رئيس التحرير
عصام كامل

د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع: لايجوز استضافة الشواذ في البرامج التليفزيونية


  • لا توجد إحصائية في مصر بعدد الشواذ جنسيا
هي أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، حاصلة على الدكتوراه في علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنيا "1986"، وخبيرة في دينامية البيئة الاجتماعية والمشاركة السياسية للمرأة.

إنها الدكتورة سامية خضر التي تؤكد في حوار لــ"فيتو" أن أسباب انتشار الشذوذ الجنسى في المجتمع المصرى في الفترة الأخيرة هى التطور التكنولوجي الذي شهده العصر من الهاتف المحمول، حيث أصبح لأى شخص بالضغط على الزر أن يشاهد كل ما يتعلق بالجنس.
وأضافت أن الإعلام يشكل خطرا كبيرا في نشر هذه العلاقات الآثمة في المجتمع المصرى من خلال الأفلام والمسلسلات التي تناقش الشذوذ واستضافة المثليين.


*ما هو التفسير الاجتماعى لتفشى العلاقات الآثمة في المجتمع المصرى رغم تدينه الظاهرى؟
بداية يجب أن ندرك أن مصر أصبحت 90 مليون نسمة وفى زيادة مستمرة بشكل كبير وفى عام 1952 كانت مصر 20 مليون نسمة وأيام الخديو إسماعيل كانت 4 ملايين، فمصر زادت بشكل غير طبيعى خلال عشرات السنين وهذا سبب لتفشى العلاقات الآثمة، ويجب أن نعلم أن الشذوذ الجنسى منتشر في كل بلدان العالم وخاصة الدول المتقدمة ولكن مصر كمجتمع شرقى ترفض تماما جميع العلاقات الآثمة إلى جانب أن مصر مجتمع متدين بطبعه.
*وما سبب انتشار هذه الظاهرة بين المواطنين والتحدث فيها دون إحراج ؟
هذا سؤال مهم فكلمة شذوذ لا أحد كان يجرؤ أن ينطق بها منذ عشرين عاما ومن ينطق بها كأنه أجرم في حق نفسه لكن هذه الأيام انتشر الحديث عنها لانتشارها بين الشباب فأصبح الموضوع بشكل عام يتم التحدث عنه بأسلوب عادى بسبب السرعة والتكنولوجيا المتقدمة التي تمر على العالم هذه الفترة.

*لماذا أصبح الريف المصرى مرتعا لمثل هذه العلاقات رغم أنه كان ينظر إليه باعتباره مجتمعا محافظا على الأخلاق والقيم؟
باختصار لأنه لا توجد ثقافة وتعليم لخطورة هذه الأمور، وأيضا التكنولوجيا أصبحت في كل مكان، فالريف أصبح مثل المدينة في التعرف على التكنولوجيا واستعمالها بالسلبيات أكثر من الإيجابيات، فأصبح العصر في حركة سريعة ومنها الموبايل الذي أصبح لا يفرق بين ريفى ومدنى.

*هل للأسرة دور في انتشار هذه العلاقات الآثمة ؟
بالفعل فسفر الأهل إلى بلاد خارج مصر وترك أولادهم بالسنوات يساعد على انتشار العادات الآثمة بين الأبناء ومحاولة التطفل لمعرفة كل ما هو جديد في عالم العلاقات المحرمة لأنه لا توجد أي مراقبة من الأهل، عدم اهتمام الأب والأم بأبنائهما يجعلهم يلجئون إلى المواقع الإباحية لملء الجزء الفارغ.

*وما دور الإعلام في الحد من هذه المحرمات ؟
بالفعل هو له دور رئيسى في نشر العلاقات الآثمة أيضا فيوجد بعض الإعلاميين يستضيفون أشخاصا للتحدث عن الجنس وأنواعه وهى ليست ثقافة بل هو تفتيح لعقول الصغار لهذه العلاقات ودفعهم إلى حب التوصل إلى معلومات غير مستحبة في أعمارهم، فيجب عدم استضافة الشواذ في البرامج التليفزيونية فالإعلام يجب أن يكون مدرسة شعبية يناقش كل قضايا المجتمع بإيجابية وليس بالسلبية.

*ومتى يأتى الشذوذ الجنسى للإنسان ؟
يأتى عند الاحتياج للجنس وهذا الاحتياج لا يجد له تصريفا شرعيا، وعندما لا يوجد نشاط في الإنسان ولا يستطيع أن يعالج نفسه حتى بالقيم أو الأخلاق.

*هل عجز الدين عن الحد من هذه العلاقات الآثمة في المجتمع ؟
الدين لم يعجز بل الدين حاجز من الحواجز التي تقف لمنع انتشار هذه العلاقات الآثمة.

