عالم أعور!
من كل صوب وحدب في العالم تلقت فرنسا دعما وتأييدا ومساندة بعد الحادث الإرهابي الذي تعرضت له صحيفة «شارلي إيبدو» وتداعياته في اليوم التالي.. أما لبنان الذي تعرض لحادث إرهابي ضخم في مقهي "جبل محسن" فإنه لم ينل سوي القليل من الاهتمام العالمي، سواء اهتمام الحكومات أو منظمات المجتمع المدني أو حتى الإعلام! وحدث ذلك رغم أن عدد القتلي في الحادث الإرهابي اللبناني يقترب من عدد القتلي في الحادث الإرهابي الفرنسي، بينما عدد الجرحي في لبنان أكبر وأكثر من جرحي فرنسا.
ولا يعني ذلك سوي أن العالم أعور لا ينظر سوي بعين واحدة، ولا يري إلا ما يريد أن يراه، ويغض البصر عن رؤية ما لا يكثرث به ولا ينال اهتمامه.. كما يعني أيضا أن العالم ما زال لا يعترف بأن حرب الإرهاب واحد.. فإن هزيمة الإرهاب في فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا أو أمريكا تقتضي هزيمته أولا في مصر وسوريا والعراق وأيضا لبنان..
فلدينا الآن تنظيمات إرهابية قررت أن تجعل العالم كله ساحة حرب.. بل إن لدينا الآن تنظيمين إرهابيين كبيرين هما تنظيما القاعدة وداعش يتنافسان في القيام بالعمليات الإرهابية، ولذلك علينا أن نتوقع مزيدا من هذه العمليات مستقبلا.. ولن يقدر العالم على مواجهة هذه العمليات الإرهابية المتوقعة وحماية نفسه من خطر الإرهاب إلا إذا استخدم عينيه معا في رؤية الإرهاب.. أي إذا تعامل مع حادث إرهابي في لبنان مثلما يتعامل مع حادث إرهابي في تونس...لا مواجهة انتقائية للإرهاب مادام الإرهاب الذي يهددنا في ربوع، العالم كله واحد..
