رئيس التحرير
عصام كامل

في أزمة المؤمن زكريا


الجنازة حارة ومش عارف أيه.. كم من الكلمات والبرامج التي تحدثت في قضية مؤمن زكريا الذي انتقل من الزمالك للأهلي، وهي قضية تعكس كل مشاكلنا في جميع المجالات سواء كانت صحة أو تعليم أو أو اقتصاد أو أي شيء آخر؛ لأنها كشفت عن انحدار أخلاقي، وأن الهوس الكروي يجعل البعض يدافع عن الباطل.. وأبدأ من عند إدارة الناديين اللي بيتكالبوا على لاعب كل إنجازاته أنه أحرز هدفا هنا أو هناك، وبعدين ما هذه الملايين التي تم عرضها؟.. هل فعلا يستحق المؤمن فوق الـ 5 ملايين؟


"والله في ذمتي مايساويش مليون واحد، ولا في ذمة أي واحد عنده فكرة عن الكورة، حتى لا يتهمني أحد أني غيران منه.. مشكلتنا في مصر أن اللي يساوي ما نقدروش واللي مايساويش نطلعه سابع سما".. إنها المفارقة الغريبة رغم أن هذا المؤمن يجب أن يعاقب جنائيا؛ لأنه وقع لناديين حتى يحصل لنفسه على أقصى المزايا، وهو ما حدث لكن الدنيا قامت ولم تقعد بسبب ألوان الفانلات، وهوس المشجعين وإدارات هاوية ليس عندها فكرة عن الاحتراف..

هل يجرؤ لاعب في الخارج على القيام بالفعل الذي قام به مؤمن؟.. وإذا حدث تكون العقوبة مغلظة؛ لأن لديهم لوائح وقوانين واضحة مش قانون أو لائحة يتم وضعها لمعالجة أزمة كما حدث.. 

في الخارج يقطعون رقبته ويعطونه درسا في الأخلاق، يظل يعيه طالما هو على قيد الحياة.. وما حدث في قضية المؤمن يحدث يوميا في كل مناحي الحياة.. عندما تزيد حوادث السيارات يتفتق ذهن المسئولين عن قانون جديد للمرور، ومنع النقل الثقيل من المرور إلا في أوقات محددة.. عندما تزيد مهازل المعلمين في المدارس تظهر لوائح جديدة لتنظيم العمل.. وهلم جرا في كل شيء.

لا أحد يريد أن يتحمل المسئولية، ولا أحد لديه ذرة إحساس حتى يقدم استقالته ولا مسئول عنده دم يخرج للناس بحلول مقنعة.. والآن يكون قد عرفنا المؤمن وقع لناديين ليه؛ لأنه ضحية مجتمع يدافع عن الخطأ ويتعاطف مع المذنب.. ولكِ الله يا مصر.
الجريدة الرسمية