مرور عابر على بعض عجائب لميس جابر!
كان مدهشا أستاذنا إبراهيم حجازي، وهو يستضيف على قناة "النهار" لميس جابر؛ ليحتفل معها وتحتفل معه بذكرى جمال عبد الناصر!.. ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل كان ثاني ملف في اللقاء هو الأزهر والتطرف!
قالت لميس إن مصر في الستينيات كانت محكومة بنظام الحزب الواحد.. وهذا خطأ تاريخي وثقافي وسياسي واجتماعي شائع؛ لأن النظام الموجود كان نظام "التنظيم الواحد" وليس "الحزب الواحد"، فالذي لا تعرفه لميس جابر أو تعرفه وتنكره لمآرب أخرى.. هو أن الحزب السياسي تجمع لأفراد يشتركون في الأفكار والمصالح والتوجهات.. أما الاتحاد الاشتراكي واسمه أهو "الاتحاد"، كان تجمعا لطبقات المجتمع بتناقضاتهم الاجتماعية، وتوحدوا في تنظيم واحد وكان يضم العمال والفلاحين والرأسمالية الوطنية والجنود والطلبة والمهنيين.. ولذلك وعند الاتجاه للمنابر ثم الأحزاب في عهد الرئيس السادات، تشكلت جميعها وفورا من داخل الاتحاد الاشتراكي نفسه بقياداته الكبيرة!
ثم ينتقل حجازي معها إلى تجديد الخطاب الديني.. ويتفقان على ضرورة تطويره وتجديده، وصحة دعوة الرئيس السيسي بذلك وأهميتها.. خدوا بالكم.. لميس تتفق على ضرورة تجديد الخطاب الديني.. فيسألها حجازي عن سبب الجمود الذي وصلنا إليه.. فماذا تكون الإجابة؟ من لم يشاهد الحلقة.. ماذا يتخيل أن تكون الإجابة؟
قالت إجابة عبقرية جدا، وهي أن سبب الجمود الذي نحن فيه هو قرارات تطوير الأزهر التي أصدرها عبد الناصر!!.. وهي طبعا تقصد قرارات النهوض بالأزهر وتحديثه التي أدخلت علوم الدنيا لتدرس جنبا إلى جنب العلوم الشرعية.. تدرس معها وليس بدلا منها.. أي أن نفخ الروح في الأزهر وتخريج الطبيب الداعية والمهندس الداعية ليذهبا دعاة لدين الله الحنيف في كل بقاع العالم، هو الذي أدى إلى جمود الخطاب الديني!
الأزهر في الستينيات هو أزهر الشيخين الكبيرين شلتوت ومخلوف، وهما مَن هما بين علماء الإسلام علما وتجديدا.. والأزهر في نهاية الستينيات وحتى منتصف السبعينيات، قدم أحد أهم شيوخ الأزهر على الإطلاق وهو الدكتور عبد الحليم محمود، بعدها أصبح الأزهر في دولة مختلفة.. ونظام مختلف.. وكان ما كان مما نعرفه وتعرفونه!
يمكنك أن تسأل لميس جابر عن حرب الاستنزاف، فتشيد بها لكنها ستقول لك إنها من صنع قادة الجيش وليس عبد الناصر؛ لأنهم من يخطط ويقاتل.. ويمكنك أن تسألها في نفس اللحظة - أيوة في نفس اللحظة - عن حرب أكتوبر فتشيد بها.. ولكن بطلها هذه المرة هو الرئيس السادات وليس قادة الجيش؛ لأنه هو من أشرف بنفسه على الحرب!
تهاجم لميس محمد حسنين هيكل.. وتتهمه بتزوير تاريخ حصار "الفالوجا" في حرب فلسطين.. لماذا ترى هي ذلك؟ هل كانت معهم في الحصار؟ هل كانت محررا عسكريا؟ لا.. أبدا أبدا.. لسبب بسيط آخر وهو أن هيكل بدأ يمتهن الصحافة عامي 49 و50، مع علي أمين ومصطفى أمين، ولم يكن صحفيا وقت الحصار!!
وأي طفل قرأ عن تاريخ الصحافة ورموزها يعرف أن هيكل بدأ صحفيا عام 42، وأنه حصل على جائزة التفوق الصحفي ثلاث سنوات متتالية، وأنه كان مراسلا في حرب فلسطين.. ولم يبدأ مع الأخوين أمين أصلا وإنما في "الإيجيبشيان جازيت"، وبقصة شهيرة جدا وبتحقيق صحفي شهير جدا، بل عمل في "آخر ساعة" قبل الأخوين أمين، وكان سكرتير تحريرها وقت أن كان رئيسها الكاتب الكبير محمد التابعي!
المهم أن لميس تبدأ حوارها السابق في برنامج "ست الحسن" على قناة "الأون تي في"، وكما يرصد زميلنا الرائع "ماجد حبته" بانتقادها "للي بيشوهوا التاريخ.. واللي بيزيفوا الحقائق.. والجهلاء الدخلاء، اللي بيلوثوا كل الحاجات"!
هي اللي بتقول كده.. آه والله.. ورحماك يا إلهي!!