رئيس التحرير
عصام كامل

فلسطيني يمثل مصر...عار عليكم


غابت "هيومن رايتس ووتش" أثناء المظاهرات الأمريكية الرافضة للعنصرية والتمييز والعنف المفرط في التعامل مع المتظاهرين، كما صمتت حيال القمع التركي للإعلام واعتقال المعارضين وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، وهي التي نصبت نفسها مدافعة عنها بالباطل.

سكتت منظمة الفتنة والتآمر دهرا، ونطقت كفرا عندما تعلق الأمر بمصر، فقد دعت "رايتس ووتش" حكومة الكويت إلى "إسقاط التهم عن النائب السابق صالح الملا، وإيقاف محاكمته إثر اتهامات وجهت إليه على خلفية تغريدات مسيئة لأمير الكويت والرئيس السيسي".

الملا الذي تناولنا تطاوله الأسبوع الماضي، لم يتضامن معه سوى "إخوان الكويت" والمعارضة وأغلبهم تحركهم "قطر".. في المقابل أفاض الكثير من الكتاب في الحديث عن أفضال مصر، حتى أن أحدهم رد على إساءة الملا لمصر مذكرا بأنه "عندما احتل صدام حسين الكويت، وبدأ التحالف الدولي الإعداد لتحريرها.. طرح الإخوان حلا يقضي بمنح العراق جزءا من شمال الكويت، وباقي الدولة يحكمها الإخوان لتكون نواة دولة الخلافة.. طبعا رفض حكام الكويت الأمر، وكان أن بلغت تكاليف تحرير الكويت نحو 300 مليار دولار".

يتابع الكاتب الكويتي: "حاول الإخوان تكرار السيناريو نفسه في مصر، بالاستيلاء على الحكم وبيع سيناء، ولولا الرئيس السيسي ورفاقه لضاعت مصر ومن وراءها الدول العربية، فكم كنا نحتاج لتحرير هذه الدول من الإخوان؟!".

يعلم "إخوان الكويت" أنهم جزء من زيارة الرئيس السيسي باعتبارهم الفرع الأقوى للجماعة المحظورة بعد إخوان مصر، من هنا أصيبوا بهستيريا وأساءوا إلى مصر والرئيس السيسي بشتى الطرق، معتمدين على صمت السفير المصري وأركان السفارة، حتى أنهم أشاعوا عبر "تويتر" بعد انتهاء الزيارة الناجحة "أن وزير التجارة فقد هاتفه أثناء توديعه الوفد المصري، وفي اليوم التالي عرفوا أن الهاتف موجود في الجيزة".. طبعا أحدث نبأ اتهام الوفد المصري المرافق للرئيس السيسي بالسرقة، ضجة غير مسبوقة، وتداوله "الطارئون ومن في قلوبهم مرض" بأسلوب وقح، حتى استنكر الوزير الشائعة، مشيرا إلى أنه لم يلتق الوفد من الأساس، وحتى عندما حضر مأدبة العشاء التي أقامها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد احتفاءً بالرئيس السيسي لم يكن يحمل هاتفا!!

هنا خرست جماعة الإخوان ومن معها وتوقف التطاول "التويتري"، وبقي ماثلا أمامنا تخاذل السفارة المصرية الغائبة عن الوعي، فهي لم تكتف بالصمت المريب عن التجاوزات في حق مصر وشعبها ورئيسها، بل "زادت الطين بلة" برعاية حفل يعد في حقيقته "وصمة عار" وإساءة بالغة إلى "أم الدنيا"، حيث أراد أعضاء حملة مصرية توجيه الشكر إلى الدول الداعمة لمصر وفي مقدمتها الكويت، وأعلنوا في مؤتمر صحفي عن أسماء المشاركين في مهرجان "رد الجميل"، وللحقيقة اختاروا مطربين كبار وضيوف شرف من نجوم التمثيل.

لكن الصدمة التي عقدت الألسنة تمثلت في مشاركة مطرب "فلسطيني".. فهل نضبت مصر من المغنين حتى "يرد الجميل عنها فلسطيني؟!".. وطبعا لم يبرر أصحاب المهرجان سبب الاستعانة بمغنٍ غير مصري لتوجيه الشكر باسمها إلى دول الخليج!! 

جاء يوم الحفل الموعود، ونتيجة الاستسهال وعدم الجدية في متابعة ترتيبات مهرجان "رد الجميل"، اكتملت أركان الفضيحة، فالمسرح فقير للغاية والأجهزة التقنية مستهلكة، والحضور الجماهيري ضعيف جدا، نظرا لارتفاع أسعار التذاكر وغياب الدعاية والإعلان.

وبدأ الحفل بحضور مجموعة من أبرز شيوخ الأسرة الحاكمة، بينهم وزير وأعضاء السلك الدبلوماسي، وبدا السفير المصري مبتسما في الصف الأول لأن الحفل تحت رعايته، وإذ الفنانون المخضرمون لم يحضر منهم أحد وغاب كذلك المطربون وبينهم الفلسطيني المقيم في مصر، ولم تلتزم بالحضور إلا النجمة أنوشكا، فاضطر أصحاب الحفل للاستعانة بمغنين شباب من الكويت لحفظ ماء الوجه، لكنهم لم يفلحوا لأن الغناء كان "بلاي باك".

وانشغل الحضور بمتابعة الهواتف حتى انتهى المهرجان المأساوي، الذي ألصق زورا وبهتانا باسم مصر برعاية وإشراف السفير الذي أساء إلى بلده بشكل غير مسبوق!!.
الجريدة الرسمية