رئيس التحرير
عصام كامل

«حرب الدولار» تشتعل.. أباطرة السوق السوداء يتحدون «المركزى» برفع سعر الورقة الخضراء.. ارتفاع مواد البناء فور الصعود المفاجئ.. «المستوردين» يصف قرار المركزى بالفاشل.. و


كان قرار البنك المركزى المصرى، الخاص بتحريك سعر صرف "الجنيه"، سببا في صعود سعر الدولار إلى نحو 7.28 جنيهات بالسوق الرسمية، الأمر الذي خلف العديد من ردود الأفعال، على مستوى تأثر السلع الغذائية، ومواد البناء غيرها، بارتفاع الورقة الخضراء، وعن إمكانية البنوك في توفير قروض دولارية للشركات والهئيات الحكومية والخاصة.


ارتفاع مواد البناء
من جانبه أكد المهندس طارق شكري، نائب رئيس شعبة الاستثمار العقاري، ورئيس مجلس إدارة مجموعة عربية للاستثمار العقاري، أن ارتفاع أسعار الدولار، سيؤدي لارتفاع أسعار مواد البناء، وتكلفة البناء والتشييد، منوها إلى أن ذلك سيترتب عليه ارتفاع أسعار العقارات.

وقال شكري، إن ارتفاع أسعار العقارات، لا يصب في صالح الاستثمار العقاري، لافتا إلى أن السوق مرتبط بأسعار الدولار، نتيجة استيراد مستلزمات الإنتاج والمواد الخام من الخارج.

السوق السوداء
تحدت السوق السوداء، البنك المركزى، خاصة بعد سماحه للدولار بالصعود إلى مستوى قياسى بالبنوك، وقفزت الورقة الخضراء بالسوق السوداء إلى 790 قرشا، بعد الإجراءات المفاجئة التي اتخذها المركزى المصرى.

وقال متعاملون، إنهم اشتروا الدولار مساء اليوم الإثنين، بنحو 7.90 جنيهات، من مضاربين بالسوق الموازية، لتشتعل الأزمة بين البنك المركزى وتجار الموازية.

من جانبه قال حازم حجازي، مدير قطاع التجزئة ببنك باركليز-مصر، إن البنك المركزى يحاول أن يقضى على السوق السوداء بحزمة من الإجراءات بدأها بالسماح للدولار بالتحرك دون قيود.

وترددت أنباء داخل القطاع المصرفى، عن أن البنك المركزى، يراقب عن قرب تحركات شركات الصرافة، وسيتم معاقبة المتورطين في العمل بالسوق السوداء عن طريق إغلاقها وشطبها.

قرار البنك المركزى
وقال سيد القصير، رئيس مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية، إن ارتفاع الدولار بالبنوك، جاء بقرار من البنك المركزى المصرى لتقارب أسعار الدولار بين السوقين، الرسمية والسوداء.

وأضاف أن الفترة الأخيرة، شهدت إقبال العملاء على شراء العملة الأمريكية "الدولار"، من السوق الموازية، لافتا إلى أن ذلك أحدث أزمة في تعاملات البنوك، مشيرا إلى أن عمليات البيع بالنسبة للورقة الخضراء، كانت تتم خارج البنوك.

وأوضح أن القرار سيجذب مزيدا من العملة الصعبة في البنوك، بعد أن تتخلى عن عملية البيع.

محاربة المضاربين
وأكد منير الزاهد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، أن ارتفاع سعر الدولار بالسوق الرسمية، يهدف بالدرجة الأولى إلى تقليل الفجوة بين السوقي الرسمية والسوداء، خاصة بعد ارتفاع الدولار بالسوق السوداء إلى 7،85 جنيهات.

وطالب «الزاهد» في تصريحات خاصة لـ« فيتو»، البنك المركزى المصرى، بضرورة العمل على تحجيم السوق السوداء إلى مستوى أقل مما هو عليه، خاصة بعدما ارتفع الدولار في البنوك، أمس الإثنين، بنحو 5 قروش.

فشل البنك المركزى
قال أحمد شيحة، رئيس شعبة المستوردين بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن ارتفاع أسعار الدولار في البنوك بواقع 5 قروش، مجرد محاولة من البنك المركزي، لاستقطاب بيع الدولار من السوق السوداء إلى البنوك، مشيرا إلى أنها محاولة غير ناجحة، لأن أسعار الدولار في السوق السوداء ترتفع 40 قرشًا عن الرسمي.

وأضاف شيحة لـ"فيتو": أن البنك المركزي فشل في توفير الاحتياجات من الدولار بما يوازي السوق السوداء، وبالتالي رفع التكلفة، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الدولار، يعد رخصة للسوق السوداء، وشركات الصرافة، في رفع أسعار الدولار، منتهزين الفرصة في ارتفاعه رسميًا.

وتابع: "ارتفاع أسعاره رسميا لن يؤثر على قطاعات الأدوية أو المواد الخام، أو القطاعات التي توفر البنوك لها احتياجاتها من الدولار"، مشيرا إلى أن أغلب الشركات العاملة في السلع الاستهلاكية، تتأثر بشكل مباشر بارتفاع الدولار، لأنها توفره من السوق السوداء.
الجريدة الرسمية