رئيس التحرير
عصام كامل

5 مكاسب تحققها إسرائيل من هجمات "داعش".. تشويه المقاومة الفلسطينية.. الكيان الصهيوني "وطن قومي لليهود".. ظهور زعماء الاحتلال في المحافل الدولية.. هدم القضية الفلسطينية.. ارتفاع أسهم اليمين الإسرائيلي


في ظل الاعتداءات الإرهابية المتتالية لتنظيم "داعش" والتي كان آخرها الأحداث الدامية التي شهدتها باريس الأسبوع الماضي والاعتداء على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، وقتل 17 أغلبهم من الصحفيين بالإضافة إلى الاعتداء على المتجر اليهودي بباريس ما أسفر عن سقوط ضحايا.


واستفادت إسرائيل من تلك الاعتداءت التي شنها التنظيم الإرهابي وحققت العديد من المكاسب، والتي كان من أبرزها ظهور إسرائيل كدولة محاربة للإرهاب بعد حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من المسئولين في المسيرة التي نظمها الرئيس الفرنسي لزعماء العالم ضد الإرهاب، ولا سيما استقبال الحكومة الإسرائيلية أمس لجثث اليهود الأربعة الذي لقوا حتفهم أثناء حادث المتجر اليهودي الأسبوع الماضي محاولين من ذلك محو الانتهاكات الإسرائيلية والمجازر التي يرتكبونها في حق الفلسطينيين الأبرياء.

وطن قومي لليهود
استغلت إسرائيل أحداث فرنسا الدامية للترويج بأن اليهود قلة تتعرض للاضطهاد في كل أنحاء العالم، بالإضافة إلى محاولة إقناع اليهود بأن إسرائيل الوطن القومي لهم، حيث دعا بنيامين نتنياهو اليهود الفرنسيين للهجرة إلى إسرائيل، بعد أن قتل 17 شخصا في هجمات داعش، بينهم أربعة يهود.

أكاذيب نتنياهو
وقال نتنياهو في نداء وجهه إليهم "إلى جميع اليهود في فرنسا، وفي أوربا، أريد أن أقول لكم إن إسرائيل ليست فقط الوجهة التي تتوجهون إليها في صلواتكم بل هي وطنكم أيضا"، وأضاف نتنياهو أن الإسلام الراديكالي هو تهديد للحضارة الغربية ولليهود.

فيما سعت حكومة الاحتلال من ناحية أخرى للترويج لتلك الفكرة من خلال إصرارها على استقبال جثامين القتلى اليهود الأربعة ودفنهم في مقابر بالقدس، وذلك على الرغم من أنه طلبت من كل عائلات القتلى اليهود الفرنسيين الأربعة دفع مبلغ 50 ألف شيكل مقابل دفنهم في إسرائيل.

تشويه المقاومة الفلسطينة

أما المكسب الثاني والأهم لدولة الاحتلال فهو تشوية المقاومة الفلسطينة من خلال ربط أحداث باريس بالهجمات التي تشنها المقاومة ردا على انتهاكات الاحتلال وتشبيهها بالاعتداءات الإرهابية التي يشنها تنظيم داعش.

وصرح رئيس الكنيست الإسرائيلي "يولي أدلشتاين"، خلال اجتماعه اليوم مع وفد من زعماء اليهود في أوربا، زاعما أنه على الجميع أن يدرك الآن أنه لا فرق بين الإرهاب الحمساوي وذاك الذي يمارسه تنظيم داعش.

زعماء الاحتلال في المحافل الدولية
أما المكسب الثالث والأكثر أهمية بالنسبة للاحتلال عامة ولليمين الإسرائيلي بشكل خاص، فهو زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومشاركته في المسيرة التي شارك فيها زعماء العالم ضد الإرهاب، وظهوره في الصفوف الأولى للمسيرة برفقة عدد من المسئوليين الإسرائيليين أبرزهم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان الذي ينتمي لتيار اليمين المتطرف، حيث يعد المكسب الأول هو الظهور الإسرائيلي بين زعماء العالم وارتفاع مكانة دولة الاحتلال دوليا، وارتفاع أسهم اليمين الإسرائيلي وبنيامين نتنياهو أمام المواطنين، خاصة مع اقتراب انتخابات الكنيست في مارس القادم.

هدم القضية الفلسطينية
ساعدت هجمات داعش أيضا في هدم مساع الفلسطينيين أمام العالم للحصول على حق الاستقلال خاصة مع انضمامهم إلى الجنائية الدولية والاقتراب من محاكمة زعماء دولة الاحتلال بتهم جرائم الحرب، وكانت دولة فرنسا أحد أبرز الدول الأوربية التي ساعدت فلسطين في التوجه بمشروع قرار لمجلس الأمن الشهر الماضي يطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وصوتت باريس لصالح المشروع الذي تم رفضه، مما يجعل معظم دول أوربا تلتفت إلى محاربة الإرهاب متاجهلين القضية.

ومن جانب آخر، زعم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أن الادعاء بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو سبب الإرهاب في العالم لا يعدو كونه هراء، مشيرا إلى أن الدول الأوربية والولايات المتحدة تدرك ذلك.

ورأى يعلون أنه يجب على القيادة الإسرائيلية أن تذكر اليهود في انحاء العالم بأن إسرائيل هي الدولة القومية اليهودية ويمكنها استقبالهم في أراضيها.

وانتقد يعالون ما وصفه بالنفاق الأوربي، مؤكدا مع ذلك أن دولة إسرائيل ليست منعزلة ولا تخضع للمقاطعة.

موضحا أن الفلسطينيين لا يفهمون أنهم يدفعون ثمنا أكبر من الثمن الذي ستدفعه إسرائيل إذا توجهوا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
الجريدة الرسمية