*وكيف يتم الحد من هذه العلاقات وعدم نشرها في المجتمع المصرى ؟
يجب ألا يترك الأب أولاده أكثر من سنتين بمفردهم أثناء سفره لأن سفر الأب أو الأم هو من الأسباب الرئيسية التي تؤدى بالأطفال إلى طريق سد لا يكون له آخر، إلى جانب وضع محددات في الحياة للسير عليها حتى تجعل نواميس الحياة منتظمة، التعب مع الأولاد لمعرفة ما يدور بداخلهم والتقرب إليهم وعدم الضرب أو إهمالهم.
إلى جانب الإعلام الذي يشكل دورا رئيسيا في ثقافة المجتمع وتعليمهم ماهية وخطورة الشذوذ الجنسى اجتماعيا وصحيا ونفسيا وأخلاقيا، وأيضا الدور الدينى أساسى في الحد من تلك العلاقات الآثمة في المجتمع عن طريق التعريف بخطورة العلاقات المحرمة من اغتصاب وتحرش وشذوذ وبغاء وشبكات الدعارة التي تشكل خطرا على المجتمع وتؤدى إلى تفشٍ للعلاقات المحرمة.

*وما هي الفئات التي تكثر فيها العلاقات الجنسية المحرمة ؟
بدون شك أطفال الشارع فهى الفئة التي يوجد بها كل شىء محرم من علاقات جنسية وأمراض مزمنة وهنا دور الدولة في الحد من انتشارهم من خلال احتوائهم في أماكن مناسبة ورعايتهم.
ففئة أطفال الشوارع مجنى عليهم وليسوا جناة لأنهم نشئوا في بيئة لا تدرك معنى الصواب والخطأ.

*هل الإنسان بطبيعته توجد لديه غريزة الشذوذ الجنسى وممارستها تتوقف على تربيته ؟
بالفعل الإنسان حيوان اجتماعى فهو حيوان لأن لديه غريزة الجنس وممارسته مثل الحيوان واجتماعى لأنه يحب الاجتماعيات والعشرة بين الأفراد وبعضهم البعض.
ولكن ليس لديه شذوذ جنسى بصورة طبيعية فهذه العادة طبقا لتكوين الإنسان اجتماعيا ودينيا وجسمانيا.

*ما التكييف العلمى لظاهرة "عنتيل البحيرة" و"عنتيل الغربية" وازديادها على هذا النحو؟
يوجد بعض الرجال يتمتعون بهذا اللقب لزيادة الفحولة لديهم، إلى جانب أن الإعلام هو الأساس في زيادة هذه الألقاب الآثمة فيجب ألا يتم التشهير بهؤلاء الأشخاص حتى لا تنتشر بشكل كبير.

*هل المجتمع المصرى اشتهر بالعلاقات الجنسية المحرمة في الفترة الأخيرة ؟
يجب أن ندرك أن ظاهرة العناتيل هم 4 داخل بلد يوجد بها 90 مليون شخص ولا يجب أن نقول إنها ظاهرة لأن الظاهرة يكون العدد بها كبيرا، دورنا هو تصغير حجم المشكلة وليس المساعدة في زيادتها فمازلنا مجتمعا متدينا ومعظم المصريين يتمتعون بالخجل بشكل كبير.
لكن الذي اختلف من عشرين عاما حتى الآن هو جرأة الشباب مع ذويهم وأهاليهم والمساعد في ذلك الإعلام والتكنولوجيا.
 
*وهل توجد دراسات في مصر تثبت أي إحصائية للشذوذ الجنسى ؟
لا توجد أي دراسة في مصر تثبت أي إحصائية للشذوذ الجنسى أو البغاء لأنه لا يوجد اهتمام.

*متى تفكر الزوجة في خيانة زوجها ولماذا؟
هذا السؤال يجعل المرأة جانية وهى بالعكس فكثيرا ما تكون مجنيا عليها فليس كل النساء خائنات وليس كلهن بريئات فتوجد سيدات يفقدن أزواجهن في سن صغيرة وتظل صامدة وأرملة على ذكراه طوال العمر وهناك زوجات يلجأن إلى الحرام مباشرة بعد وفاة زوجها أو سفره خارج البلد، ففكرة الخيانة ترتبط بتربية وقيم وأخلاق الزوجة من حيث الدين.

*مع كل فضيحة جنسية.. يلاحظ العدد الكبير للسيدات والفتيات اللاتى يتورطن فيها.. فما السبب في ذلك؟
لأن المرأة هي السلعة التي يلجأ إليها الرجال لتفريغ شهوتهم ولكن توجد نساء جانيات ومجنى عليهن فبعض السيدات يمارسن الفاحشة برضاهن ونوع آخر منهن مجنى عليهن مثل المغصبات أو من يدخلن غرف العمليات وبعدها يكتشف اغتصابهن.

*أخيرا هل الدولة مساعد في نشر العلاقات الآثمة؟
بالفعل طبعا فمعظم الأفلام السينمائية تناقش كيف يتم الجنس والشذوذ بين الأطفال والمسلسلات الغربية التي دخلت على مصر حديثا وغابت الأفلام التي توعى الشباب.

الجريدة الرسمية