رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «فيتو» في منزل «اللواء البطران.. شهيد اقتحام السجون».. شقيقته:«كان ملهوف على شغله يوم استشهاده».. ابن عمه: «وزارة الداخلية خانته».. وجاره: «كان


لم يكن يسقط الشهداء فقط في الميادين، ولكن سقطوا أيضا في السجون وأقسام الشرطة، رجال تصدوا ببراعة لإحداث فوضي بخروج المجرمين، وعلى رأسهم اللواء "البطران"، ولد اللواء محمد عباس حمزة البطران، في 31 ديسمبر 1956، بنزلة البطران بشارع الهرم بمحافظة الجيزة، وكان مساعدًا لوزير الداخلية، ورئيسًا لمباحث قطاع السجون.


خروج المساجين
برز اسم اللواء البطران عندما تصدى بنجاح لمحاولة خروج المساجين من سجن الفيوم يوم 28 يناير 2011 "جمعة الغضب"، واستشهد في اليوم التالي رميًا بالرصاص في ظروف غامضة، أثناء محاولة مجهولين فتح أبواب السجن وتهريب المساجين من سجن القطا الواقع على طريق المناشي بالقناطر، أثناء اندلاع موجة الاحتجاجات العارمة، وشيوع الفوضى التي حدث أثناءها حالات هروب جماعية للمساجين.

وكانت آخر مكالمة هاتفية للشهيد "البطران" بينه وبين اخته منال البطران يوم اغتياله، في التاسعة والنصف صباحًا، عندما صرخ لها بغضب قائلًا: "العادلي حرق البلد، العادلي حرق البلد، العادلي حرق البلد".

ملابسات حادث اغتياله
استطلعت" فيتو" آراء أسرة اللواء الشهيد محمد البطران لمعرفة ملابسات حادث اغيتاله، وصفاته بين أهله وجيرانه بمسقط رأسه بنزلة البطران بالجيزة.

يحب الفقراء
في البداية، قالت ثريا البطران، الشقيقة الكبري للواء الشهيد محمد البطران، إنه كان يساعد الفقراء ويلبي كافة احتياجاتهم، مشيرة إلى أن أهالي المنطقة تأثروا كثيرَا على فراقه نظرا لإحساسهم بفقد أخ لهم، موضحة أنهم اعتادوا زيارته لأولادهم يوميًا للاطمئنان عليهم قبل نزولهم لمباشرة أعمالهم اليومية، لافتة إلى أنه كان من القلائل المحبين لعملهم داخل جهاز الشرطة لدرجة عدم مقدرته على تغيير ملابسه قبل الخلود للنوم من شدة تعبه.

ملهوف على شغله
وذكرت: "كان ملهوفَ جدًا للذهاب لعمله يوم استشهاده لدرجة أنه وصل من عمله وغير ملابسه، ونزل مرة أخرى إلى عمله علمًا بأنه قضي 4 أيام خارج منزله، ولم يقض مدة تقترب من نصف ساعة بالمنزل"، مشيرًا إلى أن الأسرة تلقت خبر إصابته مساء اليوم الذي عقبه تنحي مبارك، موضحة أن الأسرة تلقت خبر استشهاده مع دخول الساعات الأولى من الليل، وبعدها انتقل جزء من الأسرة إلى مصلحة السجون والجزء الآخر ظل بجانب الأسرة بالمنزل.

محبوب بين جنوده
وأكدت أن شيقيقها كان معروفا في وحدته بالمودة، مما دفع عدد كبير من الجنود للعمل معه بعد انتهاء مدة خدمتهم العسكرية، مشيرة إلى أن زملائه ومساعديه كانوا أول من حملوه للمستشفي لإسعافه ولكنه فارق الحياة قبل وصوله، موضحة أن هناك عددا من الأقاويل ترددت حول نقل المصابين للمستشفي قبل نقل قائدهم المصاب بطلق ناري، لافتة إلى أنها تبينت استشهاد شقيقها من خلال رائحة دمائه الزكية والابتسامة التي لم تفارقه داخل نعشه ووجهه المنير كالبدر، على حد تعبيرها.

