أربع سنوات على ثورة 25 يناير.. وتحيا مصر
ولأن ثورة 25 يناير لم يكن لها قائد أو زعيم فقد تاهت واستغلها من استغلها وابتعد بها عن الأهداف الحقيقية التي قامت من أجلها، فلم تحققها، فقامت الموجة الثانية للثورة في 30 يونيو 2013 من أجل التحرر من سيطرة تيار لم يلبث أن صعد حتى عمل على إقصاء الجميع، وخلق أزمات مع مؤسسات الدولة وعجز عن إدارة البلاد، وانفصل عن الشارع ومطالب وأهداف ثورة 25 يناير.
وبظهور الرئيس السيسي في المشهد، وإعلانه عن خارطة الطريق التي اتفقت عليها القوى السياسية والوطنية والدينية، التف الشعب حولها، ودعمته وساندته القوات المسلحة. ومضى قدما نحو تنفيذ هذه الخارطة –رغم التحديات وخاصة الأمنية- ولم يتبق فيها إلا الاستحقاق الأخير وهو الانتخابات البرلمانية في الأشهر القليلة المقبلة... وتحيا مصر.
وتحيا مصر كذلك... بالعمل والعمل الجاد المخلص لأن ذلك ما تحتاجه مصر الآن، ومنذ تولي الرئيس السيسي للسلطة وحتى قبل توليه أعلن وأكد مرارا أنه جاء ليعمل ويعمل فقط وليس وحده بل طالب الشعب المصري كله بالعمل وبذل الجهد والعرق في سبيل المرور بالبلاد من النفق المظلم.
وتعمل الحكومة المصرية جاهدة على تحقيق الأمن والقضاء على الإرهاب بالتوازي مع مشاريع نهضة تنموية حقيقية وشاملة لرفع المعاناة عن المواطن المصري وذلك في كافة المجالات، وعلى رأسها مشروع محور قناة السويس الذي اكتمل التمويل اللازم وزيادة لهذا المشروع 64 مليار جنيه في زمن قياسي.
مما يستوجب التحية والتقدير للشعب المصري، الشعب العظيم القوى الضعيف المتكاسل النشيط المحبط المتفائل بالغد، فيحمل هذا الشعب كل الصفات ونقيضها، ففي الوقت الذي يخيل إليك أنه شعب خانع خاضع ساكن لا يتحرك، يفاجئك أنه شعب قوي قادر، يقوم بثورتين ويعزل رئيسين في سابقة لم تحدث من قبل، وفي الوقت الذي يخيل إليك أيضا أنه محبط وشعب بلا أمل يفاجئك بتحركه وإصراره على النجاح والمضي قدما نحو المستقبل ويتكالب على شراء شهادات استثمار مشروع قناة السويس الجديدة بل وحزن أعداد مضاعفة أخرى من الشعب لم تتمكن من شراء هذه الشهادات.
و يحتاج هذا الشعب الكامنة فيه مصادر القوة والطاقة إلى استنفار دائم لها وبث الأمل والتفاؤل مع الطمأنينة أن المستقبل أفضل ويحمل الكثير، وقد يكون الحل في مزيد من المشروعات القومية التي يلتف حولها المصريون بالدعم والمساندة وبذلك... تحيا مصر.
وتحيا مصر... بالابتعاد عن هدم وتعطيل المراكب السائرة ببث الروح السلبية في المجتمع المصري وتوجيه النقد اللاذع والاعتراضات التي لا طائل من ورائها، وللأسف توجه هذه الانتقادات ليس فقط على المستوى الداخلي بل والخارجي أيضا، أي يخاطبون بها الرأي العام الدولي لحثه على الاستعداء على مصر، وتوصيف وتهويل ما يجري بها ونقل صورة مغرضة لا يراد بها إلا السوء لهذا البلد وأهله وغض النظر عن أي تقدم مهما كان بل والتشكيك فيما يمكن الوصول إليه.
وتحيا مصر... أيضا بتقليل الاختلاف والجدال والجدل الييزنطي الذي لا يخرج بنتيجة أو يصل إلى مردود، لأن الوقت قد حان لتتكاتف جميع الأيدي للعبور ببلادنا إلى بر أمان، بعيدا عن تزكية الاختلافات والانقسامات وتوجيه النقد السلبي الهدام، وإذا ما كان هناك فئة لا تزال تعمل على ذلك، فقد آن الأوان لهذه الفئة أن تصمت وتكف عن تغييب كثير من الشباب الذين يصدقون أنهم يتحدثون من وجهة نظر موضوعية وليس لهم مصالح، فهم خطر كبير على مصر ويسعون إلى خرابها فلم يكفهم ما شهدته دول جوار وتحولها إلى "لا دول"، بل وجعلوها مادة للسخرية، فهم يريدون أن تعم الفوضى وفقط. فعلينا الحذر والسير قدما نحو الأمام وبث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الشباب نحو غد أفضل مع الاستمرار في عملية التطوير والتحديث والبناء في كل مؤسسات وهيئات الدولة.
وقد يكون الوقت ملائما لهذه الفئة لأن تراجع نفسها وتدرك طبيعة المرحلة التي تمر بها مصر وتدرك أن صمودها وسط الدمار الذي يحيط بها من كافة الجوانب هو إنجاز في حد ذاته. فمازال باب الدعوة لهم بالتفكير الجيد والنظر الصحيح مفتوحا... فهل من مجيب ؟!