رئيس التحرير
عصام كامل

شغت السبكي


يتسم السبكي بعنجهية وصلافة حين يتحدث، ثقيل الرأس، بطيء اللسان، وهو يعتمد سلوكا منتظما، حين يستدعي للدفاع عن إحدى مصائبه السينمائية، وهو إذا غضب أساء، وليست واقعته مع الراحل محمد حسن رمزي ببعيدة ولا خطابه التصادمي مع الإبراشي.

وآخر مصائبه بالقطع، ما ورد في البث الإعلاني عنه على "يوتيوب" على ألسنة ممثلي فيلمه الأخير بعنوان "ريجاتا"، وهم نخبة تضم محمود حميدة عاشق المرأة الفايرة في الفيلم - على حد تعبيره، وإلهام شاهين، التي سبت كل الناس، ورانيا يوسف التي نطقت بالتقفيش والتفعيص، وعمرو سعد ولباسه المقطع الذي سيجعله مش مقطع لما يضع يده على ربع مليون جنيه، وزنا محارم، حين يتبصص الأخ على جسد امرأة أخيه، من ثقب الباب.

ماذا يريد السبكي بالضبط؟!
هل يريد سينما حقيقية، وفنت يحض على الخير والحق والجمال، وإعمال العقل، والتحريض على إبداع جديدة، أم يريد نشر الدناءة الاجتماعية، وتبرير استخدام الألفاظ العارية، بحجة أن الكبار- القدوة- يرددونها، وأن التقفيش والتفعيص، وحوار يتراوح ما بين قميص النوم واللباس، هي جميعها، مما يمكن التغني به في حياتنا اليومية؟!

ذلك فن المولوتوف، بكل معنى الكلمة!
الإرهابي يقتل بدنا بريئا، وهذه النوعية المنحطة من الفن، تطرف في التهتك الأخلاقي، يقتل الوجدان، ويعبئه غرائز القتل والشهوة والسفالة، ولا يذهبن أحد إلى القول إني ضد الإبداع والفن، لأني جزء منه، لكن الفن يشيع الجمال الروحي ويسمو بالإنسان، ويجعله متصالحا مع الدنيا والسماء.. الدناءات مكانها المواخير، وشاشات العرض ليست سوقا شرعية، بالقانون أو بالدين، لعرض لحم رخيص وفن أرخص.

إصرار آل السبكي على تعريض البلد، ككيان ودولة، والمجتمع كعائلات وقبائل، لصدمات، ما أغنانا عنها، يثير الريبة، ويجعل الأمر متجاوزا الرغبة الساحقة في تحقيق أرباح من بيع اللحم البشري، تفوق بيع اللحم البقري.

سينما السبكي، ردة عن الفن، حين ركزت على الدهماء والغوغاء والصيع والمعاتيه، وكل ما يسعى في مواسير الصرف الصحي للمجتمع في فترة زلزال سياسي اجتماعي، وقدمته تلك السينما الرخيصة، بوصفهم أبطالا من الشوارع، لحم ودم.

هم لحم ودم حقا، وأخلاق وألفاظ واطية وموضوعات مقرفة حقا.
 
أفهم أن يخجل المرء السوي من أفعال يستهجنها المجتمع، والسبكي سوي بلا ريب، ولا أفهم استمرار ضخ العته والدهن والشغت والألسنة القذرة، بوصفها إضافة إلى تراث السينما المصرية. 

بصراحة أفلام من تلك النوعية، تحتاج الفرم، وتصنع كفتة!
الجريدة الرسمية