رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. "السيسي" محارب شجاع.. "مبارك" لن يغادر "المعادي العسكري" لـ "أسباب أمنية".. تبرئة مبارك تحدٍ لـ"السيسي".. «شارلي إيبدو» له تأثير طويل الأمد على الأمن الأوربي


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من القضايا الدولية التي كان من أبرزها الشأن المصري، وتداعيات الحادث الإرهابي في فرنسا.


السيسي محارب شجاع
وصف جون بولتون الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد جورج دبليو بوش، الرئيس عبد الفتاح السيسي بالمحارب الشجاع.

وقال بولتون إن الرئيس المصري الراحل أنور السادات عندما سافر إلى القدس في عام 1977 وحطم عقودا من العزلة والحرب مع إسرائيل بحثا عن السلام وصف بأنه شجاع ولكنه قتل في عام 1981 من الإخوان المسلمين ودفع حياته ثمنا لوقوفه ضد الحكمة التقليدية من القومية العربية في عصره.

وجاء الرئيس عبد الفتاح السيسي على خطى السادات وتحدث بقوة في جامعة الأزهر ضد الحكمة التقليدية الغربية بشأن الإسلام والإرهاب، وزار الكنيسة القبطية في عشية الميلاد واتخذ أمر غير مسبوق من رؤساء مصر.

وتساءل بولتون لو كان الإخوان أو الراديكاليين الآخرون ماذا سيكون رد فعلهم على دعوة السيسي في جامعة الأزهر وزيارته للكنيسة القبطية لتهنئة المسيحيين بعيدهم، هل سيدفع نفس الثمن الذي دفعه السادات، السيسي شخصية جريئة ومفاجئ ومواقفه تاريخية ويجب على الغرب دعمه.


وقارن بولتون في مقاله بصحيفة نيويوك ديلي نيوز الأمريكية ما بين زيارة الرئيس باراك أوباما لمصر في عام 2009 وخطابه الشهير للعالم الإسلامي وبين خطاب السيسي فيالأزهر، وانتقد أوباما وجه الإرهاب وتجنب بعض الأمور حتى لا ينظر له على أنه يهاجم الإسلام.

بينما السيسي دمر المفهوم الخاطئ المنهك عن الراديكالية والتشدد والأيدلوجية التي تتبني العنف ووصفها أنها تشكل خطرا على المسلمين، ودعا لثورة دينية ضد المفاهيم الخطأ التي تتبني الفكر المتشدد.

كما أن مشهد السيسي بجانب البابا تواضروس في الكنيسة مهم للعالم رؤيته لأنه يعكس مدي الوحدة المصرية الحقيقية والتأكد بأن الشعب مصري وجميع أطياف الشعب مصريون أولا قبل أي شيء.

مبارك لن يغادر المعادي العسكري
قالت مجلة "كنساس سيتي ستار" الأمريكية، إن قبول طعن الرئيس الأسبق حسني مبارك بتهم متعلقة بالفساد، وفتح باب من الممكن إطلاق سراحه، قبيل الذكري الرابعة لثورة عام 2011 التي أطاحت به يشير إلى أي مدي تحركت مصر بعيدا عن الحماس الثوري الذي أسقط النظام.

وأشارت المجلة، إلى تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي باستقرار البلاد بعد 4 سنوات من الاضطراب، وأنه نأي بنفسه بعيدا عن مبارك، وتأكيده على عدم عودة مصر إلى الماضي.

وأضافت المجلة أن مبارك البالغ من العمر 87 عاما أسقطت التهم عنه في أكبر قضية وهي قتل المتظاهرين في ثورة 2011، ويتوقع الكثير من النشطاء إطلاق سراح مبارك ما يجعل البعض يعتبر أن ثورة عام 2011 كانت مجرد مزحه.

ولفتت "كنساس سيتي ستار"، إلى أن مبارك قضي فترة عقوبته، وأن النيابة لديها طلب للإفراج عنه، وأكدت مصادر مسئولة للمجلة، أنه في صدور حكم بالإفراج عن مبارك سيبقي في المستشفي العسكري لأسباب أمنية، رفضت الافصاح عنها.

