رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «المناصرة» من رائدة صناعة الموبيليا لوسطاء للمنتجات الصينية.. «أسامة»: أغلقنا ورشنا ونسوق للصيني والدمياطي.. «سيد»: سرحنا العمالة لارتفاع الدولار.. وحال


شارع ضيق داخل حي باب الخلق بوسط القاهرة ربما يمر به كثيرون دون أن يعرفوا أنه مدخل لأهم وأكبر معرض لبيع الأثاث والموبيليا داخل القاهرة، إنه سوق المناصرة أو كما يطلقون عليه سوق الغلابة.


الأثاث الصيني

قد تثيرك الدهشة عند دخولك معرضًا بـ«المناصرة» ويسألك البائع «تشتري مصري ولا صيني؟»، وقتها ستدرك أن غزو المنتجات الصينية طال كل معالم الحياة المصرية، حتى الصناعات التي كان البعض يعتقد أن تجاوزها بمثابة خط أحمر، وستدهش أكثر عندما تجد معارض تخصصت في بيع الأثاث الصيني، وتتحول دهشتك إلى ألم عندما تعلم أن «أسطوات» صناعة الأثاث تركوا حرفتهم، وتحولوا إلى مجرد وسطاء، يحصلون على الأثاث من ورش دمياط، ويعرضونها في محالهم.

عشرات المحال والمعارض والورش الملاصقة لبعضها، ومئات الحرفيين وعشرات الحرف، النجار والأستورجي والمنجد وغيرهم، يقفون خلف قطعة الأثاث المعروضة التي غالبًا ما تعلوها أكوام التراب، بسبب حركة الركود.

غلق الورش

بداية قال أسامة سعيد، صاحب أحد المحال، إنه ورث هذه المهنة أبا عن جد، حيث إنهم كعائلة يعملون في مجال بيع الموبيليا منذ عام 1926، وكانوا يصنعون الموبيليا في ورشهم الخاصة، لكن الآن معظم الورش أغلقت وسرحت عمالها وتحول الأمر إلى تسويق البضاعة القادمة من دمياط والنتجات الصينية وتسويقها فقط، مشيرا إلى أن الموبيليا المزخرفة يدويا يتم شغلها في ورش دمياط ولا يتم استيرادها.

أزمة الدولار

وأضاف "سعيد" أن أنواع الخشب المستخدمة في الموبيليا مختلفة مثل الزان الأبيض والزان الأحمر والموسكى، كما أشار إلى أن أسعار الموبيليا زادت كثيرا في الفترة الأخيرة تأثرا بزيادة سعر الدولار، وزيادة سعر المواد الخام المستخدمة في الصناعة، مضيفا أن الأسعار المعروضة على المنتجات تتناسب مع جميع المستويات والفئات الفقيرة والمتوسطة والغنية فأسعار غرف النوم تبدأ من 4 آلاف أو 6 آلاف إلى 55 ألف لتناسب جميع الأذواق والفئات.

تسريح العمالة

وقال محمود سيد، إنه يعمل في المناصرة منذ 25 عاما، وأن الوفود التي تأتى إليهم من جميع المستويات نظرا لتنوع البضاعة في سوق المناصرة وتعدد أشكالها وأنواعها وألوانها، مشيرا إلى أن حركة البيع والشراء راكدة منذ أكثر من عام، حيث أنه كان يبيع بمبلغ يقدر يتعدى الـ100 ألف جنيه شهريا، لكن مبيعه الشهرى حاليا لا يتجاوز الـ50 ألف جنيه، ما اضطره إلى تسريح العديد من العمال الذين كانوا يعملون بالمحل.

وأشار إلى أن الأسعار في زيادة سنوية مهولة حيث أن سعر الغرفة الواحدة قد يزيد عن ألف أو ألفين جنيه في السنة، تأثرا بسعر الدولار، ما أدى إلى عزوف المصريين عن شراء الموبيليا الحديثة.

وأضاف عبد العال محمد، أن حركة البيع والشراء ضعيفة جدا وتكاد تكون شبه منعدمة، بسبب ارتفاع أسعار المنتجات، لافتا إلى أنه يظل طيلة أسبوع كام دون أن يبع أي قطعة موبيليا.
الجريدة الرسمية