رئيس التحرير
عصام كامل

استشاري جراحة الذكورة والعقم لعلاج تأخر الإنجاب: الكشف المبكر وخريطة دم كاملة والتحليل "ضرورة".. أسبابه أمراض الوراثة "الأهم" والمنشطات تؤدي لضمور الخصيتين.. ونجاح علاج 30% من الحالات المستعصية


في ظل ما نعيشه من ثورة صناعية أدت إلى تغير بيئي ملحوظ وزيادة لمعدلات التلوث، تتفاقم نسب تأخر الإنجاب نتيجة ما يسببه التلوث من ضعف أداء السائل المنوي للرجال، الأمر الذي قد يؤرق المقبلين على الزواج، وقد تمتد هذه المشكلة خلال السنة الأولى من الزواج إذا ما تأخر الإنجاب، مما دفع الكثيرون للتساؤل حول أسباب تأخر الإنجاب وكيفية التعرف على وجود مشاكل تعيق الإنجاب، وسرعة علاجها قبل استفحالها.


تأخر الإنجاب لدى الأصحاء

أكد الدكتور أيمن راشد، استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم، وجود أسباب ومؤشرات واضحة لدى الرجال تنذر بتأخر الإنجاب بعد الزواج، مشيرا إلى وجود حالات كثيرة لتأخر الإنجاب لدى العديد من الرجال الأصحاء والذين لا يظهر عليهم أي أعراض توحي بتأخر الإنجاب.

وقال "راشد": إن نسبة حدوث الإنجاب لدى الأزواج الأصحاء تصل إلى 85٪ خلال السنة الأولى من الزواج، مما يعني أنه توجد نسبة ١٥% من هؤﻻء الأزواج الأصحاء سوف يعانون من تأخر الإنجاب بالرغم من عدم وجود سبب ملحوظ يمنعهم.

أسباب تأخر الإنجاب
ولفت الدكتور أيمن إلى المؤشرات الواضحة التي تؤكد وجود خلل ما قد يعيق الإنجاب لدى الرجال، على رأسها صغر حجم الأعضاء التناسلية بشكل ملحوظ أو وجود تشوه خلقي ظاهري بها، بالإضافة إلى حالات الخصية المعلقة، والتي تعني وجود إحدى أو كلتا الخصيتين بتجويف البطن وليس بالمكان الطبيعي لهما وهو كيس الصفن، بجانب ما يسمى بـ "الإحليل التحتي أو الفوقي" والذي يعني وجود فتحة البول في غير مكانها الطبيعي، مثل وجودها أسفل العضو الذكري أو أعلاه وليس في مقدمة العضو.

عوامل أخرى
ويشير "راشد" إلى وجود عوامل أخرى قد تؤدي لوجود خلل في الإنجاب مثل وجود بعض أمراض الدم كـ"أنيميا البحر المتوسط" و"الإنيميا المنجلية"، أو التهاب الخصيتين الحاد أو ڤيروس التهاب الغدة النكافية، بالإضافة إلى اكتشاف وجود كلية من الكليتين في غير مكانها الطبيعي أو اكتشاف عدم وجود إحدى الكليتين من الأساس أثناء إجراء أشعة مثلا، الأمر الذي قد يشير إلى تشوه خلقي متمثل في انعدام وجود القناة المنوية على أحد الجانبين أو كلاهما.

وأضاف "راشد" أن شعور الرجل بآلام بالخصيتين في حالة الوقوف لفترات طويلة يعني وجود دوالي بهما، والتي يعاني منها أكثر من ٥٠% من الرجال ممن يشكون تأخر الإنجاب، لأن هذه الدوالي تعيق عمل الخصيتين عن طريق زيادة حرارتهما نتيجة ركود الدورة الدموية فيهما،وكذلك تراكم مواد ضارة حولهما، كما تساهم السمنة المفرطة في زيادة حرارتهما أيضا، مما يؤدى إلى إعاقة عملهما بشكل فسيولوجي سليم.

أمراض الوراثة
وعن دور عامل الوراثة وما قد يسببه من حالات تأخر الإنجاب، يؤكد استشاري أمراض الذكورة والعقم أن تأخر الإنجاب قد يكون نتاج مرض وراثي تكرر لأفراد العائلة الواحدة.

ونوه إلى أن وجود تاريخ مرضي للعائلة بأمراض معينة يؤثر على الصحة الإنجابية مثل مرض السكر أو الفشل الكلوي أو أورام أدت إلى جراحة في منطقة الحوض أو استخدام علاج إشعاعي أو كيميائي، أو العلاج بأدوية معينة مثل الكورتيزون لفترات طويلة أو أدوية مثبطات المناعة والتي تستخدم في الأمراض المناعية، مثل: الذئبة الحمراء والروماتويد وحمى البحر المتوسط، وما يعرف بالعامية بمرض "بهجت" (مرض بيهست).

المنشطات وضمور الخصيتين
ويؤكد الدكتور راشد الأثر السلبي لاستخدام بعض المنشطات لبناء العضلات مثل هرمون التستوستيرون والذي يتم تناوله في بعض صالات الجيم، لافتا إلى أنه يؤدي إلى إيقاف عمل الخصيتين وقد يؤدي إلى ضمورهما.

الوقاية خير من العلاج
ووفقًا لمبدأ الوقاية خير من العلاج، يؤكد الدكتور أيمن على أهمية إجراء بعض الفحوصات للرجال قبل الزواج، لبيان ما إذا كان هناك شك في وجود خلل إنجابي ما، وتتمثل هذه الفحوصات في تحليل السائل المنوي وصورة دم كاملة، فإذا تبين وجود مشكلة ما فسيطلب الطبيب المختص فحوصات أخرى بناء على التحاليل والكشف الإكلينكى على المريض.

الحالات المستعصية
وينصح الدكتور أيمن راشد بضرورة الانتباه لهذه الأعراض في أولى مراحلها، وعدم الانتظار لحين الزواج حتى يتسنى علاجها بسهولة، لافتًا إلى أن هذه المشكلات وإن بدت مزمنة إلا أن التقنيات الحديثة في مجال الطب مثل استخدام الميكروسكوب الجراحي في بعض العمليات، خاصة استخراج الحيوانات المنوية، ومع استخدام الأدوية بطرق وبروتوكوﻻت حديثة، واستخدام وسائل الحمل المساعدة، وكل هذه العوامل أدت في النهاية إلى زيادة واضحة في علاج أصعب مشاكل تأخر الإنجاب بنسبة ﻻ تقل عن ٣٠% من الحاﻻت المستعصية، وهي تعد نسبة كبيرة إذا ما قورنت بازدياد نسب النجاح في علاج الأمراض الأخرى.
الجريدة الرسمية