رئيس التحرير
عصام كامل

هل مازالت مصر مؤقتة!؟



كل يوم نسمع عن حركة تغيير للمحافظين وأيضا تعديل وزاري، وما بين النفي والتأكيد حول التغيير، والتعديل، اعتبر الوزراء والمحافظون أنفسهم مؤقتين، لا يعلمون إذا كانوا مستمرين أم راحلين، وهذا المناخ من العمل لا يمكن أن يحقق إبداعا، أو يضيف إنتاجا، إذا لم يعرف المسئول مصيره فلن يفكر في خطط وإستراتيجيات، ولن يقوم بقضاء مصالح المواطنين، وحل مشاكلهم وسوف يقضي أيامه جالسا في مكتبه يستمتع بمنصبه، ويترك الدنيا تضرب تقلب.


وهذا لا ينطبق فقط على الوزراء والمحافظين، بل هناك مصالح كثيرة مهمة وحيوية رؤساؤها يقومون بتسيير الأعمال بصفة مؤقتة، دون صدور قرار تعيين لهم، فهناك رؤساء جامعات ونوابهم يقومون بتسيير الأعمال، وأيضا نسبة كبيرة من عمداء ووكلاء الكليات، وكذلك وكلاء الوزارات.

حتى في مبنى ماسبيرو الذي انتمي إليه، هذا المبنى الهام رغم كل محاولات هدمه، كل رؤساء قطاعاته (الإذاعة - التليفزيون - المتخصصة - الإنتاج- الاقتصادي - الهندسة الإذاعية - الأمانة العامة) وكذلك معظم رؤساء قنواته وإذاعاته يقومون بتسيير الأعمال بصفة مؤقتة، حتى منصب وزير الإعلام الذي تم إلغاؤه دون دراسة تم إسناد مهامه إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ولكن دون قرار رسمي، أي بلا صلاحيات أو اختصاصات، وبحكم الدستور أصبح رئيس الوزراء هو القائم بأعمال وزير الإعلام، ويجب أخذ موافقته في كل كبيرة وصغيرة تخص ماسبيرو وقياداته فهل هذا منطقي؟

حتى مجلس النواب القادم هناك احتمال كبير أن يكون مجلسا مؤقتا، كيف تسير الأمور بهذا الشكل؟ من المسئول عن هذه الحالة من التخبط؟ من المسئول عن عدم تسكين المسئولين في مناصبهم؟ هل هو رئيس الجمهورية؟ أم رئيس الوزراء؟ أم الجهات الأمنية والرقابية؟ كيف نبني بلدنا بمسئولين مؤقتين؟ هل هناك فعلا مشكلة في اختيار القيادات؟ وهل لا توجد قيادات في الدولة؟

إن صح هذا الكلام فهذه كارثة كبرى، وأنا شخصيا لا أصدق أن مصر لا يوجد فيها ٣٠ شخصية تشكل حكومة و٢٧ للمحافظين وخمسمائة وكيل أول وزارة ورؤساء مصالح وهيئات وألف لوكلاء وزارة ومديري عموم، وإذا كان الجهاز الإداري عقيم إلى هذا الحد وأنا أثق أن به آلاف القيادات، ومع ذلك فلدينا القطاع الخاص فيه من الشخصيات والكفاءات التي حققت إنجازات كبيرة محلية ودولية.

كنت أعتقد أن الرئيس السيسي معه فريق كامل من وزراء ومحافظين ورؤساء هيئات سوف ينزل بهم إلى أرض الملعب يحققون نتائج، ويحرزون أهدافا مباشرة، ولن يختار لاعبا في فريقه لا يعرف اتجاه المرمى الذي يصوب ناحيته، المطلوب اليوم قبل الغد إنهاء حالة الترهل السائدة في الدولة بتعيين المسئولين في مناصبهم بصفة دائمة، وإجراء حركة المحافظين والوزراء إذا كانت هناك ضرورة لذلك، فليس لدينا رفاهية الوقت حتى نضيعه، حتى يقوم كل مسئول بمهام وظيفته لا بوظيفة غيره وأن تكون هناك صلاحيات حتى يكون هناك حساب وعقاب، فالشعور العام لدى المواطنين الآن أن الرئيس السيسي هو الذي يعمل وحده في هذا البلد بإخلاص ووطنية، وهو شعور مخيف وخطر أن يكون هناك شخصٌ واحدٌ مسئولٌ عن ٩٠ مليون مواطن.
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية