رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «فيتو» تلتقي بأقدم بناة السد العالى.. «الراوي»: عاصرت بدء المشروع منذ 1952.. شاهدت «تيتو» يقدم الروس لـ«عبد الناصر».. لن أنسى زملائي الذين مات


تحتفل محافظة أسوان، اليوم الخميس، بعيدها القومى بمناسبة الإنتهاء من مشروع السد العالى، والذي يوافق 15 يناير من كل عام، وتبدأ الاحتفالية من رمز الصداقة المصرية السوفيتية.


التقت "فيتو" الحاج محمود حسين الراوي "84 عاما"، مقيم بمنطقة كيما، أحد بناة السد العالى وهو أكبرهم سنًا وأقدمهم عملًا في المشروع العملاق منذ أن كان مجرد فكرة، ورصدت الأنواط والأوسمة التي حصل عليها، بدءا من عمله في السد العالى في سن 21 عامًا وحتى خروجه على المعاش في الـ65 من عمره.

بدء بناء السد فعليا
بداية قال الحاج محمود الراوى "إن الجميع يعتقد بدء مراحل مشروع السدالعالى في عام 1960 بالرغم من أن البدء الفعلى عام 1952 أي قبلها بثمانى سنوات كانت جميعها مراحل أبحاث".

وأوضح أن بداية العمل بالمشروع كانت في أكتوبر 1952 مع وضع الألمان لأول خطوط جيرية أثناء إجراء الأبحاث الخاصة بالمشروع، ثم بدأ الفرنسيون في إجراء أبحاث أخرى، لافتا إلى أن عام 1956 شهد تآمر الغرب على المشروع حيث رفض البنك الدولى إعطاء قروض لمصر لتمويل المشروع ".

العدوان الثلاثي
وأضاف:" قرار الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس حتى يستطيع البدء في إنشاء السدالعالى من خلال مواردها وخاصة عقب عدوان بريطانية وفرنسا وإسرائيل على مصر، وكان "ناصر" لديه إصرار على تمويل المشروع واستكماله، ثم جاء "تيتو" في ذلك الوقت وعرف الرئيس بالخبراء الروس ليبدءوا أبحاثهم من جديد في عام 1958، واستمرت لمدة سنتين حتى أول يناير 1960 ".

وأشار إلى أنه شاهد الرئيس وبصحبته الرئيس تيتو، ونهرو، والملك محمد الخامس، أثناء تفقدهم لأعمال المشروع، موضحا أن عدد العاملين بالمشروع وقتها كان قليلا.

وتابع "الراوى":" كنت أعمل على إحدى الحفارات التي تجس الأرض وتستخرج العينات التي تصنع منها الأساسيات، وكان معنا دائمًا في أرض المشروع المهندس إبراهيم زكى قناوى، نائب رئيس الهيئة، وأحمد السعيد نائبه، ومهندسى معمل البحوث وهم أول من بدءوا في إنشاء السد العالى، ومعهم المهندس وليم كامل شنودة، والمهندس أحمد حسنين".

ذكرياته مع عبد الناصر
ويحكى عن ذكرياته مع جمال عبدالناصر "كنت أراه في المشروع بين العمال وتفصل بينى وبينه أمتار قليلة ولكن لم أتحدث إليه إطلاقًا طوال فترة عملى بالمشروع، ودائمًا أتذكر حضوره عقب نكسة 67 على مصر وهو يرتدى القميص النصف كم يقف وسط العمال أثناء العمل في منسوب 114.

ضحايا السد
أما عن أصعب المواقف الذي مر بها " كنت مستقل بلدوزر على منسوب السدالعالى وفى نصف الطريق قُطع السلك الموصل بالماكينات وحاولت أن أتماسك لأن في حالة عدم تماسكى تسقط السيارة في نهر النيل وظللت عدة ساعات لحين تم استبدال السلك وتم إنقاذى، كما توفى أحد زملائى أمام عينى وهو شاب من منطقة العقبة في أسوان وكان يعمل مع الألمان أثناء عمله كسرت أحد الماكينات وسقطت على رأسه فصلتها عن جسده، فضلًا عن زميل آخر توجه إلى تعبئة مياه من نهر النيل لوضعها في الماكينات ولم يعد وعقب مرور عدة ساعات تم الاستعانة بغطاس بلدى استخرجه من المياه بشبكة الصيد الخاصة به جثة هامدة".

أوسمة وأنواط
أنهى الراوى كلامه قائلًا" إنى فخور بمشاركتى في العمل بمشروع السدالعالى ومن أسعد اللحظات التي لا أنساها تكريم العمال وإهدائهم أوسمة وأنواط تمييز وأخرى لمشاركتهم في المشروع العظيم وأحكى لأبنائى وأحفادى عن بداية العمل في مشروع السدالعالى حتى الآن.

دعاؤه لـ "السيسي"
ووجه "الراوي" كلمة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلا "ربنا يقويك ويكفيك شر الظالمين وبقدومك مصر ستكون الأفضل ومتفائلين خيرا بك".
الجريدة الرسمية