رئيس التحرير
عصام كامل

القضاء المصري والأقباط


بداية، لابد من القول، إننا نحترم القضاء، ونجل أحكام القضاء، وليس من الممكن بأى حال أن يكون مقالي هذا للتشهير بالقضاء المصري ولكنه صرخة ألم نيابة عن مظلومين وقعوا تحت تطرف عدد من القضاة نحوا القانون جانبا وحكموا حسب أيديولوجياتهم ربما إخوانية أو سلفية ولكنها ليست مصرية.


جرجس برومي المتهم باغتصاب فتاة بمدينة "فرشوط" بمحافظة "قنا" شاب مصري قبطي فقير حكمت محكمة جنايات قنا برئاسة المستشار "أحمد عمران" حكمها بالسجن المشدد خمسة عشر عامًا على "جرجس بارومي"، وإلزامه بدفع 5001 جنيه تعويضا رغم وجود أدلة قاطعة أن المتهم لم يقترف هذا الفعل، ويعاني عنة جنسية؛ كما أن التحاليل التي أجراها الطب الشرعي تؤكد ارتفاع نسبة الأنوثة عند جرجس، بما يزيد من ضعف الحد الأقصى للذكر وهذا ما أكدته لجنة الأطباء الشرعيين والعجيب أن المحكمة أهدرت في رفضها مناقشة استشاري الذكورة.

كيرلس شوقي عطا الله 32 سنة من قرية المحاميد بحري أرمنت متهم بازدراء الإسلام بعد أن هاجمه أهالي القرية من المتشددين دينيًا، محاولين إشعال النيران بمنزله وقتله هو وأسرته، وتمت إحالته إلى محاكمه عاجلة يوم 3 يونيو ثم قررت محكمة جنح أرمنت حجز القضية إلى جلسة 24 يونيو للنطق بالحكم وفي جلسة 24 يونيو أصدرت المحكمة حكمًا يقضي بمعاقبة كيرلس بالسجن لمدة 6 سنوات و6000 جنيه كفالة.

الطفل "جمال عبدة مسعود " 16 سنة والذي حُكم عليه بالسجن المشدد 3 سنوات لنشره صورة على الفيس بوك يشار إلى أنها تسيء للإسلام، وقد اندلعت أعمال عنف طائفى استهدفت قرى منقباد وبهيج والعدر ودار السلام وأعقب ذلك تهجير أسرته من قريتها في مطلع عام 2012.

دميانة عبد النور مدرسة مادة التاريخ والجغرافيا الشابة التي حكم عليها حكم جائر، بعد تواطؤ أحد الآباء المترفين مع عدد من المدرسين فأُدينت المعلمة المصرية المسيحية دميانة، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي، وحُكم عليها من قبل محكمة الأقصر بدفع غرامة مالية، وحكم عليها بدفع غرامة مقدارها 100.000 جنيه مصري (14.000 دولار أمريكي). هذا وكانت المعلمة دميانة قد اتُهمت من قبل ثلاثة طلاب في الصف الرابع، بإهانة النبي محمد وقدم أولياء أمور الطلاب الثلاثة شكوى ضد المعلمة يتهمونها فيها بازدراء الدين الإسلامي. وبعد عدة أيام، تم اعتقال المعلمة دميانة على ذمة التحقيق، وأطلق سراحها بعد وقت قصير بكفالة قدرها 20.000 جنيه مصري (2.870 دولار أمريكي)

بيشوي كميل حكم عليه بتهمة ازدراء الأديان بالسجن 6 سنوات رغم أن حساب الفيس بوك مزيف ومنسوب إلى بيشوي وقام من خلاله بإهانة الدين الإسلامي ورئيس الدولة رغم ظهور الفاعل الحقيقي واعترافه، على من ساعده على مغادرة البلدة والهروب منها، وعندما قال والد بيشوي لرئيس مباحث طما إنه مزيف وهناك شهود على الفاعل الحقيقي كان ردا يظهر تعصبا وعنصرية فجة ( يا أستاذ كميل انتوا مجبتوش أي حاجة جديدة، الاثنين مسيحيين زي بعض، يعنى واحد يسد وخلاص) فاعترض على كلامه وقال له (يا بيه ابني بريء والفاعل الحقيقي طليق) وقضى عليه بحكم 6 سنوات والفاعل الحقيقى ما زال طليقًا فهل هذا حلال أم حرام؟؟؟ فالقضاء المصري تجاهل شهادة الشهود وأدله براءة ابني نتيجة مظاهرات السلفيين.

كرم صابر الروائي والحقوقي مدير مركز الأرض لحقوق الإنسان حكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات في القضية المتهم فيها بازدراء الأديان بسبب مجموعته القصصية «أين الله»، التي شهد لها الصحافة المصرية أنها ضربة موجعة جديدة للإبداع والمبدعين بعد قيام مجموعة من المنتمين للتيارات الدينية برفع دعوى قضائية ضد الروائى كرم صابر ومجموعته القصصية في أبريل من عام 2011، يتهمونه فيها بازدراء الأديان لإصداره مجموعة قصصية تحمل اسم «أين الله»، بعد أن أصبحت تهمة ازدراء الأديان هي العصا التي تلوح بها التيارات الدينية.

مراد سعد خليل محامي أصدرت محكمة جنح بندر ثان أسيوط، برئاسة المستشار محسن محمد جابر، رئيس المحكمة، قرارها غيابيا بتهمة ازدراء الأديان، لمدة عام مع الشغل والنفاذ كما قضت عليه بسداد كفالة 500 جنيه، وتغريمه 10 آلاف جنيه للمدعي بالحق المدني أحمد محمد عبد الرحيم، كتعويض مدني.

ومن الغريب أن يحكم على ونيس بسنة ونصف السنة مع إيقاف التنفيذ !! رغم أنه قبض عليه في حالة تلبس مع نسرين على قراعة الطريق !! أما جرجس بارومي فقد صُفع بـ 15 سنة سجن، هذا رغم إثبات الطب الشرعي أنه معدوم الرجولة ولم يضبط متلبسا، وما زال ينفذ الحكم بقرار سياسي من أشهر ترزى في تاريخ مصر الحديث.

رغم زيارة السيد الرئيس السيسي للكاتدرائية يوم عيد الميلاد وفرح الأقباط سيظل سؤال الأقباط من يرفع الظلم عنهم ومتى ينتهى العمل بقانون ظالم " ازدراء الأديان " المسلط على رقابهم ومن الذي يزدري الأديان ؟
ترى هل يصدر الرئيس قرار عفو لهؤلاء الضحايا؟..
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية