رئيس التحرير
عصام كامل

٧ يناير - ٣٠ يونيو



ربط كثير من المحللين بين ثلاثية الأعمال الإرهابية التي شهدتها باريس، منذ صباح السابع من يناير وبين الحادي عشر الأسود من سبتمبر عام ٢٠٠١، وهو ربط يؤخذ في نواح ويترك في نواح أخرى، غير أن الربط ادعي وأشجي، بين الأداء السياسي للرئاسة الفرنسية، وبين أداء الدولة المصرية، على نحو يستدعي بكل زهو ما قدمته الثورة المصرية في ٣٠ يونيو. 

صحيح أن البعض يري أن أحداث باريس أشبه في تداعياتها بأحداث واشنطن ونيويورك، لكن القراءة الصحيحة ستقود إلى جوانب مفيدة في مواجهة الدولة المصرية، والمنطقة العربية لموجات الإرهاب المنظم المؤسسي.
 اقتحام الصحيفة تشارلي وقتل وإصابة ٢٢ صحفيا، واحتجاز رهائن، مرتين في يوم واحد، سيضع فرنسا ومن ورائها أوربا في خندق واحد مع مصر ودول الخليج وفي مواجهة قطر، لو واصلت تحريك أذنابها، ومن باب أولى في مواجهة تركيا والحزب الإخواني الحاكم، وبالتالي قد يتجه التشريع الأوربي إلى تأثيم وتجريم، جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمها الدولي المنتشر، المتفشي في هيئة مكاتب واستثمارات وخلايا، علنية، وسرية.

هجمات الحادي عشر من سبتمبر دفعت ثمنها كيانات الدول ذاتها، فيما يسمي الربيع العربي، الزفت العربي، بالأحري! ما يسمي بثورة الياسمين في تونس، وشقيقتها الدموية في ليبيا، وفي سوريا وفي العراق، وفي اليمن، والتجارب الفاشلة في الأردن والمتعقلة في المغرب، بعقلانية حكامها، وفي الخليج بصلابة السعودية، وفي مصر باتحاد الشعب وجيشه ضد الخونة من النوشتاء والإخوان معا، هذه كلها كانت الفصل الأخير في الحرب على المنطقة، تحت دعوي محاربة الإرهاب، رغم أنهم صانعوه وعائلوه !

تقريبا، كانت كلمات هولاند رئيس فرنسا هي ذاتها تصريحات وعفويات وأسلحة الرئيس المصري. وحدتنا أفضل أسلحتنا. الوحدة الوطنية تواجه الإرهاب، نحارب الإرهاب لا نحارب الأديان.اخرجوا جميعا، لمنحي تفويضا، أريد مسيرات. 

اختلط المصري بالفرنسي بالألماني !!
لدغة الأفعي الإخوانية أطلقت الحق، وبالتالي، صارت الصرخات الشعبية الفرنسية صدى للوجع المصري، والأداء الشرطي والعسكري الفرنسي الرسمي، عزف مشترك مع مصر. ذاقوا طعم المر الذي نذوقه، وسوف يكون مؤتمر فبراير القادم لمكافحة الإرهاب، منبرا لنجومية ومهارة الدولة المصرية.
الجريدة الرسمية