«أحمد ماهر» مهندس الثورة خلف القضبان.. والسبب «قانون التظاهر»
لم يعلم ابن محافظة الإسكندرية الذي تربى في أروقة حزب الغد، أن مصيره سيكون السجن في قضية خرق قانون التظاهر بعد سقوط مبارك.
تأسيس 6 أبريل
قام المهندس أحمد ماهر عام 2008، وصاحب السيارة الفيات 128، هو ورفاقه بتأسيس حركة 6 أبريل بالتزامن مع اعتصام المحلة الشهير، ليكون هو ومجموعته أول من يدوسوا على صورة الرئيس الأسبق مبارك بالأقدام أثناء حكمه، الأمر الذي اعتبره الكثيرون إنذارا خطيرا وتطورا واضحا في المعارضة المصرية.
تربى في أروقة حزب الغد تحت رئاسة أيمن نور - آنذاك- وخرج ليعلن اعتراضه على أي تغيير إصلاحي، وجمع "مؤسس 6 أبريل" الشباب من مقاهي البورصة بوسط البلد، وشجعهم على التظاهر في ميدان التحرير، قاضيا الليل في الاستعداد للثورة في شارع قصر العيني، مع المهندس ممدوح حمزة، وقضى النهار في بعض وسائل الإعلام أو الشارع.
رحلة سقوط مبارك
بزغ نجم "ماهر" بعد سقوط مبارك، وأصبح أحد أبرز الوجوه الشابة التي دخلت القصر الرئاسي للتفاوض على الخريطة المصرية في فتراتها الحرجة، وجمعه أكثر من لقاء مع المشير طنطاوي أثناء الفترة الانتقالية، كما التقى مع مرسي أثناء الانتخابات الرئاسية الأولى.
لكن "ماهر" اختفى بعد فترة من ثورة يناير، بسبب إلقائه محاضرات في أمريكا عن التغيير السلمي، ليعود بعدها إلى الساحة المصرية بالتزامن مع انطلاق حملة "تمرد"، ويتبنى مطالبها في تلك الفترة، ويجمع أكثر من مليون توقيع - حسبما أعلنت الحركة وقتها.
ماهر والانتخابات الرئاسية
فضل "ماهر" انتخاب مرسي في جولة الإعادة عن الفريق أحمد شفيق، ودعت حركة 6 أبريل الشعب المصري لدعم المرشح الإخواني في هذه الفترة، وكان موقف ماهر من الانتخابات الرئاسية بعد سقوط مرسي مرتبكًا، فلا هو من مؤيدي حمدين صباحي ولم يؤيد السيسي وقتها، وهو ما جعل الحركة تصدر قرارا بالمقاطعة اعتراضا على ما أسماه بـ "حكم العسكر"، خاصة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وهو ما جعل الفجوة تتسع بين ماهر والنظام.
قانون التظاهر
وكانت الضربة القاضية لـ "ماهر" بعد إقرار قانون التظاهر، ليكون مؤسس 6 أبريل أحد الداعين لإسقاط هذا القانون، داعيا إلى تنظيم وقفة احتجاجية دون إذن كتابي من وزارة الداخلية، بالمخالفة لما ينص عليه القانون، لتفريقهم الشرطة أمام مجلس الشورى، ويكون ماهر أحد المطلوبين على ذمة تلك القضية، ليقوم بتسليم نفسه، وتقرر المحكمة سجنه لمدة 3 سنوات، ليقضي ماهر تلك السنوات في السجن، وسط سخط العديد من منظمات المجتمع المدني والأوساط الشبابية التي شاركت في ثورة 25 يناير.