مفاجآت الرئيس
فاجأ الرئيس السيسي العالم بزيارته لكاتدرائية إخواننا المسيحيين بالعباسية، ليلة احتفالهم بذكرى ميلاد السيد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام..
لم تكن الزيارة متوقعة، ولم يسبقها أي إرهاصات أو مقدمات.. من المؤكد أن عمل الرجل كضابط في جهاز المخابرات الحربية، ورئيس له فترة من الزمن، قد انعكس على طريقة تفكيره وتناوله، بل إدارته لكثير من الأمور..
فهناك مسائل لا يعلن عنها حتى تتم، وأخرى لا يعلن عنها حتى بعد انتهائها والفراغ منها، ومسائل ثالثة يعلن عنها بفترة قصيرة أو طويلة قبل الشروع فيها، وهكذا.. وبغض النظر عن الوظيفة التي كان يشغلها الرجل، فإن طبيعة التحديات التي تواجهها مصر، داخليا وخارجيا، يجعل اللجوء للمفاجآت أمرا مفيدا ومطلوبا..
في هذه الزيارة، أكد السيسي على ترسيخ دولة المواطنة، وأن الجميع مصريون، وأن أي نهضة أو تقدم لن يتحقق إلا بمشاركة الجميع، إن إخواننا المسيحيين جزء من نسيج هذا المجتمع، لهم كافة حقوق المواطنة، وهم شركاء الوطن والقرار والمصير، وإن أي إهمال أو تجاهل لهم أو عدم إشراكهم في تحمل أعباء قضايا الوطن، يفقد المجتمع المصري ركنا أساسيا يستطيع أن يقدم الكثير، فضلا عن أنه يضر بالمصلحة العليا لمصر.
مرة ثانية، فاجأ الرئيس السيسي العالم أيضًا بزيارته للسادة القضاة في عيدهم بدار القضاء العالي.. صحيح أن الزيارة تم الإعلان عنها مسبقا بوقت قليل، وصحيح أيضا أنه اتبعت إجراءات أمنية مشددة - وهو أمر طبيعي وضروري - إلا أنه مما لا شك فيه أن الزيارة أعطت انطباعا عمليا باحترام الرجل للسلطة القضائية، وأنه داعم لها ولمكانتها ومنزلتها..
من المؤكد أن تحرك الرئيس للقضاة، يختلف كثيرا عن تحرك القضاة للرئيس.. هكذا يجب أن يكون الوضع بالنسبة للقضاة والسلطة القضائية، لا يأتون لكن يؤتى إليهم.. ومن المؤكد أيضا، أنها لفتة ذكية من الرجل ومن الذين يقترحون عليه أو يخططون له.
فهناك مسائل لا يعلن عنها حتى تتم، وأخرى لا يعلن عنها حتى بعد انتهائها والفراغ منها، ومسائل ثالثة يعلن عنها بفترة قصيرة أو طويلة قبل الشروع فيها، وهكذا.. وبغض النظر عن الوظيفة التي كان يشغلها الرجل، فإن طبيعة التحديات التي تواجهها مصر، داخليا وخارجيا، يجعل اللجوء للمفاجآت أمرا مفيدا ومطلوبا..
في هذه الزيارة، أكد السيسي على ترسيخ دولة المواطنة، وأن الجميع مصريون، وأن أي نهضة أو تقدم لن يتحقق إلا بمشاركة الجميع، إن إخواننا المسيحيين جزء من نسيج هذا المجتمع، لهم كافة حقوق المواطنة، وهم شركاء الوطن والقرار والمصير، وإن أي إهمال أو تجاهل لهم أو عدم إشراكهم في تحمل أعباء قضايا الوطن، يفقد المجتمع المصري ركنا أساسيا يستطيع أن يقدم الكثير، فضلا عن أنه يضر بالمصلحة العليا لمصر.
مرة ثانية، فاجأ الرئيس السيسي العالم أيضًا بزيارته للسادة القضاة في عيدهم بدار القضاء العالي.. صحيح أن الزيارة تم الإعلان عنها مسبقا بوقت قليل، وصحيح أيضا أنه اتبعت إجراءات أمنية مشددة - وهو أمر طبيعي وضروري - إلا أنه مما لا شك فيه أن الزيارة أعطت انطباعا عمليا باحترام الرجل للسلطة القضائية، وأنه داعم لها ولمكانتها ومنزلتها..
