رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. محال العتبة خاوية والجمارك السبب..«أحمد»: «عايشين في حالة ركود»..«محمد»: «البضائع زادت 700%»..«سيد»: «مشينا العمال».. «على&#


حي العتبة أحد المناطق المهمة بالقاهرة، ويعد مركزا تجاريا لكثير من أنواع التجارة والبضائع، كان يسمى فيما مضى بالعتبة الخضراء ولكن وجراء ما لحق به من اعتداءات وما بني به من عشوائيات حذفت كلمة الخضراء وبقي على اسم "العتبة".


شارع العتبة بمصر القديمة والذي يتوافد عليه أعداد كبيرة من المواطنين من جميع المحافظات هذا يشتري شئ ما وآخر يشاهد الأسعار وصاحب محل يعمل معه عدد كبير من الشباب مقابل أجور تميزت بارتفاع كبير نظرا لكثرة المبيعات اليومية.

الحال في هذه الأيام تغير تمامًا فأصبح شبه خاوية وأصحاب المحال كل داخل محله لعل القدر يرسل له مشتر يغير حالة الركود التي أصبحت حال دائم من عدة أشهر.

استطلعت عدسة "فيتو" آراء أصحاب محال منطقة العتبة لمعرفة حالهم بعد ارتفاع نسبة الجمارك المصرية في شهر ديسمبر الماضي.

العتبة
نزلنا إلى شارع العتبة والذي يعرف بالازدحام والتكدس بين المواطنين لما يحتويه من محال بها كافة متطلبات الأسرة المصرية لتجد أن الشارع أصبح خاويًا على عرشه، وتغير حاله، فبمجرد دخولنا لأحد محال بيع الأدوات المنزلية والذي أصبح صاحبه هو الزائر الوحيد يوميًا، والذي ارتسمت على وجهه علامات الاستفهام من ارتفاع أسعار البضائع، وحالة الركود التي يعاني منها السوق، وبين متطلبات لصاحب المحل ومنزله عليه الإيفاء بها ودفع قيمة الإيجار والمعروفة أنها مرتفعة جدًا في تلك المناطق.

حالة ركود
وسرد لنا أحمد على، أن السوق المصرية تعاني من حالة ركود منذ اندلاع ثورة 25 من يناير، والتي أثرت على حركة البيع والشراء في مصر بوجه عام، حتى تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم وبعدها بدأت العجلة الاقتصادية في التحرك من السكون شيئًا ما، لتأتي الكارثة برفع قيمة الجمارك بمعدل يتراوح ما بين 100% إلى 700 % على جميع المواد المستوردة من الخارج وخاصة الأدوات المنزلية ولعب الأطفال والملابس في شهر ديسمبر الماضي دون عقد جلسات مع أصحاب المحال لمعرفة آرائهم حول رفعها أو الصبر حتى تعود الحالة الاقتصادية لسابق عهدها.

700% زيادة
وقال: "الحاجة اللي كان بيأخذها الزبون بجنيه، دولوقتي بـ 7 جنيه، طيب نقوله إيه وهو ما يعرفش حاجة عن الجمارك كل اللي يعرفه إني تاجر نصاب وعايز أكسب في الحاجة مبالغ كبيرة، ولازم كان يبقي فيه استشارة وخطة مدروسة لرفع قيمة الجمارك مش في يوم وليلة نلقاها رفعت النسبة دي كلها، يعني الحاجة اللي كنت بستوردها بـ100 ألف جنيه من الصين دلوقتي بقت بـ 700 ألف جنيه، والبياع يجيب الفرق ده كله منين ويبيعها إزاي للزبون، إحنا كل اللي عنده حاجة هيبعها ويقف هنعمل إيه مش هنقدر نستورد حاجة تاني خالص".

مشيت العمال
وبالانتقال لمحل آخر، وإذا بصاحب المحل ويدعي محمد سيد، يخرج علينا مسرعًا اعتقادًا منه أننا نريد شراء شئ ما ليفاجأ بطلبنا لمعرفة حالته الاقتصادية ونسبة الإقبال على المحل بعد زيادة نسبة الجمارك الجديدة والذي رد قائلًا: "كان شغال معايا10 عمال واضطريت إني أمشيهم علشان أعرف أوفر قرشين قبل ما أقفل خالص، غصب عني اسألوا المسئولين عن ده، محدش يسألني أنا مش قادر أدفع فلوس أجور عمالة بقيمة 800 جنيه يومًا، مشيتهم أحسن ما أجي آخر الشهر أقولهم معلش مش معايا فلوس أديك الراتب بتاعك".

"يشوفولنا شغل تاني"
تقدمنا داخل الشارع حتى نصل إلى محل الرحمة والذي تعالي صوت من داخله " اتفضلوا يا بهوات" ودخلنا ليرفع صوته قائلًا "هنستفتح أهو، الساعة بقت 4 ولسه مفيش حد دخل عليا"، ليفاجأ بطلبنا منه معرفة حال السوق فقال: "يا بيه سبنا في حالنًا لينا شهرين على ده الحال، ولو لاقي حاجة تاني مكنتش فتحته لدوقتي، كمان شوية هنسيبه إحنا كمان ونقعد في البيوت ويبقي يشوفلنا إحنا كمان شغل، الزبون إللي كان بييجي علشان خاطر الحاجة عندي ناقصة عن بره جنيه أو جنيه ونص هييجي دلوقتي بعد ما رفعتها عن سعرها الأصلي بسبعة جنيه طب إزاي، كل اللي يدخل يقولنا حسبي الله ونعم الوكيل عايزين تشبعوا بالعافية ده حرام".

عايزة إيجار المحل
استوقفتنا أم محمد، لتحكي لنا حالها، أنها مستأجرة المحل الخاص بها بسعر ثلاثة آلاف جنيه في الشهر، وأنها اضطرت لتسريح 4 عمال كانوا يعملون معها مشيرًة إلى أن أجر العامل منهم يتعدي الـ 100 جنيه في اليوم الواحد، مؤكدة أنها اضطرت للعمل بمفردها لتوفير جانب ما من النفقات خاصة أن المحال تشهد حالة من الركود قائلة: "الزبون دلوقتي حتى مش بيدخل يعرف سعر الحاجة، مش يشتري، إحنا زي ما بنيجي الصبح بنروح بيوتنا تاني في الليل، بيوتنا بتخرب، نعمل إيه، أنا نفسي أبيع في يوم بـ 100 جنيه أروح بيهم لولادي".

الحال تغير
دخلنا إلى أحد الشوارع الجانبية وقد تحول إلى مقهي شعبي من كثرة أصحاب المحال الجالسين مع بعضهم البعض، هذا يحكي شكواه وحاله للآخر وذلك جلس ليتفكر في الحال الذي أصبح جزءًا من حياتهم.

أكد يوسف محمد، صاحب محل أحذية، أنه ترك محله الخاص وجلس مع أصحابه نظرا لتأكده من عدم وجود زبائن قائلًا "ده حالنا من زمان هنعمل إيه"، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار المياه والكهرباء وأسعار الخضر والفاكهة أثر على حركة البيع والشراء بالسوق مما أدي لانخفض حركة الإقبال على المحال في ظل محدودية دخل المواطن.

الجريدة الرسمية