موسم الأطعمة الفاسدة
نسمع ونقرأ هذه الأيام بمعدل الخبر كل يوم أو أكثر عن ضبط كميات وأطنان من اللحوم والطعام الفاسد الذي يتسبب في تسمم الناس وإزهاق أرواحهم وللأسف لم يعد هناك أي ثقة في الطعام خارج المنزل لما سمعه الناس وشاهدوه على الصحف ووسائل الإعلام حتى الأسماء الكبيرة التي كانت تُحترم انضمت أيضًا إلى قائمة بائعى الطعام الفاسد.
لا شك أن الفساد طال الكثير من القطاعات ودعونا نسلم بأن سنوات من الفوضى تسببت في وجود هذه النتيجة التي نعيشها دون أي تجميل، فخبر واحد عن وجود مخزون لأطعمة فاسدة كفيل بإزاحة الثقة في كل طعام يكون خارج المنزل، إلا أن مع انشغال الزوجة في العمل كان ذلك السبب في انتشار الطعام الجاهز للمنازل وما يراه المستهلك هو التغليف الجيد للطعام وكأن هذا الطعام لم تلمسه يد من قبل ومما يوحى بأن المطعم التزم معايير النظافة في الإعداد والطهى والذي يصطدم بالواقع حين يكتشف أن المكان الذي اشترى منه طعامه تسير فيه الفئران والقطط والحشرات يوميًا، وأن الثلاجات التي كانت تحفظ طعامه لا تعمل، ولكن يتغلبون على ذلك بمهارات الغش حيث بقليل من التوابل يصبح الطعام مستساغًا ويكتشف الفرد الواقع المرير عند إصابته بهبوط الدورة الدموية وتسمم الجسم والاستيقاظ على رؤية جدران المستشفيات دون ذنب إلا أنه وثق في مكان اشترى منه طعامه.
إن العقوبة الرادعة كفيلة بمنع هؤلاء المفسدين من أن يفسدوا في الأرض وأن إعلان حالة واحدة ومكان واحد في كل وسائل الإعلام وإغلاق النشاط من أول حادث كفيل بردع هؤلاء المستهترين بأرواح الناس فهم لا يستحقون إلا عقوبة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
إننا أمام مهزلة بكل المقاييس فلم يعد يثق شعبنا بنفسه، علاوة على عدم ثقة الأجانب فينا وإنما الواقع كفيل بإظهار الحقائق لهم، فالتلوث لم يصل إلى البيئة المحيطة فقط وإنما وصل التلوث إلى الضمائر والقلوب أيضًا.
إننا أمام تحد كبير وعلى الجهات الرقابية أن تقف بالمرصاد أمام كل من يريد إفساد البلاد وقتل أبنائها وعلى المواطنين أن يتحروا الدقة ويقوموا بالإبلاغ عن كل استهتار أو تسيب حين يرونه في أي مكان، وعلى الدولة أن تسرع باتخاذ إجراءات الضبط فور الإبلاغ هذا إن كنا نريد أن نحفظ أرواح الناس من فساد المفسدين.