رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر في أسبوع.. «الطيب» يستقبل رئيس وزراء العراق.. يؤكد لـ«سفير كازاخستان» استعداده لتوفير مدرسي العلوم العربية والشرعية.. يلتقي بطريرك أثيوبيا والرئيس الفلسطيني.. ويبحث سبل مكاف


شهد الأسبوع المنقضي، نشاطا ملحوظا للدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر- استهله بلقاء رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، والوفد المرافق له.


هجمات إرهابية
وقال الدكتور أحمد الطيب - شيخ الأزهر - إن العراق كدولة كبيرة وشعب عريق بإمكانها مع مصر أن يصنعا الكثير؛ من أجل وقف ما دبر للمنطقة الإسلامية والعربية بإثرها، من هجمات وأعمال إرهابية.

وأضاف: "من حسن الطالع هذا العام، أن يتوافق ميلاد السيد المسيح مع المولد النبوي، فالتشرذم ليس من صالح الأمة".

المرجعيات الشيعية
وأشار شيخ الأزهر، إلى عودة المرجعيات الشيعية إلى الأزهر؛ لمراجعة القضايا التي قد يستغلها البعض في الصراعات، ووعد بزيارة العراق بهدف لم شمل الأمة الإسلامية والعربية.

كما أكد الطيب، على استعداد الأزهر لتقديم كل ما يمكن من أجل وحدة واستقرار العراق، معلنًا مشاركة الأزهر بكل الوسائل التي يملكها من أجل ذلك.

وقال الدكتور حيدر العبادي: "إن مصر والعراق لهما عمق في الحضارة الإنسانية والإسلامية، وهذا يؤسس للقيام بدور فعال في صد المشروع الخبيث الذي أدى إلى اقتتال المسلمين وتشرذمهم"، مضيفا أن البعض يستفيد من الاستقطاب الطائفي الذي يحشد له من أجل مصالحه الشخصية.

وأضاف رئيس الوزراء العراقي "أننا نسعى إلى تقليل السلبيات في دولة العراق والتوازن في تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي في الحكومة، بعيدا عن المحاصصة الطائفية"، مشددا على أنه لا يجوز لأي مسئول أن يتعامل مع أي فرد من أفراد الشعب على أساس معتقده.

لقاء سفير كازاخستان
واستقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، سفير كازاخستان بالقاهرة بيريك أرين، والدكتور جودة بسيوني - رئيس جامعة نور مبارك بكازاخستان.

وأعرب سفير كازاخستان، عن تقدير بلاده لجهود الإمام الأكبر في نشر قيم التسامح والفكر الوسطي الذي ينبذ التطرف والتشدد، مشيدًا بدعم الأزهر المستمر لدولة كازاخستان في المجالات العلمية والثقافية.

وقدم السفير شرحًا وافيًا عن الأوضاع الثقافية والدينية والاجتماعية بكازاخستان، مؤكدًا أنه لا مانع لدى حكومة دولته من دراسة طلاب كازاخستان في الأزهر الشريف، بعد موافقة الشئون الدينية هناك.

تصحيح المفاهيم الخاطئة
ومن جانبه، رحب الإمام الأكبر بالسفير الكازاخستاني، مبديًا استعداد الأزهر الشريف لتوفير مدرسين مؤهلين لتدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية في مدارس كازاخستان، متمنيًا أن يكون أبناء كازاخستان الدارسون بالأزهر الشريف سفراءً له، وذلك لتصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المغلوطة، ونشر تعاليم الإسلام السمحة في بلادهم.

والتقى الدكتور أحمد الطيب، بالبابا متياس الأول - بطريرك أثيوبيا - بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، وذلك في إطار زياة بطريرك أثيوبيا إلى مصر.

ترحيب أزهري بالبابا
في بداية اللقاء، رحَّب الإمام الأكبر بالبطريرك متياس الأول في رحاب الأزهر الشريف، وفي لفتة إنسانية منه أمر الطيب – بعد علمه بصيام الوفد- برفع كل المشروبات عن جميع الحاضرين، مؤكدًا أن أثيوبيا لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين؛ إذ هي الحاضنة الأولى للإسلام التي أنقذته في مهده وصباه، حين تعرض كفار قريش للمسلمين بالتنكيل والعذاب، وقد لقي المسلمون الأوائل ترحيبًا من أهلها وملكها الذي أحاطهم برعايته وكرمهم أيما تكريم.

وأضاف شيخ الأزهر: "لدينا تراث عميق في الإسلام والمسيحية، تعلمنا منه أن الأديان كلها تدعو للسلام الاجتماعي، وأن المشكلة ليست في الأديان، وإنما في بعض أتباعها الذين يستغلونها لمصالحهم الشخصية، والإسلام لا يجعل من نفسه دينا بعيدا عن جميع الأديان، إنما هو مرتبط بها من لدن آدم مرورا بعيسى وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم".

تعميق التعاون
وأوضح الطيب، أن نصوص القرآن والسنة النبوية هي التي دفعتنا لتعميق اللحمة والمودة بين المصريين جميعا، وبناء على ذلك تأسس بيت العائلة المصري الذي يعمل على ترسيخ قيم المواطنة.

وأكد شيخ الأزهر، أن نهر النيل يجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين المصري والأثيوبي، ويكون مصدر خير لهما، ويزيد من المحبة والمودة بينهما مع احتفاظ الجميع بحقوقه المتساوية في هذا النهر العظيم، إذ لا يمكن أن يرتوي منه أحد على حساب عطش الآخر، مضيفًا: "أننا لا نتوقع من الشعب الأثيوبي إلحاق الضرر بالمصريين؛ لأن هذا ضد التعاليم الدينية، وضد كل القيم الإنسانية".

إشادة أثيوبية
من جانبه، أشاد البطريرك ماتياس الأول بجهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، بنشر روح المودة والمحبة بين أبناء الشعب المصري وكافة الشعوب، وذكر: "أننا في أثيوبيا لدينا مؤسسة تضم كل الأديان المختلفة"، مشددا على أن كل المشاكل والقلاقل التي تحدث في مجتمعاتنا هي في حقيقتها مفتعلة ومدبرة من الخارج.

تعميق العلاقات
ودعا إلى ضرورة أن يعمل رجال الدين الإسلامي والمسيحي على نشر قيم المحبة والسلام، مؤكدًا سعيه لتعميق العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة الأثيوبية.

استقبال الرئيس الفلسطيني
واستقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن"، والوفد المرافق له.

وتناول اللقاء، التأكيد على نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره، وفي الوقت ذاته إدانة الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكافة الأنبياء عليهم السلام، وسائر المقدسات والرموز والقيم الدينية العليا.

وطالب الإمام الأكبر والرئيس الفلسطيني، الإعلام الغربي بالالتزام بحرية التعبير المسئولة التي لا تسيء إلى مقدسات الآخرين ومعتقداتهم، مؤكدين أن التجاوزات في هذه القضية لن تخدم السلام الاجتماعي والحوار والتفاهم بين الشعوب والحضارات المختلفة.

تطورات الوضع الفلسطيني
وتطرق الحديث إلى بحث تطورات الواقع الفلسطيني، ومستجدات الأحداث الجارية في العالمين العربي والإسلامي، خاصة الأوضاع في مدينة القدس المحتلة والانتهاكات التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق المسجد الأقصى والشعب الفلسطيني الأعزل.

وأطلع الرئيس الفلسطيني، الإمام الأكبر على الجهود المبذولة من أجل الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وطالب الإمام الأكبر الدول المحبة للسلام بأن تتحد من أجل إصدار قرار دولي واضح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الجريدة الرسمية