رئيس التحرير
عصام كامل

«شيخ الأزهر» يلتقي «بابا أثيوبيا» اليوم.. «الطيب»: نهر النيل مصدر خير للجميع.. «أديس أبابا» لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين.. و«متياس الأول»: نسعى لت


التقى صباح اليوم الأربعاء، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بالبابا متياس الأول بطريرك أثيوبيا، بمقر مشيخة الأزهر بالدراسة، وذلك في إطار زياة بطريرك أثيوبيا إلى مصر.


ترحيب أزهري بالبابا
في بداية اللقاء، رحَّب الإمام الأكبر بالبطريرك متياس الأول في رحاب الأزهر الشريف، وفي لفتة إنسانية منه أمر الطيب – بعد علمه بصيام الوفد- برفع كل المشروبات عن جميع الحاضرين، مؤكدًا أن أثيوبيا لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين؛ إذ هي الحاضنة الأولى للإسلام التي أنقذته في مهده وصباه، حين تعرض كفار قريش للمسلمين بالتنكيل والعذاب، وقد لقي المسلمون الأوائل ترحيبًا من أهلها وملكها الذي أحاطهم برعايته وكرمهم أيما تكريم.

وأضاف شيخ الأزهر: "لدينا تراث عميق في الإسلام والمسيحية، تعلمنا منه أن الأديان كلها تدعو للسلام الاجتماعي، وأن المشكلة ليست في الأديان، وإنما في بعض أتباعها الذين يستغلونها لمصالحهم الشخصية، والإسلام لا يجعل من نفسه دينا بعيدا عن جميع الأديان، إنما هو مرتبط بها من لدن آدم مرورا بعيسى وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم".

تعميق التعاون
وأوضح الطيب، أن نصوص القرآن والسنة النبوية هي التي دفعتنا لتعميق اللحمة والمودة بين المصريين جميعا، وبناء على ذلك تأسس بيت العائلة المصري الذي يعمل على ترسيخ قيم المواطنة.

وأكد شيخ الأزهر، أن نهر النيل يجب أن يعمق العلاقة بين الشعبين المصري والأثيوبي، ويكون مصدر خير لهما ويزيد من المحبة والمودة بينهما مع احتفاظ الجميع بحقوقه المتساوية في هذا النهر العظيم، إذ لا يمكن أن يرتوي منه أحد على حساب عطش الآخر، مضيفًا: "أننا لا نتوقع من الشعب الأثيوبي إلحاق الضرر بالمصريين؛ لأن هذا ضد التعاليم الدينية، وضد كل القيم الإنسانية".

إشادة أثيوبية
من جانبه، أشاد البطريرك ماتياس الأول بجهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر، في نشر روح المودة والمحبة بين أبناء الشعب المصري وكافة الشعوب، وذكر "أننا في أثيوبيا لدينا مؤسسة تضم كل الأديان المختلفة"، مشددا على أن كل المشاكل والقلاقل التي تحدث في مجتمعاتنا هي في حقيقتها مفتعلة ومدبرة من الخارج.

ودعا إلى ضرورة أن يعمل رجال الدين الإسلامي والمسيحي على نشر قيم المحبة والسلام، مؤكدًا سعيه لتعميق العلاقة بين الأزهر الشريف والكنيسة الأثيوبية.
الجريدة الرسمية