة نقد فكري وإدانة ثقافية لكل وسائل الإعلام التي تروج لصراع الحضارات باسم حرية التفكير الغربية المزعومة.