رئيس التحرير
عصام كامل

فورين بوليسي: 2014 عام سيئ للسلام والأمن الدولي.. نشوب 10 حروب في العالم أغلبها في الشرق الأوسط وأفريقيا.. منافسة جيوسياسية بين روسيا والغرب.. القوى السنية مقسمة في الشرق الأوسط


توقعت مجلة فورين بوليسي الأمريكية نشوب 10 حروب في العالم في عام 2015، وأغلب هذه الحروب ترتكز في الشرق الأوسط وأفريقيا، بداية من أفغانستان إلى اليمن وقالت المجلة إن العام الماضي كان سيئا بالنسبة للسلام والأمن الدوليين، ولكن كان هناك بعض النقاط المضيئة في عام 2014.


ومنها الجولة الأخيرة في المحادثات النووية الإيرانية الأكثر نجاحا، والانتخابات في تونس، وعملية السلام في كولومبيا التي تبدو واعدة، وأفغانستان التي خالفت تاريخها على الرغم من العديد من التحديات، واستعادة الرئيس باراك أوباما العلاقات الدبلوماسية مع كوبا.

تنظيم داعش
ولكن بالنسبة للجزء الأكبر من العالم فهناك الكثير من الأحداث التي حطمت المعنويات، من حروب وقتل وتشريد للمزيد من الناس ما جعل من الصعب إنهاؤها بشكل كبير منذ توسيع تنظيم "داعش" قبضته وسيطرته على أجزاء في سوريا والعراق، فضلا عن تدمير غزة وما يحدث في ليبيا واليمن نحو حرب أهلية.

مشاهد متعددة
وفي أفريقيا.. شاهد العالم قادة جنوب السودان جروا بلدهم إلى باطن الأرض، وتلاشي التفاؤل في عام 2013 لجمهورية كونغو ديمقراطية وصعد مرض الإيبولا غرب أفريقيا، وإرهابيو جماعة "بوكو حرام" النيجيرية، وانضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا وعودة الحرب في أوربا مع استمرار القتال في شرق أوكرانيا.

وعلى المستوى العالمي، زادت المنافسة الجيوسياسية، ومنها علاقة روسيا بالغرب على الرغم من العمل سويا في بعض القضايا مثل الملف النووي الإيراني.

بينما تظل علاقة الصين مع جيرانها متوترة ويمكن أن تتسبب في أزمة في الشرق أو في بحر الصين الجنوبي، كما أن الصراع بين إيران والمملكة العربية السعودية شكل معالم العنف بين السنة والشيعة في منطقة الشرق الأوسط، والقوى السنية نفسها مقسمة، وهناك مسابقة بين السعوديين والإماراتين ومصر، ومن الجهة الأخرى قطر وتركيا، وفي أماكن أخرى من القارة الأفريقية تتزاحم القوى مثل الصومال وتزايد الحروب الإقليمية بشكل متزايد في جنوب السودان.

ورأت المجلة أن التنافس بين القوى الكبرى والإقليمية ليس شيئا جديدا ولكن العداء بين القوى الكبرى، أحبط مجلس الأمن للأمم المتحدة في أوكرانيا وسوريا، والمنافسة بين الدول القوية على نحو متزايد يضفي لونا إقليميا أو دوليا إلى حرب أهلية ما يجعل حلها أكثر تعقيدًا.

ملاذا للإرهاب
كما أن هناك اتجاه مقلق نحو العنف في البلدان التي تحاول الانتقال للديمقراطية، فالحروب وعدم الاستقرار أصبح أكثر تركيزا جغرافيا في أجزاء من ليبيا وأفغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوكرانيا، وبعض المناطق تحولت لملاذ للإرهابيين، وهناك صياغة جديدة نحو تقسيم السلطة والموارد يشكل تحديا كبيرا والفشل يؤدي إلى تجدد الصراع.

وأضافت المجلة أن العام الماضي يكشف بوضوح أن الجماعات الجهادية ما زالت تشكل تهديدا متزايدا، تنظيم داعش والتابعين له في شبه جزيرة سيناء وشمال أفريقيا جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا وحركة الشباب الصومالي في كينيا والقاعدة في جنوب آسيا وآسيا الوسطي والقوقاز واليمن ومنطقة الساحل ما يتسبب في زعزعة استقرار الحكومات وقتل المدنيين وزيادة التطرف المحلي.

ومن المؤكد أن هناك إفتقار لإستراتيجية سياسية وهذا ينطبق على حملة الولايات المتحدة ضد داعش، وأيضا في نيجيريا ضد بوكو حرام، والعمل العسكري لا يكفي وحده فهناك دوافع كامنة وراء الصراع، والعالم واجه تهديدات متعددة سواء من الجهاديين أو العنف الطائفي في المناطق الحضرية.

10 حروب
ومن المتوقع نشوب 10 حروب، في كل من سوريا والعراق بعد نجاح داعش وسيطرتها على مناطق كبيرة في كلا البلدين، بسبب الحكومات الطائفية في سوريا والعراق والإستراتيجيات العسكرية التي يعتمد عليها الميليشيات وانحسار القوى السنية.

وحرب في أوكرانيا بعد دخولها في صراع مفتوح مع روسيا، لدعم موسكو الانفصاليين، والحرب في جنوب السودان تدخل في السنة الثانية مع حرب أهلية وحشية، وتواجه نيجيريا عاصفة وحشية من قبل بوكوحرام التي خربت أجزاء من الشمال وخصوصا في شمال شرق البلاد الفقيرة واستيلائها على مجموعة من الأراضي، وشنها هجمات على الدول الجوار التشاد والنيجر والكاميرون.

وأيضا الصومال قد تشهد حربا في عام 2015 في ظل وجود أصحاب المصلحة على حد سواء من الداخل أو من الخارج، وصراع دولة الكونغو الديمقراطية ضد الميليشيات المسلحة المدعومة من رواندا، والصراع المندلع في أفغانستان واليمن وأوكرانيا وفنزيولا.
الجريدة الرسمية