رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. فضائح نتنياهو في مسيرة باريس.. «الإعلام العبرى»: رئيس الوزراء أحرج دولة الاحتلال.. تسلل كاللصوص إلى الصف الأول.. وتحول إلى شخصية كرتونية تسير السخرية


لم يهتم المجتمع الإسرائيلى بالمسيرة المناهضة للإرهاب في باريس بقدر اهتمامه بفضائح رئيس الوزراء الإسرائيلى "بنيامين نتنياهو" التي أحرجت دولة الاحتلال خلال الزيارة، حيث تنوعت إخفاقات نتنياهو خلال تواجده في باريس بشكل مثير للشفقة، وهذا ما أبرزته وسائل الإعلام الإسرائيلية والفرنسية.


الغيرة
البداية كانت حينما قرر نتنياهو عدم الذهاب والمشاركة في المسيرة لكنه بمجرد علمه بأن كلا من "أفيجدور ليبرمان" وزير خارجية الاحتلال، ونفتالى بيبنت وزير الاقتصاد قررا المشاركة في التظاهرة، ظهرت غيرته وقرر على الفور التراجع عن القرار والجزم بالمشاركة، مفسرًا رفض مشاركته في البداية بمخاوف أمنية، وهذا ما اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية ترويجا انتخابيا.

ولكن سرعان ما أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى أن فرنسا عارضت فكرة حضور نتنياهو المسيرة التاريخية في باريس، معتبرة أن حضوره في المسيرة من شأنه أن يكون "مسببًا للخلاف"، ما كشف أيضًا عن حالة التوتر بين فرنسا وإسرائيل ناهيك عن الإحراج لدولة الاحتلال.

وقال مصدر في مكتب رئيس الوزراء إن فرنسا لم تقدم سببا رسميًا لمعارضتها مشاركة رئيس الوزراء.

وذكرت القناة الثانية الإسرائيلية، أن باريس أرادت تجنب أي ذكر للصراع الإسرائيلي الفلسطيني في المسيرة التي نظمت للتعبير عن التضامن والتحدي بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية في العاصمة الفرنسية التي راح ضحيتها 17 شخصًا، من بينهم 4 يهود في متجر يهودي.

عندما بدا واضحًا للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتزم المشاركة في المسيرة، اتصل بنتنياهو ودعاه شخصيا، بحسب التقرير.

وعندما أبلغ مكتب نتنياهو قصر الإليزية عن نيته بالحضور، كان الرد الفرنسي تسليط الضوء على دعوة فرنسا لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لحضور المسيرة، بحسب التقرير، وأعلنت الحكومة الفرنسية أيضًا عن لقاء مخطط بين هولاند وعباس.


موقف محرج
لم يكن هذا هو الموقف المحرج الوحيد لـ "نتنياهو" بل الأسواء هو ما سلطت القناة العاشرة الإسرائيلية الضوء عليه، حيث ذكرت القناة إنه في موقف محرج للغاية قرر الرئيس الفرنسى مقاطعة خطاب "نتنياهو" وترك المكان بمجرد استعداد الأخير لإجراء خطابه خلال المراسم التي أجريت في الكنيس بباريس، أمس الأحد، ولفتت إلى أن تصرفات هولاند تشير إلى استيائه من نتنياهو، وغضب الفرنسيين منه.

وأكد نتنياهو خلال خطابه، أن عددا من المنظمات الإسلامية ومن بينها تنظيم الدولة "داعش" وجبهة النصرة وبوكو حرام وحماس وحزب الله "كلهم أغصان في شجرة واحدة حتى ولو شنوا حروبا أحيانا شرسة بين بعضهم".

ومن جهة أخرى توالت الفضائح خلال الزيارة عبر خطوات "بنيامين نتنياهو" التي أثارت حفيظة وسائل الإعلام العبرية التي انتقدت سلوكه خلال التظاهرة وخاصة الخطوة المحرجة التي قام بها حينما انتقل عن الطريق التزاحم من الصف الثانى إلى الأول.

اللحظة الأكثر إحراجًا – كيف أنه عن طريق سلام يد "عفوي"، من المفترض، مع رئيس جمهورية مالي المتواجد في الصف الأول، رافقته محادثة قصيرة جدًا عن الأحوال، نجح نتنياهو بالانزلاق إلى الصف الأول، وليس هذا فحسب، إنما انضم إلى الخماسية الأولى التي تقود المسيرة، إلى جانب الرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

التزاحم على الصف الأول
وبعد عدة دقائق من المسيرة وهو في المقدمة، ويبتسم للكاميرات، بدأ نتنياهو أيضًا بالتلويح للجماهير التي على جانبي الطريق وكأنه ملكة إنجلترا بحق، وكأن المسيرة هي موكب نصر، وليس حدث مأساوي، وفقًا للإعلام الإسرائيلى.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن نتنياهو تسلل كاللصوص إلى الصف الأول، بعد أن تم إدراجه وفق قواعد البروتوكول الفرنسي في الصف الثانى.

وتساءلت ما الذي جرى لـ"نتنياهو" وكيف انتقل بخدعة وبمساعدة مرافقيه بالتزاحم إلى الصف الأول. 

واعتبر الإعلام الإسرائيلى أن تصرف نتنياهو واندفاعه نحو الصف الأول بعد أن كان في الصف الثاني يعود إلى رغبته بأن يقف في نفس الصف الذي يقف فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس- الذي تواجد في مقدمة الصف الأول. 

حيث إن المكان الذي حصل عليه عباس من الفرنسيين هو جزء من استقباله الحار والمرحب، مقابل البرود المهذّب تجاه نتنياهو بحسب التقارير الإسرائيلية.

شخصية كرتونية
وفى إطار تصرفات نتنياهو أو "بيبي" كما يطلق عليه في دولة الاحتلال خلال الزيارة، تحول إلى شخصية مثيرة للسخرية من أفلام الكرتون المصورة، وأطلقت ضده النكات والسخرية بواسطة ناشطين إسرائيليين عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى موقف محرج آخر طلب "نتنياهو" أن ينضم إلى الباص الذي ينقل زعماء العالم بالرغم من أنه لم يحجز له مقعد، وتعرض للإهانة، وذلك حين تركه باص الزعماء في الشارع. 

وبث التليفزيون الفرنسي مشاهد له تظهر مدى انزعاجه وتوتره من الموقف.

ونشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقطع الفيديو الذي يظهر فيه نتنياهو في باريس ينتظر الصعود لإحدى الحافلات للتوجه إلى مكان المسيرة حيث ظهر في مكانه ينتظر دوره بسبب الازدحام الكبير.
الجريدة الرسمية