التيار الشعبي على خطى الإخوان!
لا أحد يتوقع توقف جماعة الإخوان عن مساعيها من أجل إشعال الفتن بين المصريين، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى وحدة كل القوى الوطنية في مواجهة المؤامرات الخارجية والداخلية التي تستهدف هدم الدولة المصرية. فالجماعة لا تعترف بالأوطان.. ولا تنشغل إلا بتحقيق أحلامها المستحيلة في إقامة دولة الخلافة.
ولكن ما يدعو للدهشة حقا، أن تسايرها فصائل ترفع شعارات وطنية في مساعيها لإشعال الحرائق بين المصريين، سواء عن وعي أو بدون وعي. فقد أصدر حزب التيار الشعبي بيانا حول ما جري في ليبيا من اختطاف مواطنين مصريين مسيحيين.. يحمل الدولة مسئولية الفشل في حمايتهم.
جاء في البيان، «أن كرامة الوطن من كرامة المواطن.. ولا مضي للحديث عن أي إنجازات طالما بقيت كرامة المصريين منتهكة واستهدافهم مستمرا».
والملاحظة الأولية أن الجماعة استخدمت نفس الكلمات في البيانات التي صدرت عنها وتداولتها الفضائيات التابعة لها. الحديث عن كرامة الملايين المفقودة التي تجب كل الإنجازات بما يؤكد أن المتطرفيين يلتقون حتى لو اختلفت منابعهم. ولا شك أن كل مواطن في مصر يشارك أسر المخطوفين أحزانهم وآلامهم وقلقهم المشروع على مصير أبنائهم، كما يتحسر المصريون على ما وصلت إليه الأمور في ليبيا الدولة الشقيقة التي أصبحت مرتعا لخلايا الإرهاب الديني يسعون إلى تحويلها إلى إمارة إسلامية -حسب مزاعمهم- بعد أن هدموا الدولة الليبية ومؤسساتها.. وأصبحوا يشكلون شوكة مزعجة عند حدود مصر الغربية.
ويدرك الذين استقلوا الحادث لإقامة «مندبة» على مصير المصريين المختطفيين.. أن الحكومة المصرية حذرت مواطنيها من التوجه إلى ليبيا.. وأقامت جسرا جويا لإجلاء ٤٠ ألف مواطن مصري لجئوا إلى الحدود التونسية هربا من جحيم الحرب الأهلية التي تجري بين الليبين.. وتم إعادتهم إلى مصر بإشراف وزير الخارجية بنفسه، ولم تتوقف الوزارة بعدها من تحذير المواطنين من العودة، ولكن التحذير لم يجد آذانا صاغية.. بدليل عودة بعض الذين أجلتهم الحكومة وأنقذتهم من موت محقق إلى ليبيا بطرق غير مشروعة.
ورغم ذلك لم تتخل الدولة عن مواطنيها في ليبيا، وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الدولة مسئولة عنهم، وأمر بتشكيل فريق أزمة يعمل ليل نهار.. لإنقاذ المختطفيين وإعادة الراغبين في العودة.
ويبدو أن الجماعة ومن يدور في فلكها من أحزاب تدعي المدنية، لا يرضيها إلا أن يتورط الجيش المصري في حرب خارج حدود الوطن.. وفي عز انشغاله بمواجهة الإرهاب في سيناء.. وحماية المواطنين في مختلف المدن المصرية من مغامرات الإخوان ومؤامراتهم.
ومن يتابع إعلام الجماعة الموجه لإشعال الفتن بين المصريين، يكتشف مساعيهم لتحريض المسيحيين المصريين ضد قياداتهم الكنسية بمواقفها الوطنية التي عبر عنها قداسة البابا بالقول، إنه لو حرقت كل الكنائس فسنصلي في المساجد.. ولو حرقت المساجد سنصلي في الشوارع. وقوله إن الكنائس يمكن أن تبني من جديد.. أما الوطن لو انهار فلن تقوم له قائمة.
وقد أفسدت زيارة الرئيس للكاتدرائية للتهنئة بعيد الميلاد تلك المحاولات البائسة التي يقوم بها الإخوان ومن يمشي على خطاهم.