ضد الإرهاب.. والسخرية من الأديان
ما حدث من هجوم على مجلة "شارلي إيبدو" وقتل صحفييها هو جريمة إرهابية ضد الإسلام قبل أن تكون ضد الإنسانية؛ لأن الإسلام يرفض العنف بكل صوره، وهناك حديث قدسي يقول "الآدمي بنيان رباني لعن الله من هدمه".. والقرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم يرفضان رفضًا قاطعًا كل أشكال العنف ونحن ضد الإرهاب بكل صوره، ولكني أيضًا ضد أن نسمي ما يُنشر من إساءات وبذاءات ضد الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم باعتباره يندرج تحت مسمى حرية الرأي والتعبير.
أشعر بالحزن لكل الحوادث التي تسال بسببها دماء، لكن محاولة إلباس الإرهاب قميص الإسلام هي جريمة وحاشا لله أن يكون الإسلام دين عنف وهو الذي يقوم على التسامح والإخاء وهو الذي لم تسل في كل فتوحاته دماء إلا دفاعًا عن النفس ولم يجبر أحدًا على ترك دينه.
لكن الإرهاب في حقيقته ما هو إلا صناعة غربية أمريكية وعلينا أن نراجع من المؤسس للقاعدة ومن الذي دعمها بالسلاح والمال، أليس الولايات المتحدة الأمريكية.. من أين خرج التنظيم المسمى داعش ومع من يمارسون القتل أليسوا مواطنين عزل ظلوا يعيشون في سلام في ظل أنظمة عربية، وكما أن الجماعات التكفيرية في سيناء لم تحارب الصهاينة الذين يحتلون أراضي فلسطين بل تقاتل الجيش المصري الذي خاض حروبًا ضد التتار والهجمات الصليبية وضد المغتصبين لأرض فلسطين.
هل يعقل أن يكون هؤلاء إسلاميون أو معبرون عن الإسلام. بالتأكيد لا.. وعلى العالم أن يبحث عن المستفيد من أي حوادث عنف حتى ولو ارتدى مرتكبوها رداء الإسلام.. سنجد أن الاحتلال الصهيوني وأمريكا وبعض الدول الغربية هم المستفيدون، بينما الخاسر هو العالم الإسلامي، والدليل أيضًا أن هناك دولًا غربية تمنح حق اللجوء السياسي لكل من يمارس القتل والتدمير في الدول العربية والإسلامية.
فنحن دائمًا ضد القتل والإرهاب بكل صوره، ومع حرية الرأي والتعبير، لكننا ضد استخدام السخرية والبذاءات والسفالات التي تمارس من أي جهة ضد الأديان السماوية والأنبياء والمرسلين وليس الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم فقط.