من المؤكد أن تحرك الرئيس للقضاة، يختلف كثيرا عن تحرك القضاة للرئيس.. هكذا يجب أن يكون الوضع بالنسبة للقضاة والسلطة القضائية، لا يأتون لكن يؤتى إليهم.. ومن المؤكد أيضا، أنها لفتة ذكية من الرجل ومن الذين يقترحون عليه أو يخططون له.
في هذه الزيارة، أكد الرئيس السيسي على إعلاء دولة سيادة القانون، واستقلال السلطة القضائية، وعدم التدخل في أحكام القضاء..
صحيح أن المؤسسة العسكرية تقف خلف الرئيس السيسي، كرئيس اختاره الشعب المصري عبر انتخابات نزيهة في هذه الفترة الحرجة، إلا أن الرجل لديه شجاعة اتخاذ القرار، وأنه يسعى إلى هدف مهم للغاية وهو لملمة والتئام اللحمة الوطنية، واستعادة مؤسسات الدولة لدورها ومكانتها، وهو ما يجب على الجميع أن يدفعوا في اتجاهها..
من ناحية أخرى، واضح أن الرئيس السيسي يحاول جهده ألا يقع في الأخطاء التي انزلق إليها الإخوان إبان حكمهم.. وهذا نوع من الذكاء السياسي، فقد عرف عن الإخوان أنهم لا يتعلمون من أخطاء الآخرين أو حتى من أخطائهم.. وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت الشعب المصري يثور عليهم، إذ كان من الصعب عليه أن يقبل حكاما يكررون نفس الأخطاء بسبب أنهم لا يتعلمون وليس لديهم استعداد لأن يتعلموا..
بهاتين الزيارتين، قطع الرئيس السيسي على الغرب فرصة المتاجرة بما جرت عليه عادته من قديم، وهي استغلال الفتنة الطائفية وتسييس القضاء للضغط والابتزاز..
بقى على الرئيس السيسي مهمة كبرى، وهي اقتحام الجهاز الإداري للدولة الذي يحتاج بالفعل إلى ثورة إدارية حقيقية، في تشريعاته ولوائحه، وإعادة هيكلته، بل تطهيره من العناصر الفاسدة والمفسدة.. لقد صار هذا الجهاز عائقا أمام جميع خطط التنمية، وما لم تحدث هذه الثورة، سوف نظل على عجزنا وفشلنا وتخلفنا، والله المستعان.
صحيح أن المؤسسة العسكرية تقف خلف الرئيس السيسي، كرئيس اختاره الشعب المصري عبر انتخابات نزيهة في هذه الفترة الحرجة، إلا أن الرجل لديه شجاعة اتخاذ القرار، وأنه يسعى إلى هدف مهم للغاية وهو لملمة والتئام اللحمة الوطنية، واستعادة مؤسسات الدولة لدورها ومكانتها، وهو ما يجب على الجميع أن يدفعوا في اتجاهها..
من ناحية أخرى، واضح أن الرئيس السيسي يحاول جهده ألا يقع في الأخطاء التي انزلق إليها الإخوان إبان حكمهم.. وهذا نوع من الذكاء السياسي، فقد عرف عن الإخوان أنهم لا يتعلمون من أخطاء الآخرين أو حتى من أخطائهم.. وكان هذا أحد الأسباب التي جعلت الشعب المصري يثور عليهم، إذ كان من الصعب عليه أن يقبل حكاما يكررون نفس الأخطاء بسبب أنهم لا يتعلمون وليس لديهم استعداد لأن يتعلموا..
بهاتين الزيارتين، قطع الرئيس السيسي على الغرب فرصة المتاجرة بما جرت عليه عادته من قديم، وهي استغلال الفتنة الطائفية وتسييس القضاء للضغط والابتزاز..
بقى على الرئيس السيسي مهمة كبرى، وهي اقتحام الجهاز الإداري للدولة الذي يحتاج بالفعل إلى ثورة إدارية حقيقية، في تشريعاته ولوائحه، وإعادة هيكلته، بل تطهيره من العناصر الفاسدة والمفسدة.. لقد صار هذا الجهاز عائقا أمام جميع خطط التنمية، وما لم تحدث هذه الثورة، سوف نظل على عجزنا وفشلنا وتخلفنا، والله المستعان.