«فيتو» ترصد عنصرية الولايات المتحدة في يوم الحرية الدينية الوطنى.. 5 آلاف جريمة كراهية في عام واحد.. وإغلاق مؤسسات الإغاثة للمسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر
قوانين كثيرة تُصدرها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل الحرية واحترام حقوق الإنسان، ولكنها مجرد حبر على ورق، أحداث كثيرة تفتعلها أمريكا تصل أحيانًا إلى خوض حروب بحجة الدفاع عن الحقوق والحريات، ولكن ما يحدُث في الواقع يخالف تمامًا للقوانين الصادرة.
وبمناسبة يوم الحرية الدينية الوطنى في الولايات المتحدة رصدت "فيتو" العنصرية التي تقوم بها الولايات المتحدة من تفرقة بسبب الجنس والدين وارتكاب جرائم ضد الآخرين على أراضيها.
التفرقة العنصرية
تتباهى الولايات المتحدة الأمريكية بالديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الإنسان، التي تتخذها ذريعة للتدخل في شئون الدول الأخرى وتصل بها أحيانا أن تقسم بعض الدول بين معتدل ومتطرف، حتى أنه وصل بها الأمر إلى الدخول في حروب باسم الحقوق والحريات.
مرت أكثر من 150 عامًا على قانون "تحرير العبيد" الذي أعلنه "أبراهام لينكولن" الرئيس الأمريكى الأسبق، وخمسون عامًا أخرى على الحركة الاحتجاجية التي قادها القس الأسود "مارتن لوثر كينج" ضد التمميز بحق أصحاب البشرة السوداء والاضطهاد والمعاملة السيئة، ولا زالت أمريكا تتشدق بالعنصرية ضد السود ودائمًا ما يتم إسقاط الملاحقات القضائية بحق مرتكبى الجرائم العنصرية ضد السود والتي تصل أحيانا إلى تبرئتهم لأنهم ينتمون إلى مجتمع البيض.
بدأت الحضارة الأمريكية بإبادة وطرد السكان الأصليين واستعمار واحتلال أرضهم، ففى بدايتها تشكلت الولايات المتحدة الأمريكية من عناصر أنجلوساكسونية كان الغالب عليها هو العرق البريطاني الأبيض، قاموا بشن حملة إبادة شاملة ضد الهنود الحمر السكان الأصليين، وكان المقاتلون الأنجلوساكسون يتنافسون على من يقتل أكثر من الهنود الحمر، وهذا يدل على أن أمريكا ارتوت من منبعين دماء الهنود الحمر وعرق الأفارقة، فقد أباد البيض في مستعمراتهم الجديدة نحو 5.18 ملايين هندي دون أن يرف لهم جفن أو يعانوا من أي وخز للضمير.
الكراهية
5 آلاف جريمة، و542 ضحية، عدد جرائم الكراهية التي تم ارتكبت في أمريكا، حسب التقرير الصادر عن مكتب التحقيقات الاتحادية FBIعام 2009، وذكر التقرير أن هذه الجرائم بها نسبة 72.6% ضد السود بالمجتمع الأمريكى.
وذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" أن شرطيًا أبيض يقتل مواطنًا أسود بمعدل مرتين أسبوعيًا في أنحاء الولايات المتحدة، نقلًا عن إحصائيات حكومية، وفقا للأرقام المسجلة في الفترة من 2005 إلى 2012، وتبين الإحصائيات أن 18% من السود الذين قتلوا خلال هذه الفترة كانوا تحت 21 عامًا.
التفرقة الدينية
أما ما يخص التفرقة الدينية والتي بدأت منذ أحداث 11 سبتمبر ضد المسلمين المتواجدين بالولايات المتحدة الأمريكية، فقد كشف تقرير مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" عن ارتفاع حالات التفرقة ضد المسلمين بعد أحداث سبتمبر، إلى جانب حالات التمييز التي ارتفعت بثلاثة أضعاف عن عام 2000 الأمر الذي أدى إلى تردى أوضاع حقوق المسلمين المدنية في أمريكا.
1516 عدد الشكاوى المقدمة من المسلمين عام 2000 بسبب تعرضهم للانتهاكات في هذا العام، تم تقديم هذه الشكاوى بناءً على وقوع حوادث تمييز وصلت إلى 1717، بالإضافة إلى وجود 525 شكوى أخرى غير مرتبطة بأحداث 11 سبتمبر عام 2001.
ولفت التقرير إلى تضرر 2250 مسلما من هذه الانتهاكات بصورة مباشرة في 2000، واستجواب 5 آلاف مسلم على ذمة التحقيقات، بينما وصل عدد المسلمين المتضررين من أحداث 11 سبتمبر 2001 إلى 60 ألف مسلم، منهم 50 ألف من المتبرعين لمؤسسات الإغاثة المسلمة بالولايات المتحدة الأمريكية التي تم إغلاقها.
وأضاف التقرير أن ضحايا موجة الاعتقالات وصل عددهم مابين 1200 إلى 1700 مسلم وعربى مقيم في أمريكا، وأن أكثر من 190 مسلما مسافرًا بالمطارات الأمريكية تعرض لسياسات التمييز والاستهداف العرقى خلال عام 2000.