رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. سكان العقار «15» بطالبية الهرم يواجهون الموت.. و«المحافظة آخر طناش».. «فوزي»: حياتنا تحولت لكابوس.. «محمد»: مستنين لما نموت وبعد كده يدفعوا تع


تصريحات كثيرة يمطرنا بها المسئولين عقب وقوع أي كارثة، ووعود بالتحرك لمواجهة أي أخطار تهدد المواطنين قبل تفاقمها، ولكن بمجرد أن تهدأ سخونة الحدث، تذهب التأكيدات أدراج الرياح، ليستيقظ الجميع على فاجعة جديدة أشد مأساة من سابقتها.


في شارع الأنوار بحي الطالبية بمنطقة الهرم، يقع العقار رقم "15"، والذي يطلق عليه مالكه والقاطنين فيه «عقار الموت»، حيث يوجد بمدخله غرفة تحوي مولدًا يغذي منطقة الطالبية بالتيار الكهربائي، ومنذ أشهر عديدة حدث تصدع في الأرض المبني عليها العقار، فتسربت مياه الصرف الصحي لتغرق هذا المولد من كل جانب، ما أدي إلى حدوث ماس كهربائي يصيب الأهالي بالحرائق والانفجارات اليومية، والتي راح ضحيتها طفلا، بجانب إصابة العديد بالحرائق، في ظل غياب تام لمسئولي الحي ومحافظة الجيزة.

«فيتو» ذهبت إلى «عقار الموت» لتنقل لكم هذه المأساة.

مياه الصرف الصحي
في البداية قال محمد فوزى، مالك عقار الموت، نعاني من كارثة حولت حياتنا إلى كابوس نري من خلاله الموت مئات المرات في اليوم الواحد، حيث يحوى مدخل العقار الذي أملكه غرفة لتوليد الكهرباء، تغذي منطقة الطالبية بالكامل بالتيار الكهربائي، مضيفًا: الكارثة التي نعيشها تتمثل في أن تلك الغرفة تغرقها مياه الصرف الصحي من كل جانب، الأمر الذي أحدث ماسًا كهربائيا، أدي إلى وقوع عدة انفجارات وحرائق.

خطاب اعتذار
وأكد «فوزي»، أتكبد كل يوم العديد من التلفيات، وكان من آخرها حدوث تصدع بالعقار، هذا بجانب المخاطر الناتجة من الانفجارات والحرائق التي تقع بسبب الماس الكهربائي، وهو الأمر الذي يعرض حياة السكان للخطر، موضحًا أن العقار أصبح منخفضا عن مستوى الأرض، الأمر الذي تسبب في وصول مياه الصرف الصحى إلى مولد الكهرباء.

وقال: "تقدمت بعدة شكاوى إلى رئاسة الحى، ووزارة الكهرباء، لكي يجدوا حلًا لهذه الكارثة، وانتظرت أن يأتي أي مسئول لمعاينة العقار، ولكن لم يحضر أحد، ولم يصلني سوي خطاب اعتذار من شركة الكهرباء، أكدوا فيه أنهم سيقومون بنقل المولد من مدخل العقار، ولكن حتى الآن لم يأتي أحد، قائلًا «مفيش حد سائل فينا»، مشيرًا، أنه للتغلب على هذه الكارثة في ظل غياب المسئولين، اضطر لاستئجار عربات شفط المياه، وتصل تكلفتها إلى 150جنيهًا يوميًا، قائلًا: هذا الأمر يحملني عبئًا إضافيًا، لكن لابد منه لتقليل منسوب المياه.

ضحية وعدة إصابات
وأضاف محمد محمود، أحد قاطني عقار الموت، أنهم يعيشون حياة مليئة بالرعب، بسبب الانفجارات والحرائق التي يحدثها مولد الكهرباء، مؤكدًا: أن آخر انفجار وقع أودي بحياة ابن أخته، حيث سقط من شرفة المنزل بعد حدوث هزة في العقار عقب الانفجار، بجانب إصابة إحدى السيدات بحروق في أيديها بالعقار المجاور لنا، والتي كانت متواجدة بشرفة منزلها في نفس اللحظة، مشيرًا: لم يكن هذا الحادث هو الوحيد، فقد أصيب أحد العمال بحروق بالغة الأثر، إثر تعرضه للصعق بالكهرباء أثناء إصلاحه عطلًا بالمولد.

تعويض على أرواحنا
وطالب «محمد»، المسئولين بضرورة نقل هذا المولد بعيدًا عن العقار، مشيرًا: أنه يشكل خطرًا كبيرًا على حياته هو وأسرته، وجميع السكان، بالرغم من أن الحلول التي تنهي هذه الكارثة موجودة، مبينًا «شركة الكهرباء بتتعنت في تنفيذ أي شئ يحمينا من الضرر، خوفًا من تكبد خسائر مادية»، قائلًا «هما مستنيين لما نموت وبعد كده يدفعوا تعويض على أرواحنا لأنهم مستخسرين يدفعوا فلوس عشان ينقلوا المولد اللى معيشنا بين الحياة والموت».

حياة بطعم الجحيم
وبكلمات مختلطة بالدموع، قالت «أم ملك»، والدة الطفل الذي وقع ضحية في عقار الموت، «ابنى خلاص ضاع بسبب كابينة الكهرباء، وقع من البلكونة على دماغه ومات، ومفيش حاجة هتعوضنى عنه ولا هتريح قلبى اللى راح معاه»، لافتًة: أنا بعيش جحيم لا ينتهى، حيث يوجد مولد الكهرباء أسفل منزلي، مما يزيد من حرارة المنزل، وهو الأمر الذي لا أقوى على تحمله، بالإضافة إلى الانفجارات التي تقع باستمرار، قائلة: "تقدمنا بالعديد من الشكاوى، وما فيش مسئول سأل فينا، هما سيبنا كده وسط النار، وحتى لما ابنى مات ما فيش حد جاني يقولى البقاء لله كل ما أطالب به أن يتم نقل هذا المولد من هنا".
الجريدة الرسمية