رئيس التحرير
عصام كامل

رثاء لمثل كريم من البشر


لأول مرة أكتب رثاءً عن إنسان أعرفه، ولأول مرة أتناول سيرة ذاتية لأحد، ولأنه لم يكن من المشاهير على وسائل الإعلام إلا أن ذكر اسمه ووصف ما عمل في حياته، كفيل بنا أن نجعله من مشاهير الأخلاق والأدب ليتمثل بسيرته كل إنسان ما زال يمشي على الأرض، يرجو صلاح الآخرة وأنا أولهم، ليجد عمله الصالح هو ثروته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


اسمحوا لي أن أكتب عنه ولو مرة واحدة، فهو يستحق أكثر من ذلك من تكريم، وأن نذكره لقدر مكانته التي تركها في قلوب كل من عرفوه ومن عملوا معه، ومن تمنوا أن يكونوا يوما ما مثله في خلقه واحترامه وقيمه التي تعلموها منه.

أتحدث عن الأستاذ / حسام حسن، الذي عمل مديرا عاما للشئون القانونية بأحد البنوك في مصر، تعلمت منه الكثير من الرحمة والمحبة.. تلك الرحمة والمحبة التي ملأت قلبه، فلم يعد هناك فيه مكان لكره أحد.. عرفته قبل 12 عاما لم يكن مصدر سعادة فقط لكل من عرفه، بل يشعرون بالأمان في وجوده وفريق عمله فردا فردا الذين يتبنون نفس الأخلاق والقيم الفاضلة التي زرعها معهم.

هناك دائما شخصيات لا تنسى، تركت في الحياة ذكرى لابد من أن نكتب عنها حتى يعرف الجميع أن العمل الصالح هو الباقي، وأن مهما طالت الحياة سيبقى الإنسان يوما ما ذكرى طيبة يدعو الناس له بالرحمة والمغفرة، وهذا من العمل الصالح الذي أتمنى أن يفعله كل قارئ كريم مثل ما فعل هذا الرجل في حياته.

يعلم الله كم كانت مكانته في قلوب كل من عرفوه، حتى لم أجد ما أصف ما وجدت فيه من الكلمات الطيبة، فكان لا يقابل أحدا إلا ببسمة لا تنقطع، ولم يرفض أن يقابل أحدا مهما كان مستواه، بل كان باب المكتب مفتوحا لكل من أراد حتى الحديث إليه فقط، ولم يذكر أحدا بسوء يوما ما، ولا يتمنى إلا الخير للناس.. أكرم الله تعالى نزله وفتح له كل أبواب الرحمات وبارك له في أولاده وأهله، ورحم الله من قاموا بتربيته على هذا الخلق الكريم.

أطلب منكم له الدعاء بالرحمة، فلو كان هناك ملائكة تمشي على الأرض لكان هو.. وهو الآن في ذمة الله تعالى.

أشكر لكم القراء الأعزاء على إتاحة الفرصة لرثاء إنسان.. لن أنساه.
الجريدة الرسمية