قالت صحيفة إنترناشيونال بيزنس تايمز، اليوم الأربعاء، إن إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك واقترابه من الحصول على الإفراج وخروجه من السجن يمثل تحديا للرئيس عبد الفتاح السيسي.

وترى الصحيفة أن اقتراب مبارك من الحصول على البراءة يعد تحدي للرئيس عبد الفتاح السيسي، وقد يتسبب إطلاق سراح مبارك في العديد من العواقب التي تشبه الانفجار وتجعل السيسي في وضع سياسي صعب.

وأشارت إلى أن المحكمة المصرية قررت إعادة محاكمة مبارك بشأن تهم الفساد التي صدر عنها حكم بالمحكمة سابقا بالحبس لمدة 3 سنوات ومن المتوقع إطلاق سراحه، مضيفة أن مبارك ما زال مسجونا ولكنه موجود في المستشفي العسكري بسبب حالته الصحية، والإفراج عن مبارك سيثير حفيظة الجماعات المؤيدة للديمقراطية والشباب الذي قاد ثورة عام 2011 والتي أدت للإطاحة بحسني مبارك الذي حكم مصر على مدي 3 عقود.

ونوهت الصحيفة عن براءة مبارك من تهم قتل المتظاهرين خلال ثورة عام 2011، وإعلان رئيس الوزراء إبراهيم محلب عن دفع تعويضات لأسر الضحايا، مضيفة أن السيسي يواجه تحديا غير مسبوق حال الإفراج عن مبارك، وسيكون للمرة الأولى في تاريخ مصر أن يسمح لرئيس سابق العيش بحرية والتحدث علنا، ومن المتوقع نيل مبارك حريته وتبرئته من القضايا، مشيرة إلى أن ذلك فتيل جديد سيؤدي إلى اشتعال جولة جديدة من الاحتجاجات غير المرحب بها، ويسبب اضطرابات جديدة في الشوارع.

تعاون بين القاعدة وداعش
أكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الهجوم على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية كان نتيجة تعاون بين تنظيمي القاعدة وداعش.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك بعض الاتصالات بين الرجال الثلاثة المشاركين في الهجوم تعود إلى عام 2005 عندما سجن أميدي كوليبالي وشريف كواشي معا، وتعتقد الشرطة الفرنسية أن سعيد كواشي سافر إلى اليمن للتدريب في معسكر تابع للقاعدة في جزيرة العرب، وعلى الرغم من أن المهاجمين يمثلون القاعدة وداعش إلا أن الخبراء يقولون إن هذا لا يعني بالضرورة وجود تنسيق بينهم.

وأكدت أن الفيديو الذي نشر لكوليبالي لم ينشر من قبل داعش وأنه نشر من قبل هواة، ويظهر ذلك من خلال اختيار موسيقى في البداية واختيار الكلمات وطريقة إلقاء تعكس أسلوبا بعيدا عن أسلوب داعش.


ولفتت الصحيفة إلى أن كوليبالي من المتعاطفين مع داعش وليس من أعضائه، وأشارت إلى أن الشرطة الفرنسية أكدت أن هناك 6 أشخاص كانوا على صلة بخلايا إرهابية نائمة وهناك تحذيرات بقتل جهاديين لعناصر الشرطة.

ونوهت الصحيفة إلى أن الهدف القادم للجهاديين، ربما يكون الولايات المتحدة كما أشار مسئولون ومحللون، ورفعت بريطانيا مستوى حالة التأهب بعد تحذيرات من احتمال قيام جهاديين بقتل الشرطة أو الجنود.

النظام الأمني الفرنسي
وتساءلت الصحيفة عن إمكانية السلطات الفرنسية إحباط الهجوم، مشيرة إلى اعتراف مسئولين بوجود ثغرات في النظام الأمني أعطى الفرصة لشن الهجوم على الرغم من أنه كان من الممكن إحباطه.

وأكدت الصحيفة ضرورة رفع حالة التأهب القصوى لمواجهة أي شيء، وعمل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على منح صلاحيات أمنية واستخباراتية واسعة للحفاظ على الأمن العام.
الجريدة الرسمية