رئيس التحرير
عصام كامل

مائة عام على ميلاد لويس عوض.. أماني فؤاد: حمل مسئولية نشر التنوير.. يمتلك مفهومًا عميقًا للحضارة والثقافة.. «فتحي»: دعا لأدب الحياة والإبداع الذاتي.. يونس: نكسة 1967 أعادته لقراءة تاريخ مصر


نظم المجلس الأعلى للثقافة، احتفالية كبيرة، على مدى يومين، احتفالا بمرور مائة عام على ميلاد المفكر الراحل "لويس عوض" الذي تقلد العديد من المناصب، إذ كان أول رئيس مصري لقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، ومديرا عاما للثقافة بوزارة الثقافة عام 1959، ومستشارا ثقافيا لدار التحرير للطبع والنشر عام 1961، ومستشارًا لمؤسسة الأهرام (1962 - 1982) وأستاذا للأدب المقارن بجامعة كاليفورنيا.


كما نال وسام فارس في العلوم والثقافة والذي أهدته له وزارة الثقافة الفرنسية عام 1986، وله العديد من الأعمال، ومنها: البحث عن شكسبير، أقنعة الناصرية السبعة - مناقشة توفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل، مقدمة في فقه اللغة العربية ومذكرات طالب بعثة.

ومع كل هذه الإنجازات والجوائز التي حصل عليها والمراكز التي رأسها، إلا أن هناك آراء كثيرة خلال الاحتفال بذكرى ميلاده مساء أمس، وقدم الكتاب أثناء الندوة عددا من الانتقادات كان من أهمها:

الفكرة المقدسة
قالت الناقدة "أمانى فؤاد": إن لويس عوض كان لديه مفهوم عميق لروح الحضارة والثقافة، وإنتاج ثرى للحضارات التي تعاقبت على وادى النيل، وانصهرت جميعا في عقل باحث عن جوهر الأشياء.

وأضافت أن الراحل كان يؤمن دائما بالتحديث والحرية، وحمل على عاتقه مسئولية جادة تجاه قضايا التنوير بقيم الحرية، عانق قيما وأفكارا عاشها كمثقف له موقف من المجتمع وقضايا الوجود.

وأشارت «أمانى» إلى أن لويس عوض ساهم في لحظته النقدية التاريخية منذ منتصف القرن العشرين، في مناقشة كل ما يبدو قديما وثابتا ومقدسا، فألقى بإشعاعات فكرية تتصدى لقضايا تاريخية أدبية وفكرية، مثل بحثه حول المسرح في الحضارة المصرية القديمة وطبيعة الصراع، ونوعية الملحمى والدرامى، وتعلقهما بفكرة الجبر والاختيار.

الحساسية الجديدة والحداثة
وفى نفس السياق قدم الكاتب إبراهيم فتحى، مقالة تحت عنوان "الحساسية الجديدة والحداثة عند لويس عوض"، أوضح فتحى خلالها أن هذا المصطلح يعتبر نقلة في الإبداع الشعرى والإبداع على الطلاق، مشيرًا إلى أن الحداثة تعنى تجاوز ما هو تقليدى متفق عليه والسعي وراء التجديد والاكتمال، وهذا ليس في موضوع التناول فحسب.

أدب للحياة
وذكر «فتحى» أن لويس عوض كان يدعو إلى أدب للحياة بدلا من أدب للمجتمع، وثمة نقص يمنع وضوح تلك الدعوة، والمرجح أنه يقصد بأدب الحياة الإنسانية إبداع الذوات الفردية الحية بالفعل بدلا من كلاشيهات صادرة عن نظم آلية، وبدلا من شعارات جاهزة، فهو يضع الفرد الحى المبدع مقابل النظام المتحجر الآلى.

هزيمة 67
ومن ناحية أخرى قال الكاتب شريف يونس: إن كثيرا من الكتاب والمثقفين تغيرت رؤاهم وأصولهم الفكرية، بعد هزيمة 1967، بعد أن كانوا من المؤيدين لنظام يوليو 1952، بدرجات متفاوتة، وضمت القائمة الكثيرين من توفيق الحكيم إلى طارق البشري.

وأضاف يونس، أن الهزيمة دفعت لويس عوض الذي انشغل طويلا بقضايا اللغة والأدب والثقافة والسياسة، إلى إعادة قراءة تاريخ مصر الحديث، مع التركيز على تاريخ الفكر المصرى في القرن التاسع عشر، ولم يتجاوزه للأسف إلى القرن العشرين.

جاء هذا خلال الاحتفالية التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة احتفالا بمئوية الراحل لويس عوض.


الجريدة الرسمية