الاتحاد الأوربي يواصل التدخل في الشأن المصري.. يدعو للإفراج عن نواب الإخوان المتورطين في قضايا إرهاب.. ولم ينشغل بانتهاكات حقوق الإنسان حول العالم
تدخل غير مبرر من البرلمان الأوربي بدعوته للإفراج عن 167 نائبًا انتخبوا في 2011، يقبعون حاليًا خلف الأسوار بسبب انتمائهم إلى جماعة إرهابية بحكم القانون، وصدر بحقهم أحكاما قضائية في جرائم إرهاب وعنف، إما بالمشاركة المباشرة أو التمويل أو التحريض.
مسلمو بورما
ورغم الأحداث الدامية الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 60 عامًا على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة الماغ بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما، حيث أذاقوا المسلمين الويلات وأبادوا أبناءهم وهجروهم قسرًا من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام آن ذاك إلا في القليل النادر.
لكن منذ عدة شهور استفاق العالم على واحدة من أبشع المجازر التي أودت بحياة المئات من مسلمي بورما بعد أن تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب التي أدمت القلوب وكشفتها صور انتشرت في الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية حيث قام البوذيون بإشعال النار في أجساد ومنازل المسلمين، ومن نجا من الحرق واجه مصيرا أبشع وهو الذبح أو السحل والضرب حتى الموت ولم نسمع الاتحاد الأوربى يتدخل ولا الدول التي تنادى بحقوق الإنسان ولكن إذا كان الأمر في بلادهم ومات شخص واحد قامت الدنيا ولم تقعد.
القضية الفلسطينية
عدد الجرائم التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، لا تحصي فمنذ ما يزيد عن نصف قرن وأيادي القتل تنهش في الجسد الفلسطيني، لدرجة أن المجزرة الأخيرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية بغزة، وصل عدد ضحاياها إلى 70 شهيدا، لا تظهر سوى كحلقة صغيرة من مسلسل التقتيل المستمر الذي أودى بحياة آلاف الفلسطينيين، حيث يتحدث التاريخ عن أكثر من مائة مجزة، ولم نسمع صوتا واحدا من المتشدقين بحقوق الإنسان في الغرب يتحدث عن هذه المجازر التي يروح ضحيتها المئات من الأبرياء وظل الاتحاد الأوربي متفرجا بدون شغب أو تنديد.
الولايات المتحدة
رغم أن الولايات المتحدة هي أكثر دول العالم صخبًا وضجيجًا بالحديث عن حقوق الإنسان وشعاراته، كما أنها الدولة الأكثر استخداما لورقة حقوق الإنسان في سياستها الخارجية، إلا أنها على صعيد الممارسة الفعلية تعد الدولة الأخطر على مر التاريخ التي انتهكت وتنتهك حقوق الإنسان، أما كل هذا الضجيج والصخب الأمريكي حول حقوق الإنسان لم يكن سوى ستارا، أخفى خلفه نزعة التوسع والسيطرة التي طبعت الإمبرطورية الأمريكية منذ نشأتها وقيامها فوق تلال من جماجم عشرات الملايين من الهنود الحمر، وهكذا فإن حقوق الإنسان كانت هي اللافتة التي اتخذتها الولايات المتحدة ستارا لارتكاب أبشع ممارسات انتهاكات الإنسان في تاريخ البشرية.
والتجاوزات التي أقرها الكونجرس نفسه على عدد من الجيش الأمريكي وأساليب التعذيب التي كان ينتهجها الأمريكان في سجن جوانتانامو، الذي بدأت السلطات الأمريكية باستعماله في سنة 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، ويوجد بأقصى جنوب شرق كوبا، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل جوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر، ولم نري موقف من الاتحاد الأوربي تجاه هذه القضية أيضا.
وسيظل الاتحاد الأروبي يتعامل مع القضايا بشكل غير واضح فيهتم ببعض المسجونين في بلد ولا يهتم بالقتل والتعذيب في نفس البلد بمنطق أنهم الكبار وعلى الكل السمع والطاعة ولكننا لم نعد نتعامل مع الشأن الداخلى إلا لما يتراءي مع مصلحة الدولة.