رئيس التحرير
عصام كامل

مصر تقطع العلاقات مع الكويت في حالة واحدة


شهدت العلاقات المصرية الكويتية نموًا مطردًا على مدى التاريخ، وتعاونًا مثمرًا بين البلدين وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين.


وقد اكتسبت العلاقات دفعة قوية إبان العدوان الذي تعرضت له الكويت على يد نظام صدام حسين السابق في العراق، بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتى بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت.

وسعيًا إلى توثيق أوصال روابط الأخوة القائمة وإدراكًا لأهمية التضامن والعمل العربى المشترك، ترتبط مصر والكويت بعلاقات قوية ومتواصلة في جوانب عدة، وهو ما نتناوله عبر المحاور التالية.

 العلاقات السياسية
 تأتى الكويت في مقدمة الدول العربية التي سارعت بمساندة التطورات السياسية التي شهدتها مصر إبان ثورة 30 يونيو ووقفت موقفا داعما لإرادة الشعب المصرى سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادى.

وبعد أن أصدرت الحكومة الكويتية بيانا أكدت فيه دعمها للخطوات الإيجابية للشعب المصرى وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم الاستمرار في خارطة الطريق التي رسمتها وفقا لبرنامج زمنى يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها، تصف الدوائر السياسية والشعبية في كلا البلدين مستوى العلاقات بـ"المتميزة"، وقد تأسست اللجنة العليا المشتركة المصرية - الكويتية عام 1998، وذلك لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون المختلفة.

كما يرتبط البلدان بالعديد من بروتوكولات التعاون – القديمة والجديدة - بين مؤسسات كلا البلدين.

 أما عن العلاقات الاقتصادية والتجارية فتأتى الكويت في مقدمة الدول المستثمرة في مصر، إذ تحتل المرتبة الثانية عربيا، ويصل عدد المشروعات الاستثمارية الكويتية المشتركة المقامة في مصر حتى نهاية عام ‏2008‏ إلى ‏493‏ مشروعا استثماريا، ويبلغ إجمالى رأسمالها ‏28.9‏ مليار جنيه مصرى وتبلغ قيمة المساهمة الكويتية فيها ‏11.5‏ مليار جنيه مصرى موزعة على القطاعات المختلفة‏:40%‏ في قطاع الصناعة و‏18%‏ في قطاع السياحة و‏15%‏ في قطاع الخدمات و‏10%‏ في قطاع الزراعة و‏17%‏ في قطاع البناء، وتجسد التعاون العسكري جليًا في أبلغ صوره بمشاركة الجندى والضابط الكويتى جنبًا إلى جنب مع أخيه المصرى بحرب 6 أكتوبر عام 1973 في مصر واختلطت الدماء المصرية والكويتية في معركة استرداد الكرامة العربية.

وعليه فإني أوجه رسالة إلى كل من يزايد على الحب والعلاقات الأزلية بين مصر أم الدنيا ودول الخليج ،وعلى وجه الخصوص السعودية والكويت والإمارات ،أنه توجد حالة واحدة فقط لتنقطع علاقة مصر الأم بدول الجوار ،وهي "في المشمش".
الجريدة الرسمية