رئيس التحرير
عصام كامل

اتهام مجمع البحوث الإسلامية للكاتب يوسف زيدان يثير الجدل بين أوساط المثقفين.. فضل: "مصر تنتظر محنة مريرة فى عهد الإخوان".. القعيد: تصفية حسابات لتذكير المثقفين بالدولة الدينية

الدكتور يوسف زيدان
الدكتور يوسف زيدان الكاتب وأستاذ الفلسفة

أثار تقرير مجمع البحوث الإسلامية، بإحالة الكاتب يوسف زيدان للتحقيق معه بتهمة ازدراء الأديان عن كتابه "اللاهوت العربى"، على خلفية تقرير المجمع الذى يطالب بتطبيق المادة 77 من قانون العقوبات عليه غضبًا داخل الوسط الثقافى والأدبى، احتجاجًا على التعامل مع الفكر الأدبى والبحث العلمى جنائيًا.


أكد الناقد الأدبى الدكتور صلاح فضل، أن الحكم الدينى لم يحمل لمصر أى خير وما نتج عنه هو فشل فى كل المجالات، قائلا: "مصر تنتظر محنة مريرة فى عهد الإخوان لا خلاص منها سوى سقوط الحكم".

أضاف أن اتهام الكاتب يوسف زيدان بازدراء الأديان، بتقرير من مجمع البحوث الإسلامية وانتقال الموضوع من دائرة المجمع للنيابة العامة بغرض التحقيق الجنائى خطوة خطيرة جاءت بها جماعة الإخوان المسلمين والمتحمسين لها، كى تغطى بذلك فشلها فى إدارة المرحل الانتقالية وتشغل الناس بقضايا ظاهرها الغيرة على الدين وباطنها مصادرة حرية الفكر والبحث العلمى.

أشار فضل إلى أن استجابة النيابة العامة لتقرير مجمع البحوث الإسلامية وتحريكها لدعاوى قضائية قديمة تجاهلتها منذ فترة مثل قضية كتاب يوسف زيدان "اللاهوت العربى"، ليس لها معنى آخر إلا إنها تستجيب لتوجهات السلطة القائمة متمثلة فى دولة الإخوان المسلمين صاحبة التوجه المحافظ فى أمور الدين.

من جانبه أضاف الدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة الأسبق أنه ليس هناك ما يسمح للقانون المصرى بالتعامل مع الفكر الأدبى بشكل جنائى، مضيفا أن اتهام الكاتب يوسف زيدان بازدراء الأديان لا شأن له بوجود دولة الإخوان.

أوضح أبوغازى أن قضية كتاب "اللاهوت العربى" طرحت قبل ثورة يناير، موضحًا أن قضايا ازدراء الأديان وقضايا الحسبة بمفهومها العقائدى يعانى منها المبدعون من وقت رسائل الدكتوراه فى الجامعة المصرية قبل 100 عام.

تابع أبوغازى، أن حق القضاء فى ملاحقة العمل الأدبى جنائيًا لا يجوز إلا فى حالة توافر الفكر المعيب الذى يحث على العنف والتطرف.

فى الوقت ذاته قال الناقد الأدبى الدكتور عبدالمنعم تليمة، إن التحقيق مع الكاتب يوسف زيدان بتهمة ازدراء الأديان يعد عدوانا كاملا على حرية التفكير والتعبير، مضيفاً أنه لا يجوز ملاحقة الأعمال الأدبية قضائيا فى مجتمع عصرى له تراث ثقافى عظيم.

وأوضح تليمة أن الأعمال الأدبية والفنية لها طبيعتها الخاصة فى تناول الأفكار والوقائع والشخصيات، لذا تتطلب من الكاتب المزيد من الأدوات الرمزية فى إخراج العمل الإبداعى.

فى سياق متصل أوضح الأديب الكبير يوسف القعيد، أن التحقيق مع الكاتب يوسف زيدان من قبل نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة بتهمة ازدراء الأديان، ما هو إلا تصفية حسابات لتذكير المثقفين والأدباء بالدولة الدينية القائمة.

أضاف "القعيد" أن كتاب "اللاهوت العربى" ليوسف زيدان مضى على صدوره فترة زمنية تسمح بانقضاء الحق فى ملاحقته جنائيا، مشيرا إلى أن الأمر يستلزم وقفة احتجاجية من المبدعين والمحامين الحقوقيين أمام النيابة.

واستنكر الروائى أسامة غريب، تعامل القانون المصرى مع الفكر بشكل جنائى قائلا: "لا يليق بكيان دولة مثل مصر أن تتعامل مع المفكرين جنائيا".

وأكد أن الفكر لا يرد إلا بفكر والقلم لا يواجه إلا بالقلم فى حالات اختلاف وجهات النظر، مضيفا أن هناك عشرات الفلاسفة والمفكرين خاضوا أصعب التجارب والقضايا الفكرية دون تعصب واتهام وملاحقة جنائية.

وأوضح غريب أن التحقيق مع الكاتب يوسف زيدان من قبل نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة بتهمة ازدراء الأديان، جاء ليوضح جهالة السلطات وضيق الأفق لديها مضيفا أنه كان على مجمع البحوث الإسلامية قبل اتهام زيدان، بتهمة ازدراء الأديان أن يرد على المؤلف بكتاب مماثل قائلا: "ده باعتبار المجمع من يمثله شيوخ أجلاء وأفاضل".
الجريدة الرسمية