رئيس التحرير
عصام كامل

"الإخوان" تطور المناهج بطريقة "سيب وأنا سيب".. الحقبة القبطية وآيات الإنجيل بالكتب مقابل تدريس تاريخ "الجماعة"

الكتب المدرسية
الكتب المدرسية

يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين لن تتنازل عن محاولات السيطرة على عقول النشء فى المدارس، فبعد فضيحة كتاب التربية والوطنية للصف الأول الثانوى هذا العام، والذى حولت فيه الجماعة الولاء من الولاء للوطن إلى الولاء للجماعة والمذهب، عاد الإخوان المسلمون بخطة جديدة للاحتيال على المناهج التعليمية، وتقوم خطتهم هذه المرة على مبدأ " سيب وانا سيب" بحيث تسمح بتدريس الحقبة القبطية فى مقابل مرور تاريخ الجماعة ومؤسسها فى الكتب المدرسية.


كشف مدير المركز القومي لتطوير المناهج التابع لوزارة التربية والتعليم، الدكتور صلاح عرفة أن العام الدراسي القادم سيشهد طرح 20 كتابا جديا لطلاب المدارس منها 5 كتب فى مرحلة التعليم الأساسي، و15 كتابا فى المرحلة الثانوية، وأوضح أن التعليم الابتدائي سيشهد تغييرا كاملا لمناهج اللغة العربية للصف الثاني والثالث الابتدائي، وفى المرحلة الثانوية ستغير مناهج الصف الأول والثاني الثانوي بالكامل، وبعض مناهج الرياضيات.

أشار عرفة إلى أنه انتهى من إعداد المعايير والمواصفات المطلوبة لعدد من كتب الرياضيات فى المراحل المختلفة وتجري الموافقة عليها من قبل الدكتور إبراهيم غنيم وزير التربية والتعليم، وتحديد مسابقات للمؤلفين خلال أسبوعين.

وأكد عرفة أن الوزارة قد تلجأ إلى تضمين نصوص من الإنجيل فى الكتب الدراسية على غرار ما حدث فى كتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوى، والذى أثار ضجة بسبب ضمه لحديث نبوي محرف، مؤكدا أن كتب اللغة العربية ستكون خالية من النصوص الإنجيلية باعتبارها كتب الأساس فيها إكساب النشء مهارات اللغة، وأن الآيات القرآنية هى الأساس الأول لاختيار الشواهد اللغوية.

وفيما يتعلق بالحقبة القبطية، أشار عرفة إلى أنها موجودة بالفعل فى كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي، ولكنها غير وافية، مشيرا إلى أن كتب التاريخ المدرسي ستشهد تطويرا وإضافات جديدة فيما يتعلق بالحقبة القبطية، بحيث تركز على دراسة مظاهر الحضارة القبطية فى مصر، وذلك سيطلب من الطلاب مع العام القادم عمل بحوث عن وضع الأقباط فى مصر قبل ثورات الربيع العربى.

وأكد عرفة أن هناك إستيراتيجية عمل جديدة لوضع مناهج التاريخ، موضحا أن التاريخ عندما يصاغ على هيئة أشخاص، يحدث خلل فى الأحداث، قائلا "لذلك نحن بدأنا فى صياغة التاريخ على أساس حركة الشعب، وأثناء حركة الشعب تبرز أسماء القادة وأسماء الشخصيات المؤثرة فى حركة التاريخ، فعندما نتحدث عن ثورة القاهرة الأولى أو ثورة القاهرة الثانية تظهر شخصيات مثل عمر مكرم ، وعند الحديث عن حركة الاستقلال تظهر شخصيات مثل مصطفى كامل، وعندما نتحدث عن حرب أكتوبر يظهر السادات، كما يظهر عبد الناصر ومحمد نجيب عند الحديث عن ثورة يوليو، وبالمثل عندما نتعرض للحديث عن حرب 1948 لابد من إبراز دور الإخوان المسلمين فى تلك الحرب، وبيان مواقفهم البطولية، لأنهم كانوا أصحاب الدور الأبرز فى تلك المرحلة، ومن هنا يظهر دور حسن البنا فى تأسيس الجماعة".

من جهته فقد أكد الدكتور حسني السيد على أن جماعة الإخوان المسلمين تخطئ خطئا فادحا بهذه الطريقة، مشيرا إلى رفضه مبدأ المساومة، مؤكدا أنه لو كان للأقباط حق فى أن تدرس الحقبة القبطية فى كتب التاريخ المدرسي، فهذا لا يعنى أن تمرر جماعة الإخوان ذلك مقابل تدريس تاريخ الجماعة ومؤسسها.

الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية الدكتور كمال مغيث، أكد سوء نية جماعة الإخوان المسلمين تجاه التعليم فى مصر، وأبدى تخوفا من محاولات الجماعة السيطرة على عقول النشء من الطلاب، مشيرا إلى أنه يتوقع أن تفعل الجماعة أى شيء من أجل السيطرة على عقول التلاميذ، وأن ما أشار تطوير المناهج بهذه الطريقة جريمة فى حق الوطن، لأن التعليم لا يمكن أن يكون طرفا فى النزاعات الساسية.

المستشار التربوي ومدير مركز غداري للمشروع القومي لرعاية الموهوبين طه هجرس أكد أن جماعة الإخوان المسلمين تريد تسيس التعليم من خلال مساومة الأقباط والليبراليين بتدريس الحقبة القبطية، مقابل تدريس تاريخ الجماعة، مؤكدا أن هذا الأمر غير مناسب للتعليم، موضحا أن الحقبة القبطية سهل تدريسها وتبسيطها فى المناهج التعليمية.
الجريدة الرسمية