«المنوفية» خارج نطاق الخدمة.. المحافظة تدفع ثمن تعيين «شيرين» إرضاءً للجنزوري.. «الصحة في النازل والتعليم في الضياع».. صيانة الطرق في إجازة.. وحركة المحليات المسمار الأخي
"أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أرعى مصالح الشعب والوطن، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أؤدي عملي بالذمة والصدق"، قسم أداه اللواء أحمد شيرين فوزي محافظًا للمنوفية، في سبتمبر 2013 أمام رئيس الجمهورية المؤقت وقتها المستشار عدلي منصور.
وجاء اختياره من قبل اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية وقتها وإلى الآن، تبعه بأول تصريح له عقب القسم قال فيه: "أطمئن شعب المنوفية الكريم أني سأبذل قصارى جهدي لإرضائه في جميع المجالات من طرق وكباري وصحة وتعليم ونظافة".
المحافظة استقبلت المحافظ الجديد بكل ود وترحاب بعد 8 شهور عجاف، خلت فيها المحافظة من منصب المحافظ، بعد تولي محافظها محمد على بشر حقيبة التنمية المحلية في عهد المعزول محمد مرسي، ورفض الشارع المنوفي تعيين الإخواني أحمد شعراوي - مسئول قسم الفتيات بالجماعة – محافظًا للمنوفية.
مرت الأيام والشهور ولم يبر "شيرين" بالقسم، فلم يرعَ مصالح الشعب، وانشغل بالكرسي عن النزول للمواطنين، ولم تكن جولاته بالمحافظة إلا للشو الإعلامي فقط، ولم يحترم الدستور والقانون، ذلك الدستور الذي خرج للتصويت عليه كل أهل المنوفية، وحصلت المحافظة على المركز الأول في نسبة التصويت، ومركز أشمون على المركز الأول على مستوى الجمهورية، ذلك الدستور الذي جاء في مادته الثامنة "تلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير سبل التكافل الاجتماعي، بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين، على النحو الذي ينظمه القانون"، فلا العدالة تحققت، ولا الحياة الكريمة توفرت، وترسخت لدى المواطن المنوفي مقولة "مفيش فايدة"، مازلنا خارج حسابات اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية.
مرت الأيام والشهور ولم يف المحافظ بوعده الذي وعد شعب المنوفية به في أول تصريح بعد أداء القسم، فلم يستطع إرضاء المواطن في أي مجال من مجالات وعده، فالطرق تعاني الإهمال، ولم تمتد يد التطوير لها، وبعضها منذ عشرين سنة لم يجر لها أي عملية صيانة، والشوارع الرئيسية بالمحافظة تصرخ خاصة شوارع الحي الغربي بشبين الكوم، وشوارع مركزي أشمون وقويسنا، والكباري في خبر كان، والكوبري العلوي بشبين وكوبري مشاة الباجور شاهدان على ذلك.
أما عن الصحة والتعليم فحدث ولا حرج، فالخدمة الطبية على أسوأ ما يكون رغم الملايين المخصصة لتحسينها، ومستشفيات جميع المراكز ما عدا شبين الكوم لا تصلح للاستخدام الآدمي، والمنشآت التعليمية تحاصرها القمامة من جميع الجهات، إضافة إلى العجز الشديد في المدرسين، أما النظافة فقد تحولت المحافظة إلى مقلب قمامة كبير.
الطرق
أولى المشكلات التي تعانيها المحافظة منظومة الطرق، وتعاني الطرق العامة بالمحافظة الإهمال من قبل المسئولين، طريق القناطر - شبين الكوم وهو الطريق الرئيسي الذي يربط القليوبية بالمنوفية مرورًا بقرى أشمون والباجور وصولًا إلى شبين الكوم، يعد من أخطر الطرق التي لم تمتد إليها يد التطوير والصيانة منذ أكثر من 15 عامًا، فالطريق مليء بالحفر والمطبات العشوائية التي تصل إلى أكثر من 250 مطبًا كلها مخالفة للمواصفات.
بالإضافة إلى انعدام الرقابة عليه ويعد الطريق من أكثر طرق المحافظة في معدلات الحوافز، ولم يشهد قطاع الطرق تحسنًا إلا في مدينة شبين الكوم، إضافة إلى خلو أجزاء كبيرة منه من وسائل الإنارة الليلية، ما يزيد من معدل الحوادث عليه.
شوارع المدن يعجز المواطن عن السير فيها فما بالنا بالمركبات، شوارع شبين الكوم بدأت أعمال الحفر فيها منذ 8 شهور، في وقت واحد وحتى الآن لم تنته أعمال الصيانة فيها، ما نتج عن ذلك من شلل مروري في المدينة طوال اليوم، وبعد رصف طريق مبنى المحافظة والشوارع المحيطة بمديرية الأمن تم غلقها، إضافة إلى عمليات التحويل التي تبعت عملية الغلق والتي لم تكن مدروسة ووضعت بشكل عشوائي.
كذلك تأخر صرف التعويضات الخاصة بنزع ملكية أراضيهم، ما تسبب في توقف العمل بالطرق التي تصل الطريق الزراعي السريع بالصحراوي وخاصة محور التنمية الذي تم رصد 200 مليون جنيه للانتهاء منه منذ عامين.
