محمد حسن رمزي.. والده مخرج وشقيقته الفنانة «هدى».. رائد مدرسة السينما النظيفة.. صاحب أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية.. وتحالف مع "الماسة" و"أوسكار" لمواجهة الشركة العربية
رحل عن عالمنا اليوم، المنتج محمد حسن رمزي، بعد صراع مع مرض سرطان الرئة، تاركا وراءه أرشيفا فنيا كبيرا كمنتج وموزع، حيث كان المنتج الراحل يتعامل مع السينما كفن راق، ليس كغيره من المنتجين الذين تعاملوا مع السينما على أنها "بنك" يقوم بتوريد الأموال إلى جيوب المنتجين بأى طريقة، سواء بالتعرى أو الابتذال أو التفاهة والمضمون الفارغ، فقد كان للمنتج الراحل نظرة فنية في الأعمال التي ينتجها ويوزعها.
عائلة فنية
نشأ المنتج الراحل في عائلة فنية، فقد كان والده هو المخرج حسن رمزى وشقيقته هي الفنانة هدى رمزى، وقد ترك والده هو الآخر تركة فنية كبيرة، حيث قام بإخراج 15 فيلما، كان أبرزها "خاتم سليمان" ليحيى شاهين وليلى مراد، عام 1947، وكان هذا أول أعماله، وكذلك أفلام "الهاربة"، و"ملكة الليل"، و"العاطفة والجسد"، وكان آخر الأفلام التي أخرجها "أبدًا لن أعود"، عام 1975، بطولة رشدى أباظة ونادية لطفى، كما قام بتأليف 17 فيلمًا، منها الأفلام التي قام بإخراجها، ومن الأفلام التي ألفها ولم يخرجها "بين نارين"، "المخربون"، "جريمة في الحي الهادئ"، كما قام بإنتاج 11 فيلمًا لنجوم السينما المصرية.
كما أن شقيقته هدى رمزى من قدمت العديد من الأعمال في السينما المصرية، وواحدة من أفضل فنانات جيلها، وعلى الرغم من موهبتها الكبيرة، وقد بدأت الفنانة الكبيرة مشوارها الفنى في منتصف السبعينيات، وقدمت 28 فيلمًا ومسلسلًا، إلا أنها اعتزلت وارتدت الحجاب في منتصف التسعينيات، وظهرت مع والدها المخرج محمد حسن رمزى في بدايته الفنية في فيلمين، هما "الرداء الأبيض" و"امرأتان"، وكان من أبرز أعمالها السينمائية "جرى الوحوش"، "بئر الخيانة"، "حنفى الأبهة"، ومن أبرز أعمالها التليفزيونية "السمان والخريف"، "أحلام الفتى الطائر"، "على الزيبق"، "محمد رسول الله ج3"، و"عمرو بن العاص".
مدرسة السينما النظيفة
وكان الدور على المنتج الراحل ليكمل مسيرة عائلته الفنية فأكمل في الطريق الذي بدأه والده، وأنتج عددا كبير من الأفلام التي اتسمت بالقبول من جانب الجمهور، ولم يعلق أحد على أعمال المنتج الراحل بالسلب من الناحية الأخلاقية، كما أنه من الناحية الفنية كان يحرص على خروج أعماله بأفضل شكل ممكن، وكان لا يبخل على الأعمال حيث كان يوفر مبالغ كبيرة للإنتاج حسب حاجة كل فيلم، ولعل أبرز دليل على ذلك فيلمي "الجزيرة 1" و"الجزيرة 2".
تحالف الثلاثي
وقد تحالف المنتج الراحل مع شركتي "الماسة" لهشام عبد الخالق، و"أوسكار" لوائل عبد الله، ليكونوا تكتلا إنتاجيا وتوزيعيا في مواجهة الشركة العربية، ليسيطر الكيانان على سوق السينما، حيث شهدت العشر سنوات الأولى من الألفية الجديدة صراعا بينهما في السيطرة على السوق، لكنها كانت مباراة حامية لم تنتهِ بسيطرة أي منهما على السوق، ولكن يحسب للمنتج محمد حسن رمزى أنه المنتج الحاصل على أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، من خلال فيلمه "الجزيرة 2".
ضيف شرف
وما لا يعلمه الكثيرون أن المنتج الراحل ظهر كضيف شرف في أعمال فنية، حيث ظهر في فيلم "رشة جريئة" عام 2001، الذي قام ببطولته أشرف عبد الباقي، وياسمين عبد العزيز، وأحمد منير، وهو الفيلم الذي ظهر به ضيوف شرف كثيرون منهم المنتج الراحل والفنانان أحمد السقا وهانى رمزي، كما ظهر كضيف شرف قبلها بعام في فيلم "شجيع السيما"، الذي قام ببطولته أحمد آدم، عبير صبرى، ياسر جلال، وأحمد عيد، حيث ظهر كضيف شرف هو والفنان طلعت زكريا.
الرحيل
منذ أيام سافر المنتج محمد حسن رمزى إلى لندن، وذلك لتلقى العلاج في أحد مستشفياتها، بعدما ساءت حالته الصحية بسبب سرطان الرئة الذي يعانى منه، ولكن المنتج الراحل لم يستطع مقاومة المرض أكثر من ذلك، واستسلم في النهاية، لتصعد روحه إلى بارئه منذ قليل.