«الحوثيون» قوة تهدد اليمن.. ظهور الحركة عام 2004.. «خنق الحريات وتهديد العقيدة الدينية وتهميش مثقفي الطائفة الزيدية» أبرز اعتراضاتها.. شاركت في ثورة 2011.. ولم تلتزم باتفاق نزع الس
تعتبر جماعة "الحوثيين" في اليمن من أشهر الجماعات التي ظهرت بشكل كبير مؤخرًا ولفتت الانتباه خاصةً بعد قيام المسلحين التابعين لها بالعديد من الأعمال المسلحة في إطار التصعيد ضد الرئاسة والحكومة في صنعاء، ولعل أحدثها ما كشفت عنه شبكة "سكاي نيوز"، اليوم الثلاثاء، عن أن مسلحين حوثيين أعلنوا سيطرتهم على جهاز الأمن السياسي في العاصمة اليمنية صنعاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد فيه وفد من جماعة الحوثي للتفاوض مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومندوبين من مجلسي النواب والشورى، حول نزع فتيل الأزمة التي تضرب بالبلاد والتوصل إلى اتفاق للسلم والشراكة بين الرئاسة والحوثيين، ونظرًا لخطورة هذه الجماعة نحاول التعرف عليها خلال السطور القادمة.
حركة شيعية
وحركة الحوثيين هي حركة شيعية متمردة بمحافظة صعدة في شمال اليمن، تنسب إلى بدر الدين الحوثي وتعرف بالحوثيين أو جماعة الحوثي أو حركة أنصار الله أو الشباب المؤمن.
جذور الحركة
ورغم ظهور الحركة فعليًا خلال عام 2004 إثر اندلاع أولى مواجهاتها مع الحكومة اليمنية، فإن بعض المصادر تعيد جذورها في الواقع إلى ثمانينات القرن الماضي.
ففي عام 1986 أنشئ "اتحاد الشباب" لتدريس شباب الطائفة الزيدية على يد صلاح أحمد فليتة، وكان من مدرسيه مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي.
وإثر الوحدة اليمنية في مايو 1990، وفتح المجال أمام التعددية الحزبية، تحول الاتحاد من الأنشطة التربوية إلى مشروع سياسي من خلال حزب الحق الذي يمثل الطائفة الزيدية.
منتدى الشباب المؤمن
وتأسس خلال عام 1992 على يد محمد بدر الدين الحوثي وبعض رفاقه كمنتدى للأنشطة الثقافية، ثم حدثت به انشقاقات.
وفي عام 1997، تحول المنتدى على يد حسين بدر الدين الحوثي، من الطابع الثقافي إلى حركة سياسية تحمل اسم "تنظيم الشباب المؤمن"، وغادر كل من فليتة والمؤيدي، التنظيم واتهماه بمخالفة المذهب الزيدي.
واتخذ المنتدى منذ 2002، شعار "الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام" الذي يردده عقب كل صلاة.
وتشير بعض المصادر إلى أن منع السلطات أتباع الحركة من ترديد شعارهم بالمساجد كان أحد أهم أسباب اندلاع المواجهات بين الجماعة والحكومة اليمنية.
قادة الحركة
تولى قيادة الحركة أثناء المواجهة الأولى مع القوات اليمنية في 2004، حسين الحوثي، الذي كان نائبا في البرلمان اليمني في انتخابات 1993 و1997، والذي قتل في السنة نفسها فتولى والده الشيخ بدر الدين الحوثي قيادة الحركة.
ثم تولى القيادة عبد الملك الحوثي، الابن الأصغر لبدر الدين الحوثي، بينما طلب الشقيق الآخر يحيى الحوثي، اللجوء السياسي في ألمانيا.
مطالب الحركة
وترى جماعة الحوثيين أن الوضع الذي تعيشه يتسم بخنق الحريات، وتهديد العقيدة الدينية، وتهميش مثقفي الطائفة الزيدية.
وتطالب بموافقة رسمية على صدور حزب سياسي مدني وإنشاء جامعة معتمدة في شتى المجالات المعرفية، وضمان حق أبناء المذهب الزيدي في تعلم المذهب في الكليات الشرعية، واعتماد المذهب الزيدي مذهبًا رئيسيا بالبلاد إلى جانب المذهب الشافعي، غير أن السلطات اليمنية تؤكد أن الحوثيين يسعون لإقامة حكم رجال الدين، وإعادة الإمامة الزيدية.
ثورة 2011
وشاركت الجماعة في الثورة التي قام بها الشعب اليمني ضد نظام الرئيس على عبد الله صالح، عام 2011، ووقعت على مخرجات الحوار الوطني التي أقرت أواخر يناير 2014، ونصت على نزع سلاح كل الجماعات المسلحة، ومن بينها الحوثيون.
ولم يلتزم الحوثيون بتسليم أسلحتهم وفق ما نص عليه الحوار الوطني، وإنما بدءوا قتالا مع القوات الحكومية، ومازالت الأزمة بينهم وبين الحكومة مستمرة.