رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل اليوم الأول للسيسي في الإمارات.. نائب الشيخ خليفة بن زايد يستقبله في قصر المشرف.. المدفعية تطلق 21 طلقة تحية للرئيس.. ولقاء موسع مع الوزراء وكبار المسئولين الإماراتيين


جرت، ظهر اليوم الأحد، مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس عبد الفتاح السيسي، بساحة قصر المشرف في "أبو ظبى"، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى القصر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد "أبو ظبي" نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.


السلام الوطني
وعزفت الموسيقى السلامين الوطنيين للبلدين، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس، ثم اصطحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرئيس إلى القاعة الرئيسية في قصر المشرف، حيث صافح مستقبليه من الشيوخ والوزراء وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين.

وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إنه عقب الانتهاء من مراسم الاستقبال عُقد لقاء موسع بين الجانبين، رحب خلاله الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد "أبو ظبي"، بالرئيس والوفد المرافق، وأعربا عن تمنياتهما بأن تسهم الزيارة في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.

تعزيز العلاقات
وأكدا حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، على تعزيز أواصر هذه العلاقات وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الإستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين، مشيرين إلى أن موقف دولة الإمارات المساند والداعم لمصر وشعبها موقف تاريخي ثابت وليس وليد مرحلة معينة، في ضوء الدور المحوري لمصر في محيطها الإقليمي والدولي، وما تمثله من صمام أمان لاستقرار وأمن المنطقة، وأعربا عن ثقتهما الكاملة بقدرة الشعب المصري وقيادته على مواجهة كل التحديات والمضي قدمًا في طريق النجاح والوصول للأمن والاستقرار والتقدم.

وأضاف السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمنًا المواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والذي حرص الرئيس على الاطمئنان على صحته، معربًا عن خالص التمنيات بالشفاء العاجل له.

وأكد الرئيس متانة العلاقات بين البلدين والتي أرساها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي استمرت من خلال مواقف إماراتية مشرفة لن ينساها الشعب المصرى.

دعم الإمارات لمصر
وأشاد الرئيس بمبادرات دولة الإمارات ودعمها لمصر سياسيا واقتصاديا، فضلًا عن مساهمتها في دفع عملية التنمية الشاملة الجارية في مصر من خلال تنفيذ مشاريع في العديد من المجالات، بالإضافة إلى جهودها البناءة في التحضير للمؤتمر الاقتصادى الذي سيعقد في شهر مارس 2015.

وبحث الجانبان خلال جلسة المحادثات العلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين في مختلف المجالات خاصة السياسية والاقتصادية والتنموية وما تشهده هذه العلاقات من تطور سريع ونمو متواصل.

وشدد الجانبان على أن العلاقات بين البلدين تتميز بالخصوصية، ما يجعلها نموذجًا للعلاقات الأخوية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة والحرص المشترك على مصالح البلدين والمنطقة، لاسيما أن أمنهما مشترك.

كما جرى خلال اللقاء تناول مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وأشار الجانبان إلى أهمية تعزيز وحدة الصف العربى لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، وأن تتضافر الجهود الدولية للقضاء على كل التحديات التي تؤثر على السلم والأمن العالميين خاصة انتشار العنف والتطرف والإرهاب، وأن تعزز تلك الجهود التعايش السلمي على نحو يساهم في تعزيز المناخ الملائم لدفع عجلة التنمية والخروج بالمنطقة من الصراعات إلى آفاق التقدم والازدهار.

وعقب انتهاء المباحثات حضر الرئيس مأدبة الغداء التي أقيمت تكريما لفخامته والوفد المرافق له.

زيارة ضريح الشيخ زايد
وتوجه الرئيس بعد ذلك برفقة الدكتور سلطان الجابر وزير الدولة الإماراتي، إلى مسجد وضريح الشيخ زايد آل نهيان، حيث قام بجولة في المسجد وقرأ الفاتحة على روح المغفور له، والذي لن ينسى الشعب المصري مواقفه التاريخية تجاه مصر وشعبها، والتي كانت تنُم عن حكمة وإيمان عميقين بضرورة التضامن العربي وتضافر الجهود بين أبناء الأمتين العربية والإسلامية للمساهمة في إعلاء شأنهما على المستوى الدولي.

وأوضح السفير علاء يوسف أن الرئيس استهل نشاطه صباح اليوم بعقد لقاءين منفصلين مع رجال الأعمال الإماراتيين والمصريين، بالإضافة إلى تفقد معرض لشركة الجرافات البحرية لعرض النشاط الذي تقوم به في إطار مشروع قناة السويس الجديدة.

وشهد اللقاء الأول الذي ضم مجموعة من كبرى الشركات الإماراتية، بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الاستثمارات الإماراتية في مصر، حيث استعرض الرئيس الخطوات والإجراءات الجارية لتوفير مناخ جاذب للاستثمار وتذليل العقبات البيروقراطية، وذلك قبل انطلاق المؤتمر الاقتصادي الذي ستستضيفه مصر في شهر مارس المقبل، كما أكد الرئيس التزام مصر بتعهداتها وحرصها على تسوية كل المشكلات التي تواجه الاستثمارات الأجنبية في مصر.

وشهد اللقاء حوارًا بين الرئيس وممثلي مجتمع الأعمال الإماراتى، بمشاركة الوزراء أعضاء الوفد المرافق، حول عدد من الموضوعات الخاصة بالاقتصاد المصري والمشروعات التي يتم تنفيذها، حيث عرض عدد من الحضور بعض المشاكل التي تواجه الاستثمارات الإماراتية في مصر، وأعرب رجال الأعمال الإماراتيين عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم في مصر خلال الفترة المقبلة، لاسيما أن هناك فرصًا واعدة لتطوير هذه الاستثمارات.

المشروعات الاقتصادية
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس شدد خلال الاجتماع الثاني الذي ضم مجموعة من رجال الأعمال المصريين العاملين بدولة الإمارات، على أن مصر تحتاج في المرحلة الحالية إلى جهود كل أبنائها من المستثمرين المصريين، من خلال تنفيذ مشروعات تتيح فرص عمل جديدة للشباب وتساعد على دعم الاقتصاد المصرى من خلال ضخ استثمارات جديدة من الخارج للمشروعات التي سيتم طرحها.

وعرض الحضور خلال الاجتماع مجالات أنشطتهم المختلفة، وأعربوا عن حرصهم على زيادة استثماراتهم في مصر في المرحلة المقبلة، كما أثير موضوع إنشاء مراكز تدريب للعمالة وكيفية الارتقاء بمستوى العامل المصري بحيث يمكن إيفاده للعمل بالخارج، وهو ما أكد الرئيس أهميته، مشيرًا إلى ضرورة مواصلة الحكومة سياستها نحو تدريب العمالة المصرية وإعدادها للعمل بالخارج، ووجه الرئيس في نهاية الاجتماع الدعوة للحضور للمشاركة في فعاليات مؤتمر شرم الشيخ في شهر مارس المقبل.
الجريدة الرسمية