الصحة
وتشهد العديد من المستشفيات العامة بمحافظة المنوفية بعض صور الإهمال التي تؤثر على مستوى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، فعلى الرغم من رصد الملايين من الجنيهات لتطوير منظومة العلاج والخدمات الطبية، فإن الأمور تسير من سيئ إلى أسوأ ومستوى الصحة "في النازل"، فهناك العشرات من المستشفيات التي مازالت تعاني قصورا شديدًا في الأجهزة الطبية، ونقصًا حادًا في بعض التخصصات الطبية، بالإضافة إلى هدم عدد آخر من المستشفيات، لتطوير أبنيتها، إلا أن أعمال البناء لم تبدأ حتى الآن، ما أدى إلى تحول أراضيها إلى مقالب للقمامة، وجراجات للسيارات.
التعليم
على الرغم من أن محافظة المنوفية من أقل المحافظات أمية، فإن ذلك لا ينفي تدهور مستوى التعليم بالمحافظة، فلا علاقة بين عدد المتعلمين ومستوى الخدمة التعليمية المقدمة، لأن حب التعليم غريزة في أبناء المنوفية رغم كل الصعاب التي يعانونها في المراحل المختلفة للعملية التعليمية.
كثافة الطلاب، وغياب الصيانة، وانتشار القمامة حول المدارس، هي أكبر ما يواجه العملية التعليمية، وذلك باعتراف المسئولين أنفسهم، إضافة إلى عجز المحافظ عن التعامل مع مراكز الدروس الخصوصية بالمحافظة رغم قراره بغلق المراكز وتغريم أصحابها مبلغ 5 آلاف جنيه، إلا أنه لايزال حبرًا على ورق.
المحليات
الإثنين الماضي، أصدر "شيرين" حركة محليات موسعة شملت معظم رؤساء مدن المحافظة بالقرار رقم 22 لسنة 2015 لكنها لم تشهد وجوهًا جديدة، ولم ينظر مجريها لعنصر الشباب، وكانت الحركة أقرب إلى لعبة الكراسي الموسيقية، ودون معايير محددة، أو دراسة احتياج كل مركز.
الوجوه الجديدة غابت عما سمي بأكبر حركة محليات أصدرها المحافظ قبل حركة المحافظين، فلم يتولَ أي منهم منصب رئيس مدينة أو حي، ولم تطل حركة التنقلات رئيس مدينة شبين الكوم ومدينة السادات لاعتبارهما من أكبر مراكز المحافظة.
الحركة شملت تعيين محمود المرسي، مدير مكتب المحافظ، رئيسًا لحي غرب شبين الكوم، رغم ما أثاره من مشكلات في المحافظة، وكأن المحافظ أراد أن يتخلص منه فابتلى به أهالي حي غرب المبتلين أصلًا من سابقه، فحي غرب يقع وسط بركة من المياه.
العميد حاتم السبع، رئيس مدينة أشمون، فشل قبل حضوره إلى أشمون في مركز الباجور، ولم يحقق المأمول منه لمركز أشمون ولم يستطع التعامل مع مشكلات المركز وعجز عن حلها، فكانت المكافأة نقله رئيسًا لأكبر مدن المحافظة وهي مدينة منوف.
وكذلك علاء فهمي، رئيس مدينة قويسنا، تظاهر ضده العاملون بمركز ومدينة قويسنا في أكتوبر الماضي، اعتراضًا على تردي أوضاع المركز، فتم نقله إلى مركز الشهداء.
كما عاد اللواء عبد السلام عبد الفتاح عبد الباري، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بركة السبع، إلى منصبه السابق كرئيس لمركز ومدينة أشمون، بعد عام من تركه له.
أما طارق الوراقي "الجوكر" أمين الإعلام السابق للحزب الوطني المنحل، والرئيس السابق لكل من حي شرق شبين الكوم لمدة أربعة أشهر، ثم مركز الباجور خمسة أشهر فقط، تم تعيينه رئيسًا لمجلس مدينة تلا خلفا للواء أحمد الديب الذي تمت ترقيته ليتولى منصب سكرتير عام مساعد بمحافظة بني سويف.
فيما شملت "اللعبة" نقل أحمد محمد أبودان رئيسًا للوحدة المحلية لمركز ومدينة سرس الليان بدلًا من مركز ومدينة منوف، وعبدالله الشيخ رئيسًا للوحدة المحلية لمركز ومدينة الباجور بدلًا من رئاسة حي غرب شبين الكوم، وجمال محمد حسن أبو عوف رئيسًا لحي شرق شبين الكوم، وفتحي سعيد هلال نائبًا لرئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبين الكوم، وأحمد أحمد سليمان شرباش نائبًا لرئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة بركة السبع، وأسامة عبد الظاهر العدوى بالمكتب الفني لديوان عام محافظة المنوفية وهشام فتحي بيومي سكرتيرًا لحي غرب شبين الكوم.
قمة الكوميديا هو ما قام به المركز الإعلامي بالمحافظة عندما أصدروا بيانًا صحفيًا استعرضوا فيه ما أسموه بإنجازات المحافظ، على غرار كتاب "إنجازات مرسي" وعنونوه بـ"إنجازات غير مسبوقة خلال عشرة شهور أمضاها محافظ المنوفية".
البيان جاء فيه "إن محافظ المنوفية عقب توليه المسئولية بعد خلو المنصب لمدة ما يقرب من عام وتراكم الأعباء وتأخر تنفيذ الخطط قام بوضع سياسة للنهوض بالمحافظة وخصوصًا في القطاعات التي تمس المواطن وعلى رأسها قطاعات الصحة والتعليم والطرق والكباري ومياه الشرب والصرف الصحي وقد تم تحقيق العديد من الإنجازات"، ما قابله الشارع المنوفي وقتها بالتهكم والسخرية.
محافظة المنوفية تحتاج إلى نظرة عاجلة من رئيس الوزراء ومن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية.. المجاملات تضر أكثر مما تنفع، والضحية شعب المنوفية.