رئيس التحرير
عصام كامل

اليمن الحزين والحرب الجديدة في المنطقة!



لم يعد اليمن سعيدا..بات حزينا وأهله والمنطقة كلها..وأصبحت حسبة السياسة تعود بالجميع إلى قانونها الأول وهو: " لكي تفهم ما يجري في السياسة انظر إلى الخريطة أولا" ولذلك لم يكن غريبا أن يدرس طلبة العلوم السياسية مادة كاملة ومهمة هي "الجغرافيا السياسية"!


الآن..ننظر إلى الخريطة لنكتشف أكبر وأخطر مباراة في الشطرنج السياسي..يبدو بسيطا جدا لكنه في الحقيقة معقد جدا..ولكي ندرك تعقيده علينا أن نرجع معا المعادلات الآتية:

- السعودية وبكل صراحة لا تفضل دولة قوية إلى حدودها الجنوبية.

- تقسيم اليمن وليس تفتيته أفضل للسعودية من اليمن الموحد القوى.

- السعودية ودول خليجية أخرى متهمة بوقوفها خلف ما يجري في سوريا.

- إيران هي الحليف الإستراتيجي القوى لسوريا مع روسيا وحزب الله.

- مصر حليف للسعودية ولكنها لا تقبل ولن تقبل بتفتيت ولا سقوط سوريا.

- مصر على خلاف مع حزب الله لكنها مؤكد ترتاح لدوره في منع سقوط سوريا.

- الأمن القومي المصري تقف فيه إسرائيل وتركيا وإيران بدرجات مختلفة - طبعا - في مواضع الخطر ولأسباب مختلفة لكل منهم!

- الحوثيون شيعة وارتباطهم مع إيران طبيعي - ربما كان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري هو المخطط لكل ما يجري - وانتصارهم في اليمن سيؤدي حتما إلى انفصال الجنوب اليمني وهو هدف سعودي ولكنه سيوفر هناك لإيران أيضا موضع قدم !

- مصر وسيط بين سوريا وبعض الدول العربية في الخليج.

- وسوريا وسيط مؤهل بين مصر من جانب وإيران وحزب الله من جانب آخر !

- المباراة ممتدة حتى إلى لبنان..أطراف عديدة لكن كلا من السعودية وإيران طرفاها الأساسيان!

وطبعا مع المعادلات السابقة يبدو الأمر في غاية التعقيد وأيضا في غاية الوضوح وهنا - للأسف - يكون الوجود الإيراني في باب المندب خطرا على السعودية ومصر والأهم على إسرائيل أيضا، التي هددها حزب الله قبل أسبوع وقتلت قبل أيام في الجولان وحدة مشتركة من حزب الله وإيران وتوعدها قائد البحرية الإيرانية قبل يومين بالتدمير.. فما الحل الآن؟ هل مع ازدياد التعقيد يقترب الحل ؟ بمعني هل مع تحريك قطع الشطرنج هنا ستتراجع - أو يجب أن تتراجع - قطع هناك؟ بمعني أوضح..هل ستكون ورقة اليمن مفتاحا - مفتاحا - للحل في سوريا؟ من لا يستوعب ذلك عليه إعادة قراءة المعادلات السابقة !

ملحوظة في سؤال مهم وأخير: ما رأي من هاجموا جمال عبد الناصر الذي امتد أفقه شرقا وغربا لدواعى الأمن القومي المصري وكان أولها اليمن ؟!!
الجريدة الرسمية