تشريح الجثة
وأشارت إلى أن وزارة الداخلية خصصت لجنة لمعرفة سبب الوفاة، واستخرجت الجثة بعد مرور ستة أشهر للتأكيد على أن السبب إصابته بطلقة في عنقه، الأمر الذي أكده تقرير الطب الشرعى، وذكرت أن الشهيد لم يلق التكريم الواجب من جانب الدولة، وإنما جاء من أهل قريته، ولم يتم تنظيم جنازة عسكرية له أسوة بزملائه الشهداء.

وتابعت: "لم يتم أي تكريم من جانب وزارة الداخلية، وتم تكريم شقيقتى الصغري في أحد المؤتمرات بالسعودية ولم يحدث ذلك داخل دولته"، مطالبة الدولة بإطلاق اسمه على مسجد أو إحدي الوحدات بقوات الشرطة، داعية قيادات الدولة بضرورة تدريس وطنية اللواء البطران في المدارس والجامعات، مضيفة: "مصر بلد العلماء والخيرات، وشقيقى استمد صفات الشهامة وحب بلده من والده الذي عمل على تنشئته نشأة على أساس عسكري".

سمعة طيبة
بينما قال أشرف البطران، ابن عم اللواء محمد البطران: إن الشهيد كان يعتبر الأخ الأكبر بالنسبة له بحكم القرابة والصداقة، مشيرًا إلى أنه كان يمتاز بالسمعة الطيبة بين أهله وقيادات الوزارة ومسئولي الهرم، موضحًا أنه رفض الترشح في الانتخابات البرلمانية لعام 2010 على قوائم الحزب الوطني المنحل.

وأضاف حسين على محمد، سائق اللواء محمد البطران، أنه يعمل مع أسرة اللواء البطران منذ أكثر من 15 عامًا، مشيرًا إلى أنه كان يلقي أفضل معاملة من جانب الراحل والعائلة حاليًا، لافتا إلى أن الراحل كان من أشد الحريصين على أداء الصلاة في أوقاتها ومشهود له بحب الخير ومساعدة الفقراء، فكان يوزع الجزء الكبير من راتبه على مجندي الأمن المركزي نظرا لضعف المقابل المادي الذي يتقاضونه مقابل خدمتهم العسكرية".

وتابع: "كان أي سائل ياجي على الباب كان بياخدوا ويجيب له كل اللي هو عايزه، وجاب ثلاجة للعساكر في المعسكر علشان يحطوا فيها كل حاجتهم، وكان تملي ينزلهم إجازات اللي هما عايزينها لدرجة أن عدد كبير من العساكر جه اشتغل معاه بعد ما خلص خدمته من حبهم فيه"، موضحًا أن وزارة الداخلية خانته.

منعته من الخروج
وتابع: "منعته من الخروج في اليوم الذي استشهد فيه، فرد عليه الراحل قائلًا "أنت خايف، العمر واحد والرب واحد، ومشي على الشغل لحد ما جاني الخبر، وقالوا خلي بالك من البيت ده أمانة في رقبتك، وساعتها مقدرتش أمسك نفسي ووقعت على الأرض".

قُتل بفعل فاعل
وقال على محمد، أحد جيرانه، إن استشهاد اللواء البطران بفعل فاعل، مؤكدًا أن اللواء تلقى اتصالا هاتفيا شدد المتصل خلاله على ضرورة نزوله العمل، وفور وصوله مصلحة السجون قُتل، ليقوم الإسعاف الخاص بالمصلحة بنقل الجنود الأقل إصابة ويتركه هو ينزف"، مطالبًا أجهزة الشرطة بضرورة حصول أسرته على كافة حقوقه.

جنازة عسكرية
وتابع عبد المجيد إبراهيم، أحد جيران اللواء البطران، أن الراحل أمتاز بالحب من قبل كافة أبناء القرية من كبيرها لصغيرها، مشيرًا إلى أن الدولة أهانت الراحل، مطالبًا وزارة الداخلية بضرورة إقامة جنازة عسكرية للراحل أسوة ببقية الشهداء من الجيش والشرطة، موضحًا أن العائلة تقدمت بأكثر من اقتراح لتخليد اسم البطران، منها إطلاق اسمه على مدرسة ومسجد بالقرية.
الجريدة الرسمية